تعامدت شمس أسوان على وجه رمسيس الثاني، في الساعات الأولى لصباح اليوم الأربعاء، وسط حضور كثيف من الوفود السياحية من جميع دول العالم، ومراقبة كاميرات فضائيات العالم، وكأن الشمس تستهل التعامد لأول مرة على وجه الفرعون أشهر حكام العالم بحكمه ومعجزة التعامد. لم يمل أبناء أسوان، من مشاهدة الشمس، على وجه الفرعون، حيث حضر العديد من الوفود السياحية، إلى مدينة أبو سمبل بمحافظة أسوان، لمشاهدة لحظة التعامد، بالإضافة إلى العديد من المسؤولين، أبرزهم: يحيى راشد، وزير السياحة، وحلمي النمنم، وزير السياحة الأسبق، ومجدي موسى، مدير أمن أسوان، وعبدالباسط النقلي، مساعد وزير السياحة للمنطقة الجنوبية، وخالد القاضي مفتش الأمن الوطني بمحافظة أسوان، بالإضافة إلى أحمد سعد مفتش الداخلية لقطاع الآثار بمحافظة أسوان، واللواء طارق مرزوق نائب مدير أمن أسوان، وهشام الدميري رئيس هيئة تنشيط السياحة محافظة أسوان، وهشام الدميري رئيس هيئة تنشيط السياحة محافظة أسوان. كانت الفرق «النوبية» قدمت عروضًا فنيًا للاحتفال ب«التعامد». فيما ردد الأهالي الأغاني التراثية تعبيرًا عن فرحتهم بالظاهرة التي تجذب أنظار العالم إلى محافظة أسوان، يأتي ذلك ضمن الاحتفالات ب«تعامد الشمس»، منذ يوم السبت الماضي، التي أطلقها اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان، ضمن مهرجان أسوان الدولي الخامس للثقافة والفنون بمشاركة 17 فرقة للفنون الشعبية، تضم 300 فنان استعراضي، منها: 8 فرق دولية، هي «الصين، والهند، واليونان، والسودان، ونيجيريا، وأرمينيا، وكوريا، وتايلاند»، بالإضافة إلى 9 فرق مصرية، هي «الحرية بالإسكندرية، وبورسعيد، وأوبرا عرب، وأسيوط، والمنوفية، والمنيا، وقنا، وأسوان للفنون الشعبية، وتوشكى للفنون التلقائية. فيما كشفت دراسة علمية، جديدة، للباحث أحمد محمد محمد عوض، الدارس بقسم العمارة في كلية الهندسة جامعة 6 أكتوبر، الذي سجلها لنيل درجة الماجستير، إبريل الماضي، تعامد الشمس على 169 مقصورة ومعبدا مصريا قديما. واستعان الباحث ببرامج الحاسب الآلي المتخصصة في علم الفلك الرياضي مع إقران مواقيت تلك الظواهر بالتقويم السنوي للأعياد المصرية القديمة، وخلص من دراسته إلى إمكانية إقامة 37 احتفالية سياحية كل عام فى 19 معبدا من هذه المعابد، بمعاونة الجهات المعنية مثل وزارة الدولة للآثار، ووزارة السياحة، لعملية الرصد الميداني لتلك الظواهر الشمسية، حتى يتم تأكيد حسابات العلوم النظرية بالواقع الميداني، والانتفاع من تلك الظاهرة في تطبيقات التنمية السياحية، حيث يمكن الرصد البصري للتعامد الشمسي على أطلال 19 معبدا مصريا قديما فقط ممن شملتها الدراسة، وذلك نظرًا لتهدم بنيان أغلب المعابد المصرية القديمة حيث لم يتبق من عمارتها غير أساسات وقواعد منشآتها الأولية. وسجلت الدراسة مواقيت تعامد أشعة الشمس على المعابد المصرية القديمة والمقابر الملكية بوادي الملوك وقت الشروق والغروب، كما سجلت مواقيت تناظر ميول أشعة شمس الظهيرة مع ميول واجهات الأهرامات المصرية القديمة، وشملت الدراسة 330 معبدا ومقصورة إلهية، و67 هرما ملكيا، و64 مقبرة ملكية. وتقدم الدراسة توصيات مبدئية تقترح إدراج مواسم سياحية جديدة تتوافق مع مواقيت تلك الاحتفالات المصرية القديمة المقترنة بظواهر التعامد الشمسي على المعابد المصرية القديمة، وذلك لتنشيط السياحة الأثرية، خاصة للمزارات الأثرية غير المدرجة فى الخريطة السياحية، مثل آثار منطقة واحات الصحراء الغربية، وهو ما يؤدي إلى فتح آفاق جديدة للمنتج السياحي المقدم في تلك المواسم السياحية سواء كان احتفاليات أو منتديات ثقافية أو مؤتمرات علمية أو غيرها على غرار الاحتفالية العالمية التي تقام كل عام في يومي تعامد أشعة الشمس المشرقة على معبد أبوسمبل، بالإضافة إلى العديد من المعابد الأخرى.
