«مصر ليس لديها نظام أو منهج أو آلية طبيعية لتداول السلطة والتغيير» جاء ذلك في مقال للكاتب السياسي ومراسل مجلة النيوزويك في المنطقة العربية، مشيرا إلي أن جمال مبارك الذي وصفه بالطفل السياسي تنقصه صفة «الموثوقية» والنفوذ وبالتالي تصبح الكفة راجحة لصالح شخصية عسكرية يملأ الفراغ بعد الرئيس مبارك. وأضاف أن مبارك اعتمد طوال الوقت علي سلبية المصريين وخمولهم أكثر من اعتماده علي الضوء الأخضر من واشنطن بالسجن والاضطهاد والعفو عن أفراد الشعب. وتابع في مقاله «مصر بعد مبارك» أن مصر تستعد لانتخابات 2011 الرئاسية وسط شكوك حول ترشيح مبارك لنفسه من عدمه غير أن عدم رضا الناس وكرههم للملكية وبالتالي التوريث قد يعقد انتقال السلطة مشيرا إلي أن مبارك ضيق الروح الفكاهية عند المصريين وازداد موقفه سوءا بعد موقفه من حرب غزة التي وسعت الهوة بينه وبين المواطنين. وعن رؤيته لموقف مبارك من الاستمرار في السلطة، أشار الكاتب إلي تصريح للرئيس في 2007 بأنه يرغب في الموت علي مكتبه وقال إن المراقبين انقسموا حول قضية خلافة مبارك بين مرجح للجيش ومتوقع لوراثة جمال الذي تاه وسط رجال الأعمال المكروهين من الشعب مما يرجح كافة الجنرالات. وربط الكاتب ميلاد مصر من جديد بانهاء ظاهرة الدولة البوليسية وتحرير الصحافة وعمل تعددية حزبية حقيقية وإلا ستحدث فوضي وتنزل الدبابات للشوارع. وجاء في دراسة نشرها ستيفن كوك المحلل السياسي والمسئول عن دراسات الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية بعنوان «التخبط علي النيل» نشرها في مجلة الشئون الخارجية الأمريكية أن تزايد الأصوات المعارضة داخل مصر اضطرت نظام مبارك للظهور بمظهر الراغب في التغيير المالك لهامش حرية واسع. وأضافت الدراسة أن مسألة انتقال السلطة كانت محيرة للإدارة الأمريكية السابقة فمبارك وزمرته غير مرغوبين شعبيا، غير أن المصريين يتطلعون إلي انتقال حتمي للسلطة لكن حيرة انتابت السياسيين في أمريكا حول قدوم جمال والإسلاميين فالإخوان حركة لا يمكن تجاهلها في واشنطن ولا تقتنع بما تبديه الجماعة من اقتناعها بالدولة المدنية حيث لايمكن أن تنسي حلمها القديم بإقامة دولة إسلامية. وقالت الدراسة إن الاستبداد لن يحكم مصر إلي الأبد وسجلها عبر 7 آلاف سنة يقول إنها قد تصبر طويلا حتي تأتيها العدالة الغائبة وقال تقرير في مجلة «نيويورك تايمز» إن مبارك نكل بالإسلاميين عقب توليه الحكم الذي طال لأكثر من 28 سنة، كما دعم إسرائيل كثيرا ما اكسبه دعم مناصرة الغرب له وضمن استمرار المساعدات السنوية الأمريكية. وقالت الصحيفة إن مبارك عادة ما يشار إليه ب «الفرعون الجديد» في مصر حيث اعتاد نظامه سجن منتقديه وتكميم حرية التعبير، مشيرا إلي أن أوباما وفق تصريحاته قبيل زيارته للقاهرة لا يري مبارك حاكما مستبدا. وأضاف أن مبارك حافظ علي علاقته القوية بأمريكا وإسرائيل خلال فترة حكمه ووجه ضربات قوية للارهاب والاصولية، وفي ظل غياب معارضة حقيقية يصبح فوز الحزب الحاكم بالرئاسة مؤكدا وأوضحت الصحيفة عمق العلاقات الأمريكية بشخص مبارك باعتباره متمما لعملية السلام مع إسرائيل ويلقي رعاية أمريكية خاصة رغم أنه لا يعتبر حليفا مثاليا ولذا صرح مصدر رسمي في واشنطن أن من يخلف مبارك لابد أن يحافظ علي نفس منظور الرئيس لعملية السلام مع إسرائيل والعلاقات مع واشنطن