كشفت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، اليوم الخميس، النقاب عن أن الاتحاد الأوروبي هدد بتأجيل المرحلة المقبلة من محادثات انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" لشهرين بسبب رفض المملكة المتحدة الانخراط في محادثات مع بروكسل حول تسوية مالية تطلبها الأخيرة كالتزامات على لندن قبل إنهاء عضويتها، أو ما يعرف إعلاميا ب"فاتورة الطلاق". وقالت الصحيفة، وفقا لشهادات حصلت عليها، إن كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ل"بريكست" ميشيل بارنييه، أصدر تحذيرا من تجميد المفاوضات في جلسة خاصة مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي في مقر الاتحاد بالعاصمة البلجيكية بروكسل.. مشيرة إلى أن الاتحاد أكد أنه لن يتحدث بشأن التجارة أو مستقبل علاقاته مع المملكة المتحدة، إلى حين إحراز "تقدم كاف" فيما يتعلق بعدد من القضايا؛ وهي حماية حقوق مواطني دول الاتحاد الأوروبي في بريطانيا بعد "بريكست"، وتسوية مسألة حدود أيرلندا الشمالية، بالإضافة إلى التسوية المالية.
كما لفتت الصحيفة إلى أن الجدول الزمني المحدد مبدئيا من جانب بارنييه لسير المفاوضات كان يستهدف أن يتم تقييم "تقدم كاف" في اجتماع المجلس الأوروبي المزعم عقده في أكتوبر المقبل، لكنه أخبر سفراء الاتحاد الأوروبي أن ذلك أصبح "غير مرجح بشكل كبير" الآن، وأن الموعد النهائي سيمتد إلى ديسمبر المقبل. ومن المفترض أن تبدأ الجولة القادمة من محادثات "بريكست" في 28 أغسطس المقبل، لكن "ذا تليجراف" أكدت، نقلا عن مصادرها، أن طرفي المحادثات قريبان من الموافقة على الإسراع في عملية التفاوض، بحيث تُعقد المحادثات كل أسبوعين حتى شهر أكتوبر المقبل.
وقالت الصحيفة البريطانية إنها علمت أن برانييه هدد في وقت سابق بإلغاء جولة المحادثات التي جرت الأسبوع الماضي إذا لم تعترف المملكة المتحدة رسميا بالتزاماتها المالية للاتحاد الأوروبي، وهو ما تم بالفعل من جانب الوفد البريطاني، لكنه رفض إصدار توضيح تفصيلي بشأن المؤسسات والمجالات التي لازال على المملكة المتحدة التزامات مالية لها داخل الاتحاد الأوروبي، متمسكين بضرورة أن توضح بروكسل أولا الأساس القانوني الذي على أساسه تطلب من لندن دفع "فاتورة بريكت" بقيمة تبلغ 100 مليار يورو، وهو ما تعتبره بريطانيا "ابتزاز" وغير مبرر من الناحية القانونية.
