بداية أقدم خالص عزائي للدكتور - أحمد نظيف - رئيس مجلس الوزراء لرحيل زوجته المربية الفاضلة السيدة مني السيد عبدالفتاح بعد معاناة قاسية ومريرة مع المرض اللعين الذي تقبلته بنفس راضية وبروح طيبة وأراد القدر أن تتحمل المتاعب والآلام وفقاً لمشيئة الرحمن لقد شدني ما كتبه الكاتب الصحفي الكبير «عادل حمودة» في جريدة «الفجر» وبجمل وتعبيرات مؤثرة وبقلم رشيق وبحروف من الكلام نطقت بحقيقة تؤكد مدي الارتباط الوثيق والوفاء العظيم والنبيل بين الدكتور «نظيف» وشريكة حياته التي ارتضاها زوجة وفية ومخلصة وتشاء أقدار السماء أن تصعد روحها وهي بين ذراعيه! ما أقساها تلك اللحظة عندما تنسال الدموع من عيون الدكتور «نظيف» لفراق الزوجة والحبيبة وأم الأولاد.. ولكنها إراده الله وهذه سنة الحياة ولأن لكل أجل كتاب.. ورغم حالة المرض والآلام وطوال «خمس» سنوات ظل الدكتور «نظيف» يمارس مهام عمله ودون أن يلحظ أحد ما كان يعتصره من الألم وبخلاف ما كان يتعرض له من نقد شديد وقاس ولو من خلال جملة يكتبها أي «قلم» لأن هذا هو قدره كرئيس وزراء يؤدي مهامه بعد الثقة في اختياره ليكون رئيسا للوزراء وبالرغم من مشاعر الأحزان التي غمرته لم ينس أن يعطي التوجيهات بعدم السماح لأي جهة بأن تنشر له إعلانات التعازي والمشاطرة لأنه لا يهوي المظهرة.. وياليت كل مسئول يقتدي بسلوك رئيس الوزراء لكون غالبية إعلانات التعازي لا تهدف أصلا إلي المواساة ولكن حبا في الظهور وبالمغالاة! لقد أثبت الدكتور «نظيف» رغم الأحزان الدفينة التي لم يفصح عنها لأحد ولم يكن يعلمها إلا أقرب المقربين إليه بأن إيمانه بالله عظيم وبأن آلام الحزن لم تعوقه عن أداء عمله وعقد الاجتماعات والقيام بالزيارات الميدانية للمحافظات وحتي الرد علي الأسئلة والاستجوابات بمجلس الشعب وما كان يتخللها من نقد قاس وجارح وكان بعضها كالمنائح ولرغبة بعض المغاوير في إلقاء البيانات وللأسف كانت كالطنين! وقد يظن البعض بأن من يكتبون في الصحف المعارضة والمستقلة عليهم الالتزام بالنقد والهجوم الجارح فقط لتعرية الأعمال الحكومية ودون كتابة ما قد يكون إيجابيا والتركيز فقط علي ما هو «سلبي»!! هنا الخطأ فبقدر ما ننتقد لابد أن نشير إلي ما تم من إنجاز وليس من المعقول أن يكون النقد علي غرار تقطيع اللحم بالسكين ولكن برؤي الخط المستقيم وهناك من يحلو له أن يصر علي الكتابة بحروف «الطين» وبكلام «الأنين» وكأن كل مسئول في مصر هو «التنين» رغم وجود العديد ومن تنطبق عليهم صفة «الأمين» كما أن مصر تضم الملايين من المحترمين رغم وجود الآلاف من «المدلسين» تماما كما في حقل «الصحافة» التي تحولت بسبب جرائد «بئر السلم» وصحف بعض الأحزاب الهامشية إلي «سخافة» ويدعون بأنهم يكتبون بفصاحة وببلاغة مع أن هناك من يكتب وبمنتهي البلاهة ويعتقد بأنه الأستاذ «هيكل» رغم أنه الولد «عوكل»! عموما ما أريد أن أقوله وبصراحة أنه رغم أحزان الدكتور «أحمد نظيف» التي اعتصرته وبمرارة إلا أنه تعامل معها وبشطارة وبفضل علاقة وفاء وحب نادر ربطت بينه وبين أم أولاده وانتقلت إلي رحاب الله الخالق القادر وفاضت من عيون الدكتور «نظيف» دموع الفراق الأليم ولكن هذه هي مشيئة الرحمن الرحيم بتقبل البلاء وتقبل الأمر رئيس الوزراء بموقف من مواقف النبلاء وله خالص العزاء ولتكن عشرة السنين الزوجية دافعا متدفقا ومستمرا لخدمة الملايين من المواطنين ووفاء لروح زوجة وسيدة عظيمة تحملت الآلام ولكنها كانت تسعد بتحقيق الآمال.