نتفق معه أو نختلف إلا أنه الرئيس والأب والإنسان ..حين بكي بكي معه الشعب المصري كله.. الحزن خيم علي كل مكان في البلد، الشوارع السيارات البيوت الرجال النساء وحتي الصغار .. وهنا تتجلي عظمة الشعب المصري وانسانيته المفرطة .. اختلف البعض مع الرئيس مبارك وعارضه إلا اللحظة التي حزن فيها الرجل ولم تحمله أقدامه ليصافحه الجميع في حادث جلل، بل أظن أنه الأهم والأصعب في مشواره الطويل .. كان محمد علاء مبارك السعادة الحقيقية في حياة الرئيس مبارك الشاقة الممتلئة بالأحداث .. كان الضحكة التي تعلو من القلب بتلقائية وترتسم علي وجه الجد والجدة والأب والأم والعم بلا دبلوماسية أو رياء .. وإذا اشتد اجهاد الجد في عمله حتي ولو كان بعيداً يتذكر محمد مصدر السعادة يطلبه فيأتي في الحال ليضع قبلة علي جبين جدو وينصرف ليكمل الرئيس عمله ومباحثاته ليعود محمد إلي أمه التي كانت عشقه الأول ومع المتابعة التليفزيونية شاهد الجميع علاء مبارك الأب يقبل الخشب الذي يحمل ابنه في حنان غريب يهز معه الملايين والعم الذي نسي مع فداحة الصدمة لجنة السياسات وحلم الرئاسة والإعلام عاش لحظات الحقيقة ككل أفراد الشعب وسمعت بعض التعليقات التي تساءلت ولما كل هذا الحزن الذي طغي فجأة علي البيوت المصرية وهنالك أطفال تموت من المرض والجوع أحياناً، لكن الرد طبيعي لان قدر محمد أن يكون حفيدا لرئيس بلد شعبه طيب أصيل يقدر أحزان الرجل الذي أعطي كل جهده كي يتجنب دخول المصريين في حروب قد يفقدوا معها أبناءهم .. وأسمع تعليقاتهم: نحن جميعاً نحب الرئيس لكن ما كرهناه هو الحياة الصعبة والفقيرة الآن وبعد الصدمة النفسية التي ألمت بالرئيس مبارك وأسرته مثل أي أسرة مصرية في أحزانها وأفراحها التي أجلها تماما رحيل محمد وكنا نظن أن هؤلاء بلا أحزان أو صدمات، إلا أن الصورة تبرز حمداً لله وأمنيات لو كان زال كل شيء وبقي محمد .. إنه العمر قد توقف مبكراً وتوقفت معه السعادة البريئة في حياة الرئيس لم يعد يطلب محمد فيأتي أو يذهب معه ليلاً ليمتطي حصانه أو يتجول في شوارع القاهرة ..ذهب الرئيس وأسرته إلي قبر الصغير يؤنسون وحدته يوم الوفاة حتي وقت متأخر من الليل .. الحزن في بيت الرئيس وحرمه لن يتوقف .. كان الطفل السعادة الحقيقية وهو أيضاً الحزن الحقيقي والعميق هكذا يراه الجميع، أتمني من كل فرد في أسرة الرئيس مبارك أن يجدوا ملاذاً في وضع خطة لاسعاد الأطفال المرضي والفقراء .. الشعب المصري لا يتكرر في أصالته رحم الله الابن محمد وكل طفل فقده أهله .. كل الدعاء للرئيس وأسرته بالصبر والاحتمال في قضاء الله وقدره فالموت يأتينا ولو كنا في بروج مشيدة ..إنها إرادة الله ولا راد لقضائه. حنان خواسك