اعتاد استاذ الجولوجيا بجامعة حلوان، والمفكر السياسي، الدكتور يحيى القزاز، على الهجوم على الأنظمة السياسية المصرية، باختلاف توجهاتها، واتنتقاضها من باب «أنا معارض أنا موجود»، وهو الذي ترعرع في كنف أعتى الحركات السياسية المعاصرة في حقبة التسعينات، كعضوا في الحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية»، وحركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، وكان من المعارضين لنظام مبارك، وانتقده في العديد من المقالات قبل ثورة 25 يناير، وتم اعتقاله أكثر من مرة أثناء مشاركته في المظاهرات والإضرابات ضد نظام مبارك، إلا أن توجهات «القزاز» لم تتوقف عند مجرد مشاركته في الحراك السياسي وحسب، بل وصل الأمر به لتحريض الشباب على المشاركة في العصيان المدني التي كانت قد دعت إليه حركة 6 أبريل، بعد ثورة يناير وأثناء تولي فترة حكم المجلس العسكري، ودعى لكسر مفاصل الدولة. ولم يُفهم في وقت سابق التوجهات السياسية لأستاذ الجولوجيا، وباتت الصورة أكثر وضوحا بعد دعمه لجماعة الإخوان الإرهابية، بالإساءة إلى الدولة المصرية والنظام الحاكم، والرئيس عبد الفتاح السيسي. ومثله كباقي المنتفعين الساعين للشهرة، اتخذ «القزاز» من هجومه المستمر على الجيش المصري وأبنائه، وسيلة للتربح الدنئ، سعيا لنيل الشهرة وارتفاع عدد متابعيه، استمرارا للعداء الذي يكنه للدولة، وتناسى ما تحمله يد جماعة الإخوان الإرهابية من أثام وما تلطخت به من دماء أبناء الجيش المصري، وزاد من «طين بله» أنه وصل به الأمر لنشر مقال له على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك» قال فيه «أكبر عملية اغتصاب فكري حدثت بعقولنا هي إقناعنا بأن الشجرَ والحجَر والرمال والحدود الوهمية وطن، وأننا يجب أن نصبر على أذى الحكومات لأننا بهذا نخدم الوطن، وأننا يجب أن نموت فداءً للأسلاك الشائكة التي رسمها سايكس وبيكو، وسمّوا الحظيرة بداخلها بالوطن !» دعى فيه لعدم الاعتراف بقدسية أرض الوطن واعتبرها حفنة من التراب، ما ذكرنا بمقولة المنظر الإخواني «سسيد قطب»، عندما قال «وما الوطن إلا حفنة تراب».