في فيلم أعتبره أحد أهم الأفلام السياسية الأمريكية، رغم أنه يحمل طابع أفلام الحركة، قدم نيكولاس كيدج - الممثل الأمريكي الأشهر - كومة من الأسرار عن خفايا الرئاسة وتقاليد الرؤساء الأمريكان، في تعاقب سريع بشكل بدا مقصودا للإيحاء بأن هذه المعلومات ليست حقائق وإنما هي من نسج خيال المؤلف، فقد تحدث فيلم «ناشيونال تريجر بوك أوف سيكرت» والذي يعني «الكنز القومي وكتاب الأسرار» عن مايسمي «برزدنت بوك» أو «كتاب الرؤساء» وهو كتاب مخفي في أحد الأماكن السرية جدا في مكتبة الكونجرس، ولايعرف المكان إلا رئيس الجمهورية وحده، ويحوي كل آراء ونظريات الرؤساء الأمريكيين السابقين عن السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية، وهو الكتاب الذي لايزال حتي الآن محور جدل حقيقي دون أن يثبته أو ينفي وجوده أحد. «برزدنت بوك» أو «كتاب الرؤساء» فكرة لابد أن يكون باراك أوباما قد مر بها وجلس أمامها ودون فيها آراءه وأفكاره بعد توليه مقاليد الرئاسة الأمريكية، ولابد أنه قرأ أيضا ما دونه الرؤساء السابقون عن العلاقات الأمريكية والفكر الأمريكي الذي يجب تطبيقه، وبالتالي فإن كلماته التي سيأتي إلي مصر ليلقيها، يمكنني أن أتوقعها، وخطابه إلي العالمين العربي والإسلامي الذي سيرسله من مصر إلي كل دول المنطقة، بداية من أفغانستان أقصي الشرق الإسلامي إلي المغرب أقصي الغرب الإسلامي والعربي، وبداية من تركيا أقصي الشمال الإسلامي وحتي أندونيسيا ومدغشقر أقصي الجنوب الإسلامي، يمكن التنبوء بها، وبالتالي مايفعله النظام الأمريكي من محاولة الإيحاء بأن العالم مقبل علي عهد أمريكي جديد، ينسون فيه أخطاء الماضي، وبصمات الآلة العسكرية الأمريكية علي مناطق إسلامية وعربية، ونعود نحن وأمريكا، زي السمن علي العسل، كلها ترهات لا أساس لها. سيأتي الأستاذ أوباما، أو ال«مستر برزدنت» كما يسميه الأمريكان، وسط حشود من قوات الأمن، ومراقبة مشددة من ال«سي آي إيه»، ليخبرنا أن الإرهاب خطر علي العالم، وأن الإسلام دين التسامح، وأنه بحكم خبرته الشخصية مع المسلمين يعلم أن الإرهاب لاعلاقة له بالإسلام، وأن الإرهابيين يرتدون عباءة الدين الإسلامي من أجل تحقيق أهداف ومصالح خاصة لاعلاقة لها بالدين، وأن العهد الأمريكي القادم سيكون عهد التصالح مع العالم، دون استخدام البطش العسكري، بالإضافة إلي التعهدات التي سيقطعها لنا عن الخطوات الحقيقية التي سيقوم بها من أجل تسليم مقاليد الحكم للعراقيين، وقيام الدولة الفلسطينية، ووقف المجازر الإسرائيلية التي تقوم بها ضد فلسطين. هذا هو الخطاب الذي سيسمعنا إياه الأستاذ أوباما، محاولا فيه محو الخلفية الصهيونية التي تتحرك بها المؤسسات الأمريكية التي تحكم أمريكا فعليا من أذهاننا، أعتقد أن عباءة المهدي المنتظر التي يحاول تقديم نفسه بها لنا، هي كلام فارغ، وبالتالي فمن المنطقي ألا ينتظر أحد جديدا من هذا الخطاب، أو هذا الرئيس.