صاحب وجه مشرق وملامح جادة لكنها بريئة.. الجد مبارك كان يحب حفيده حباً جماً أكثر من ولديه محمود الضبع -علاء الجمل تصوير : صلاح الرشيدي داخل مقبرة لا تزيد مساحتها علي إحدي الزوايا الصغيرة بقصر العروبة استقر جسد محمد علاء مبارك، حفيد الرئيس وفلذة كبده، الفقيد الصغير الذي كان يطوي الأرض وهو ممتطياً جواده أصبح حبيس سنتيمترات داخل ذلك المكان الموحش، المقبرة بنيت بالطوب الحراري ضمن مجموعة مقابر خصصت بمدينة نصر لعائلات المشاهير، فهي تحمل أسماء رؤساء ووزراء سابقين وحاليين ولواءات كبار ورجال أعمال، تخترق مقابر المشاهير طرقات واسعة مرصوفة وهادئة فلا تجد وأنت مار بها سوي سيارات فارهة تسير علي فترات، بالإضافة إلي سيارة شرطة ضمن دورية أمنية معينة علي المكان كله. توجهت «صوت الأمة» إلي مقبرة حفيد الرئيس مبارك وفور وصولنا إلي هناك كانت المفاجأة، وهي أن فقيد «آل مبارك» تم دفنه بمقابر «آل ثابت» عائلة جدته لوالده وهو ما أصرت عليه السيدة سوزان مبارك لغرض في نفسها واضطر الجميع إلي الرضوخ لرأيها في وقت لا مجال فيه للمناقشات. باقات كبيرة من الزهور أحاطت مقبرة «آل ثابت» التي دفن بها الجثمان ومعظمها من عسكريين باستثناء بعض الباقات تم إرسالها من مجلس الوزراء ومجلسي الشعب والشوري ومكتبة الإسكندرية، وقد عسكر فريق كامل من ضباط الشرطة وأمن الدولة أمام المدفن وعلي وجوههم وجوم تام، خلال دقائق توافد بعض المعزيين لقراءة الفاتحة علي روح المرحوم، وعند اقترابهم من باب المقبرة تم غلقه ومنعهم من الدخول لوجود أعمال ترميم وتشطيب داخلها فقد كان العمال يقومون بطلاء أسقف وحوائط المكان والعمل علي قدم وساق وبعد مناقشات هادئة بين المعزيين والضباط انتهي الأمر بقراءة الفاتحة من الخارج وانصراف الزائرين في صمت تام، بخلاف التواجد الأمني أمام مقبرة «آل ثابت». سادت حالة من الهدوء التام بمنطقة المقابر كلها، فبالطبع لا تقطن هذه المقابر أسر فقيرة مثلما يحدث في مقابر البسطاء، فالمنطقة كلها تخضع لمراقبة الأمن، و«الترابية» أنفسهم غير موجودين بالمكان سوي لساعات فقط ويتم استدعاؤهم من قبل أصحاب المقابر تليفونياً عند حدوث أي طارئ، عائلات عبدالحليم موسي وفتحي سرور وأحمد رشدي وكمال الجنزوري وكمال الشاذلي وعاطف عبيد وشمس الدين الفاسي لافتات كبيرة وضعت علي بعض مقابر المشاهير.. وبعد بحث وتجوال بالمقابر استطعنا العثور علي أحد الترابية وهو «الحاج حسن» شيخ كبير تجاوز عمره ال65 عاماً، تحدثنا إليه حول حضوره لدفن حفيد الرئيس، فقال: أيوه كنت حاضر لكن ذراعي مكسور معملتش حاجة وقفت بس.