«اقتربت المعدات العسكرية الإسرائيلية من الحدود الإيرانية» هكذا أشارت صحيفة «معاريف» في تقرير لها بعد الكشف عن بيع إسرائيل لأذربيجان معدات عسكرية دفاعية تبلغ قيمتها قرابة 5 مليار دولار. وخلال الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء بينامين نتنياهو لباكو، وقعت إسرائيل وأذربيجان على اتفاقيات عدة، من بينها اتفاقيات في مجال التعاون الزراعي ومنع الازدواج الضريبي، كما اتفق الطرفان على تشكيل لجنة مشتركة للنظر في كيفية تطوير التعاون في قطاعات الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا والصحة والتجارة. وأثنى الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقصر الرئاسي بالعاصمة باكوا، على حجم التعاون الواسع بين البلدين في مختلف المجالات. وأكد الرئيس علييف أن حجم التعاون في مجال المعدات العسكرية الدفاعية بين إسرائيل وأذربيجان بلغ نحو خمسة مليارات دولار، لكنه لم يحدد إذا ما كانت من ضمن تلك المعدات طائرات بدون طيار وأنظمة الدفاع العامة. أذربيجان ساحة التجسس على إيران رغم أن لأذربيجان أسباب عديدة للابتعاد عن إسرائيل، من حيث غالبية السكان في البلاد، الذين يبلغ عددهم حوالي 10 مليون شخص مسلم شيعي، وخضوع باكو لتأثيرات الثقافية والسياسية والاقتصادية من جارتها الجنوبية إيران، إلا أنه في تناقض صارخ مع التوقعات في طهران، أبقت أذربيجان خلال 25 عاما من الاستقلال على طابع العلمانية لدى النظام الحاكم، وأقامت علاقة وطيدة جدا مع إسرائيل، وذلك على الرغم من عدم افتتاح سفارة لها في تل أبيب حتى يومنا هذا. وفي السنوات الأخيرة تحولت أذربيجان إلى «ساحة تجسس» على الحدود المشتركة مع إيران، ووفقا لمنشورات أجنبية فإن عملاء الموساد عملوا على إفساد البرنامج النووي الإيراني، وأن أذربيجان وافقت على السماح لسلاح الجو الإسرائيلي بالوصول إلى قواعد القوات الجوية على أراضيها في حالة الهجوم الجوي على طهران، ونظرا للاتفاق الأمني الكبير بين إسرائيل وأذربيجان، استدعت إيران سفيرها من باكو. وخلال الزيارة التقت زوجة نتنياهو «سارة» مع زوجة الرئيس الأذربيجاني «مريفن علييف» في لقاء رسمي وصف بالدافئ والحميمي حيث تناولن الغداء وتحدث الطرفان عن تعزيز التعاون بين البلدين، وأمور أخرى تتعلق بالعائلة وتربية الأولاد والعلاقة القريبة بين نتنياهو وعلييف، فيما دعت سارة نتنياهو زوجة الرئيس الأذربيجاني لزيارة رسمية إلى إسرائيل. وفي إيران يتابعون عن كثب زيارة نتنياهو لجيرانهم المسلمين، ولعل ما يبين اهتمامهم أنه بعد وقت قصير من تأكيد أذربيجان على الزيارة، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن الرئيس حسن روحاني خرج في مهمة رسمية لأرمينيا. وبعد جولة نتنياهو إلى باكو واصل جولته السياسية في المنطقة وذهب في زيارة هي الأولى لرئيس وزراء إسرائيلي، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، إلى دولة مسلمة أخرى وهي كازاخستان، وذكرت صحيفة «معاريف» أنه في أستانا، عاصمة البلاد، يعتقد أن الحكومة التي يتزعمها الرئيس نور سلطان مهتمة في بالمعرفة العسكرية الإسرائيلية لرفع مستوى جودة «محاربة الإرهابيين المتطرفين».
