" أوباما أسلم في السر ، وراح جامع السلطان حسن علشان يقرأ الشهادتين والفاتحة هناك " في واحدة من مكالماتنا الصباحية المعتادة ، قالت لي أمي - وهي موظفة بإحدي الهيئات الحكومية - إن هناك إجماعا بين زملائها الموظفين علي أن أوباما مسلم ويخفي إسلامه . لم تكن هذه الكلمات مفاجأة لي ، فهي عادة مصرية متوارثة منذ القدم ، عندما ينبهر المصريون بشخص ما أو يشعرون أنه يمكن أن يكون نصيرا لهم ، فإنهم ينسجون حوله القصص ، كما حدث مع قصة الحاج محمد هتلر ، والحاج محمد هتلر هو الاسم الذي أطلقه المصريون علي أدولف هتلر في الحرب العالمية الثانية خلال حربه العنيفة وانكسار القوات البريطانية أمام جيشه النازي ، أيامها راح المصريون يرددون - بعد أن أسعدتهم انتصاراته علي عدوهم البريطاني - أن هتلر أسلم وسمي نفسه محمدا ، وأنه سافر في السر إلي الملك عبدالعزيز آل سعود ليؤدي فريضة الحج . يدرك المصريون الذين سحرهم خطاب الرئيس الأمريكي وأسلوبه ، أن سر نجاح هذا الشاب ليس لمجرد أنه شاب ، ولكن لأنه ابن لبيئة عادية يحيا بها الملايين ، لم يولد مثلا لأب يشغل منصبا رفيعا ، أو يحوز ثروة عملاقة ، ولهذا فهو من الطبقة الفقيرة في العالم ، واستطاع رغم كل الظروف التي مر بها أن يصبح رئيسا لأكبر دولة في العالم . ورغم اعتراضي الشخصي علي الخطاب الذي ألقاه أوباما من الأساس ، ذلك الخطاب الذي توقعت نصه الأسبوع الماضي في نفس هذا المكان ، ورغم إصراري أنه لم يقدم جديدا ، وأنه جاء إلينا ليستعرض ثقافته ومعلوماته ، ويعيد علي أسماعنا جملا مكررة عن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية القوية وحق الفلسطينيين في دولة ، وحق النساء في التعليم ، والزعم بأن الأقباط في مصر أقلية دينية، وكلها جمل وعبارات جذابة ، نعم ، ولكنها قديمة ومكررة . رغم كل هذا رحت بيني وبين نفسي أقارن بين هذا الشاب كرئيس ، وبين حسني مبارك كرئيس أحسست بغيرة حقيقية من الأمريكيين الذين استطاعوا أن يفرضوا إرادتهم ، ويصعدوا بمثل هذا الشاب البارع إلي سدة الحكم ، ولمت نفسي حقيقة عندما جال بذهني سؤال ، حول مدي التشابه بين جمال مبارك وبين الرجل الأسمر ، فمن الظلم الشديد أن نقارن بين هذا الحصان الأسود الذي يجمع خصال الفرسان ، وذلك الشاب المرفه الذي لم يسبق له أن أكل طبقا من الفول والبيض بالبصل ، علي العربية التي يملكها " عم محمد " في شارع محمود بسيوني ، هذا إذا كان يعرف الشارع أصلا . تعليقا علي خطاب أوباما أرسل إلي شاعر من عرب 48 قصيدة عنوانها " هذيان في حضرة أوباما " ينتقد فيها آراءه في العلاقة الأمريكية الإسرائيلية وفكرة الدولة الفلسطينية ، وكذلك يتنبأ له بنهاية تشبه نهاية جون كينيدي أنشر أبياتا منها في السطور التالية : يا أوباما أنت تقول ونتنياهو يقول وحكام العرب بين الخمول والنوم القدس تنام ما تؤوم والضفة بين الإخوة يا قاتل يامقتول وغزة خلاص بقت ركام ووحول لكن يا أوباما لو أنت قائد مسئول كفاية تنفذ اتفاقات فاقت الهرم بالطول مهو يا أنت أخبل ..وأنا المسطول وياخوفي بكره لو نفذت كلامك تلحق كينيدي وعن موتك يقولوا أنا المسئول