كشف مسئولون عسكريون أمريكيون النقاب عن أن الولاياتالمتحدة قررت تزويد ثوار سوريا المعتدلين بشاحنات "بيك أب" مزودة برشاشات وأجهزة لاسلكي لاستدعاء الضربات الجوية الأمريكية. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية – في سياق تقرير نشرته الأربعاء، على موقعها الإلكتروني – أنه مع ذلك فإن نطاق أي قصف لم يتحدد، في دلالة على مدى التعقيدات الموجودة على أرض المعركة في سوريا. وقالت الصحيفة، إن المسئولين العسكريين يشيرون إلى أن الضربات الجوية الأمريكية، التي استدعاها المقاتلون الأكراد، ساعدت في إبعاد مقاتلي تنظيم "داعش" عن مدينة عين العرب - التي يطلق عليها الأكراد اسم كوباني - السورية كنموذج للحملة الجديدة. وأضافت الصحيفة أنه لا تزال هناك اختلافات كبيرة عما سيواجهه الثوار الذين دربتهم الولاياتالمتحدة، حيث أن القوة الكردية الأكبر والأكثر تماسكا في كوباني كانت تحارب من وضع ثابت ضد عدو واحد ألا وهو "داعش"، بدون القلق من النظام السوري وغيره من جماعات الثوار. وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأمريكيين يواجهون أيضا الطبيعة الهشة للتحالف الدولي الذي تجمع من أجل محاربة هذا التنظيم وأسئلة حول ما إذا كانت الطائرات الحربية الأمريكية يمكن أم يجب أن تستهدف قوات الرئيس السوري بشار الأسد. ولفتت إلى أن الخطة تأتي في الوقت الذي تستعد فيه الولاياتالمتحدة لبدء تدريب الثوار المعتدلين الذين يشنون قتالا على جبهتين ضد المتطرفين وضد النظام السوري، حيث كان المسئولون العسكريون قد أعلنوا أن هذا التدريب سيبدأ في الفترة من منتصف إلى أواخر مارس المقبل في الأردن بالإضافة إلى موقع ثان تقرر افتتاحه قريبا عقب ذلك في تركيا. وأوضحت أن دورات التدريب الأولى ستستمر ما بين ستة إلى ثمانية أسابيع، حيث سيركز التدريب على مساعدة قوات الثوار على الاحتفاظ بالأراضي ومجابهة مقاتلي "داعش" – لا مواجهة الجيش السوري، ثم ستدرس الولاياتالمتحدة تقديم ما تصفه على أنه "قوة سورية جديدة" في أرض المعركة، حسبما أفاد مسئولون. ووفقا للصحيفة، فإن كل مجموعة من أربعة إلى ستة ثوار ستمنح شاحنة طراز "تويوتا هاي – لوكس" مجهزة برشاش ومعدات لاسلكية للاتصال ومتعقبات بنظام تحديد المواقع تمكنهم من استدعاء الضربات الجوية، كما سيتم تقديم مدافع هاون للمقاتلين لكن الإدارة الأمريكية لم تقرر ما إذا كانت ستزود المجموعات بأسلحة أخرى معقدة تكنولوجيا مضادة للدبابات. وبحسب الصحيفة، فإن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" بدأت برنامجا لتدريب وتسليح الثوار السوريين المعتدلين في عام 2013 وزودت جماعات صغيرة من المقاتلين الموثوقين بالذخيرة والأسلحة المضادة للدبابات. وتابعت: أنه بحسب المسئولين العسكريين فإن الثوار الذين تلقوا تدريبا أمريكيا سيستدعون على الأرجح الضربات الجوية ضد مقاتلي "داعش" وليس ضد أهداف ثابتة.