القضية لم تقيد ضد مجهول، القاتل لم يفر بعيداً، وقف ثابتاً كالجبال الراسية، حتى خروج أنفاس آخر ضحية، القاتل هذه المرة لم يستعن بأداة للجريمة فهو الجانى وهو الأداة، أمام قاض من جنس ضحيته، القاتل هذه المرة لا يرى لا يسمع لا يتكلم، القاتل قفص حديدى على شكل نفق قد لا تراه إلا أمام الثكنات العسكرية، لم يتجاوز طوله الخمسة أمتار، وعرضه أقل من مترين، لا يسمح بمرور فرد زاد وزنه عن الثمانين كيلو جراما، حيث قالت مصادر أمنية إن وزارة الداخلية استعانت بحدادين لصناعة القفص الحديدى يوم السبت عقب مباراة الأهلى والشرطة، أى قبل مباراة الزمالك وإنبى بساعات بعد ورود معلومات من رئيس نادى الزمالك لقيادات الداخلية المكلفين بتأمين المباراة بأن مجموعة من «الوايت نايتس» يبلغ عددهم 3 آلاف تقريبا سوف يقبلون لاقتحام الملعب لمشاهدة المباراة دون تذاكر، حيث بدأ أكثر من عشر حدادين بتركيب القفص الذى استغرق انشائه اكثر من 6 ساعات. القفص تم تثبيته على شكل قبة حديدية، توسطت البوابة الرئيسية للاستاد، لتتحول فكرة تفتيش الجماهير من المرور من الممر الخاص بالاستاد والذى يبلغ طوله 600 متر وعرضه 16 متراً، كنفق دخول إلى بوابة الاستاد، الى القفص الحديدى. أوضح «فيديو» مصور من أعلى الاستاد – حصلنا عليه - صنع قوات الأمن لثلاث حلقات الأولى حول القادمين من القفص الحديدى الضيق والأخرى حول المارين من القفص الى بوابة الملعب، والثالثة حول القادمين من الخارج الى القفص الحديدى، وسط جهل تام بطبيعة القفص، وطبيعة مصير زملائهم المتواجدين أمام بوابة الملعب، وببدء الاشتباكات بين الجانبين كان للمتواجدين بالممر النصيب الأكبر نظراً لقدرة المتواجدين بأوله على الهرب بعد فتح قوات الأمن المركزى البوابة التى مروا منها، وخوف قوات الأمن المتواجدة خلف بوابة الملعب، من فتح الباب وتفريق المتظاهرين، استغلالهم الفرصة واندفاعهم إلى داخل الملعب، ظلت الأبواب مغلقة بالجنازير حتى حاولت الجماهير المتواجدة أمام بوابة الملعب الانصراف فلم تجد أمامها سوى تسلق جدار الاستاد للهروب الى الخارج، فى اللقطة التى حاول البعض استغلالها فى أن بعض الوفيات كانت نتيجة تسلق جدار الاستاد، إلا أن الفيديو يكشف حقيقة الصور التى ظهرت لبعض المشجعين المعتلين لأسوار الاستاد، هرباً من جحيم المشهد الذى وجدوا عليه زملاءهم داخل القفص الحديدي، الذين فوجئوا باشعال أحدهم شمروخ، قامت قوات الأمن بالرد عليه بقنابل غاز مسيل للدموع أدت إلى ازدياد التدافع داخل القفص واهتزازه، بشكل أسفر فى النهاية عن انهياره فوق من فشلوا فى التقدم إلى الأمام حيث قنابل الغاز المسيلة أو الى الخلف، حيث حلقة قوات الأمن المركزى. فى حين ذكر أحد قيادات مجموعة «الوايت نايتس» أنهم عندما بادروا بالسؤال عن سبب التعنت فى دخولهم، وسبب وجود ممر حديدى لم يروه إلا بعد دخولهم الاستاد، قال لهم أحد ضباط قوات الأمن المركزى أن رئيس النادى المستشار لا يريد دخولهم المباراة.