* هناك اختلاط حميم مع الطبقة الشعبية المسماة بولاد البلد.. ناس تبيع وأنت تشترى منهم كل شىء خضار فاكهة بقالة جزارة.. ومن ثم تعقد الصداقة بينك وبين من تتعامل معهم بشكل دائم.. تسمع حكايات وحكايات مثال الواد كبر والمثل بيقول إن كبر خاويه.. * الوعود لا تكفى وفى نفس الوقت لا يكفى أن نقول منع مصر السفر لليبيا.. لابد من موقف مع من يستهين بحياته وبالتالى يستهين بمصر * ما هو فاعل بالمجتمع.. أولاد عايزين يفرحوا.. زواج بالدين.. خلف بالدين أطفال تملأ الأرض غير مؤمن غدها لا سكن ولا تعليم ولا علاج وديون وسجون.. * وادفعى يا دولة.. الفطام من الدولة يجب أن يتم.. وأن تتعلم الاعتماد على الذات بس أنا بأقول إن كبر ابنك جوزه بدال ما يخبط فى بنات الناس ويجيبلك مشاكل.. عنده كام سنة..؟ أنت تسأل 17 سنة يعنى جدع حلو كده وعلى وش جواز.. طيب بيشتغل وإلا بيتعلم؟ هو إحنا حمل تعليم.. العيل يجرى على الأرض يساعد أبوه.. إبنى بيشتغل.. يوم سريح ويوم عامل بناء.. أهو بيلقط رزقه فتسأل وتفكر يقدر يفتح بيت؟ وتجيب لابنك زوجة تفتح حنفية الأولاد لك ولزوجها وللبلد وأنتم على باب الله كما تقول.. يرد عليك باتكالية شديدة ربك بيرزق هى اللى جاية دى حاتزود لقمتها؟ تأخذها من جنب أكل الأولاد.. وهو متناس إن بعد سنوات قليلة ستصبح هناك أفواه كثيرة مفتوحة ومطلوب لها ملبس ومأكل وعلاج وإن فتح الله عليهم تعليم.. يجيبك كمن يقفل باب المناقشة ده أنا علشان أجوز الواد خليت أمه تعمل قروض تجيب بيهم لوازم الفرح ده أوضة النوم والكهربائيات كلها اللى جبتها له لحد الخلاط والشاشة وكافة شىء اتكلفوا 18 ألف جنيه.. وطبعا أمه فى السجن «من الغارمات» وإهى مسيرها تطلع بس الولد يتجوز. وتسعة أشهر وجاء الحفيد الأول والذى هو يحكى عنه بمنتهى البساطة وأنت تشفق عليه من جراء ما هو فيه.. وما هو فاعل بالمجتمع.. أولاد عايزين يفرحوا.. زواج بالدين.. خلف بالدين أطفال تملأ الأرض غير مؤمن غدها لا سكن ولا تعليم ولا علاج وديون وسجون.. وإدفعى يا دولة.. الفطام من الدولة يجب أن يتم.. وأن تتعلم الاعتماد على الذات.. طبعا ليس بالإنشاء والعبارات الخطابية.. ولكن هناك أجهزة يمكن أن تتصدى لهذه الأمور.. مثال المجلس القومى للسكان لابد أن يكون له دور فى مثل هذه الأمور كذلك الأمومة والطفولة ووزارة التضامن الاجتماعى.. تلك أجهزة دورها الرئيسى العلاقات والحياة الأسرية وصحتها.. وهنا نأتى إلى موضوع مهم ومؤسف ومحزن فى نفس الوقت وهو ذبح المصريين فى ليبيا على يد «الجنون الداعشى» أصابنا بالذعر على أبنائنا فى ليبيا وأين هم وكيفية ترحيلهم وعدم معرفتنا لعددهم وأين هم بالضبط؟ لو كنا نعلم كيف سافروا.. ولا مع من تعاقدوا وأين؟ وهل معهم عائلاتهم أم فرادى؟ لو كنا نعلم من البداية معلومات عنهم ما كنا احترنا تلك الحيرة.. كما أن هناك عبارات هنا وهناك.. أن البعض لا يريد الرجوع وأن هناك مازال من يتقدم لطلب الفيزا.. طبعا مطلوب من الجميع ألا يندهش.. فالحياة هنا تساوى الفقر فى نظرهم.. حايدبحونى؟ ما أنا مدبوح بفقرى.. لابد من تأمينهم نفسيا.. وأن الاهتمام بهم ليس فقط لحظة الوصول.. وليس هُم فقط.. هم ومن مثلهم الذين مازالت تراودهم فكرة الهجرة.. فورا تعد وزيرة القوى العاملة نماذج للأعمال التى يمكن أن تستوعبهم وأماكنها وعائدها.. وفورا يلحقون بها.. فالوعود لا تكفى وفى نفس الوقت لا يكفى أن نقول منع مصر السفر لليبيا.. لابد من موقف مع من يستهين بحياته وبالتالى يستهين بمصر.. كذلك البحث الجنائى فى الداخلية به رجال فاهمة ودارية بأسماء مقاولى السفر غير الشرعى بالمراكب وغيرها تحمل شبابا مثل الورود يدفعون لهم أموالا طائلة ليموتوا أو ليقبعوا فى السجون ليعاد ترحيلهم.. يعلم رجال البحث فى الداخلية أسماء هؤلاء فليحدَّوا من نشاطهم حتى ولو باعتقالهم.. ثقب القرية يمكن إصلاحه ولكن لو تُرك ستمتلئ بالثقوب العديدة ويصعب إصلاحها.. وهذا قدرك يا دولة فالناس لا حول لها ولا قوة مع هذا العدو الظالم «الفقر» والناس على باب الله.