علي مدار تاريخها الطويل الذي يمتد لأكثر من مائة عام، حققت أولدزموبيل كثير من الإنجازات في عالم السيارات، حيث كانت أول شركة تنتج سيارات بكميات تجارية في عام 1901 كما كانت أول شركة تستخدم نظام نقل السرعات الاوتوماتيكي حيث بدات في تقديمه بموديلاتها في عام 1940. وخلال عقود طويلة أزدهر فيها إسم أولدزموبيل، أنتجت الشركة عشرات الموديلات وكان أبرزها موديل ستارفاير. ترجع قصة هذا الموديل إلي عقد الخمسينيات حيث أعتادت الشركة علي تصميم نماذج تصورة للمستقبل عرفت حينها بإسم سيارات الأحلام وكانت أولدزموبيل تشارك بتلك التصميمات في معرض "موتوراما" الذي إعتادت جنرال موتورز تنظيمه خلال القرن الماضي. ففي عام 1953 ظهر تصميم ستار فاير كنموذج رياضي شخصي يسع لخمسة أو ستة أشخاص وأشتق أسمه من إسم الطائرة المقاتلة ستار فاير وكانت من أشهر طائرات سلاح الجو الأمريكي حينذاك. لفت النموذج الأنظار إليه وهو ما جعل الشركة تعلن عن إنتاجه ضمن موديلات عام 1954 ولكن تحت إسم موديل 98 المكشوف. وأستمر إنتاج ذلك الموديل حتي عام 1957. ولكن في منتصف عام 1961 ، عادت أولدزموبيل لإحياء إسم "ستار فاير" مرة أخري لتدخل بها إلي عالم السيارات الشخصية التي سبقتها فورد إليه بموديل ثاندربيرد عام 1958 وصار موديل ستار فاير مستقلا وبلغ طوله عند ظهوره لأول مرة 212 بوصة وزاد وزنه علي 1950 كيلوجرام وبدا فيه التأثر واضحا بتصميم موديل أولدزموبيل 98. تميزت ستار فاير عن غيرها بتصميمات فارهة لا مثيل لها في ذلك الوقت مثل الباور ستيرنج والفرامل القوية والزجاج الكهربي وعجلة القيادة الفارهة. وكان الموديل هو الأغلي سعرا بين موديلات أولدزموبيل في تلك الفترة كما كان الإقبال عليه كبيرا. خلال العام الأول من الموديل ظهرت نسخة مكشوفة فقط ولكن في العام التالي وهو عام 1962 تغير الأمر وطرحت الشركة نسخة مكشوفة وأخري كوبيه لتضاف إلي إصدارات الموديل الذي شهد تعديلات تصميمه متعددة. وكانت إضافة نسخة كوبيه للموديل خطوة جيدة حيث أدت إلي زيادة شعبية الموديل لدي الأمريكيين وبالتالي زادت مبيعاته. وكان عام 1962 هو الأفضل للموديل حيث بلغت مبيعاته 35 ألف سيارة من الطراز الكوبيه و7 آلاف من الطراز المكشوف. ولكن لم يستمر الحال خلال عام 1963 ، تعرضت ستار فاير لمنافسة ضارية من سيارة جديدة لبويك عرفت بإسم "ريفيرا" وحاولت أولدزموبيل التغلب علي تلك العقبة بإصدار نسخة جديدة مزودة بمحرك ذي ثماني سلندرات. ولكن جاء ذلك بنتيجة عكسية علي النسخة الكوبيه التي أنخفضت مبيعاتها إلي 25 ألف نسخة. تميزت ستار فاير بأداء رائع رغم حجمها ووزنها حيث بلغت السرعة القصوي للسيارة حوالي 180 كيلومترا في الساعة وكان بمقدورها الوصول لسرعة 100 كم/ ساعة إنطلاقا من السكون خلال أقل من 9 ثواني. وعلي الرغم من ذلك أستمرت المبيعات في الإنخفاض نظرا للمنافسة الشديدة من فورد وبويك حتي بلغت حوالي 16 ألف سيارة في عام 1964. وخلال عام 1965 زاد التراجع ووصلت المبيعات إلي 15 ألفا وحينها أتخذت الشركة قرارا بوقف إنتاج الموديل وتمهيد الطريق لموديل تورنادو الذي قدمته الشركة خلال العام التالي غير أن تلك المحاولات لم تفلح وظل الإسم مرتبطا في أذهان عشاق لأولدزموبيل بالإسم القديم الذي كان أول سيارة شخصية فاخرة تحمل شعار تلك الشركة العريقة.