قبل مرور أقل من ثلاثة أشهر على إعلان طهران عن إسقاطها طائرة إسرائيلية بدون طيار اخترقت مجالها الجوى قادمة من جمهورية أذربيجان المجاورة، ترصد دوائر الأمن والاستخبارات الإيرانية بعين القلق بوادر تقارب استراتيجي في العلاقة بين إسرائيل وأذربيجان. ويعيش في إيران نحو 25 مليونا من ذوى الأصول الأذربيجانية..مشكلين بذلك أكبر أقلية عرقية داخل المجتمع وتخشى إيران أن تستخدم إسرائيل أذربيجان كمنصة للقيام بأنشطة هدامة داخل العمق الإيراني حيث كانت إيران في السابق قد زعمت أن قتلة علمائها النوويين قد تم الدفع بهم من أذربيجان. وتتجه إسرائيل في الوقت الراهن إلى تعزيز علاقاتها مع جمهورية أذربيجان الإسلامية وهى إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، ومسقط زعيم الثورة الإسلامية الإيرانية الإمام الخوميني. وتسعى إسرائيل إلى تسويق منتجاتها العسكرية في أذربيجان التي تتشارك حدودا برية مع إيران، وبناء شراكات استراتيجية في مجالي الأمن والدفاع. ويقول المحللون إن إسرائيل لا يغيب عنها هدف وضع تهديد جديد على إيران من ناحية أذربيجان وهو ما أكده تعبير طهران عن قلها إزاء التقارب الإسرائيلي الأذربيجاني الوليد. وكان وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه يعلون، قد زار أذربيجان في أكتوبر الماضي لمدة يومين، وهى أول زيارة يقوم بها مسئول إسرائيلي دفاعي رفيع لهذا البلد منذ 22 عاما، عندما تم تدشين العلاقات الدبلوماسية بين أذربيجانوإيران. كما شاركت 16 شركة إسرائيلية في معرض دولي إقليمي في العاصمة الأذربيجانية باكو الشهر الماضي (اديكس 2014)، وعرضت إسرائيل فيه منتجاتها من نظم التسلح القتالي البحري والبري والجوي والصاروخي. من الناحية الاقتصادية والتجارية، ترى إسرائيل في أذربيجان سوقا واعدا لصادراتها، لاسيما على صعيد مبيعات السلاح حيث برزت أذربيجان خلال الأعوام الثلاثة الماضية كمشتري مهم في سوق السلاح العالمي بحجم تعاقدات شراء لأسلحة ومعداد عسكرية بلغ 4 مليارات دولار أمريكى، اقترب نصيب إسرائيل من النصف تقريبا. ومنذ العام 2012 ، اشترت أذربيجان طائرات بدون طيار من إنتاج إسرائيل، بقيمة 6ر1 مليار دولار أمريكي، إلى جانب رادارات ونظم دفاع جوى إسرائيلية الصنع. كما تتفاوض أذربيجان على استئجار تردد على قمر التجسس الاصطناعي الإسرائيلي IAI وهو الملف الذي كان على بنود المباحثات التي أجرها وزير الدفاع الإسرائيلى مع الرئيس الأذربيجاني الهام علييف الذي اشترت بلاده من إسرائيل هذا العام صواريخ سبايك المضادة للدبابات من إنتاج شركة رافائيل المملوكة لحكومة إسرائيل. ومنذ العام 2009 بدأ نشاط مؤسسة البيت الإسرائيلية لإنتاج نظم القتال المتقدمة في باكو، ومن هناك أبرمت المؤسسة صفقات بيع لمدافع مورتارز من إنتاجها طراز (كاردوم) ذاتية الدفع للجيش الأذربيجاني، كما قامت المؤسسة الإسرائيلية بعملية تطوير شاملة لترسانة الجيش الأذربيجاني من المدرعات (تى – 72 ) الروسية الصنع. تجدر الإشارة إلى أن أذربيجان لا تعد بلدا قليل الشأن على صعيد التصنيع العسكري، حيث تمتلك مصانعا ضخمة لإتاج الأسلحة و الذخائر و 900 بند دفاعي وفق تراخيص إنتاج مقننة.