أعلن مبعوث الأممالمتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا أن الثلاثاء، شهد انخفاضا هاما لوقف العنف في سوريا برغم وجود ادعاءات بوقوع أحداث متفرقة ومعزولة للعنف في بعض المناطق مثل حماه واللاذقية وريف حلب وإدلب ومدينة حلب جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المبعوث الأممي، مساء اليوم الثلاثاء، في جنيف تزامنا مع مرور 24 ساعة على سريان اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا. وأشار دي ميستورا إلى أن الشريكين الرئيسيين - الولاياتالمتحدةوروسيا - سيقومان بتقييم عملية وقف الأعمال العدائية في سوريا وسيرها بعد 48 ساعة من بدء سريان الاتفاق وهو ما يمكن أن يتم غدا الأربعاء أو بشكل مؤكد الخميس، خلال الاجتماع الأسبوعي للمجموعة الدولية لدعم سوريا في جنيف والخاص ببحث التقدم المحرز في وقف الأعمال العدائية. وأكد دي ميستورا أن الوضع داخل مدينة حلب قد تطور أيضا وبدرجة هامة، حيث تفيد التقارير الواردة من هناك بأنه لا توجد غارات جوية، لافتا مع ذلك إلى تقارير عن وقوع بعض الاشتباكات حول حرستا بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة وبعض الاستثناءات في الجنوب ذات علاقة بالقنيطرة بين جبهة النصرة والقوات الحكومية السورية. وأضاف أنه ومقارنة بالأيام السابقة على سريان اتفاق وقف الأعمال العدائية فهناك انخفاض هام للعنف في سوريا، مشيرا إلى أن ال48 ساعة الأولى ستكون هامة في مسألة التقييم، معربا عن أمله في استمرار وقف الأعمال العدائية بشكل جيد لمدة 5 أيام أخرى، وذلك لتسيير الخطة الأمريكية - الروسية، التي كان أعلن عنها الجمعة الماضية، وفقا لسياقها الزمني المتفق عليه. وذكّر دي ميستورا بأن روسياوالولاياتالمتحدة وحكومة سوريا وإيران وحزب الله وتركيا والمعارضة السورية جميعهم أيدوا الاتفاقية، لافتا إلى أن الجزء الأكثر حساسية هو منع أي حادث قد يكون من شأنه أن يجعل من اتفاق وقف الأعمال العدائية هشا، مشددا على أن الشئ الهام الآخر هو كيف ستقوم المعارضة المسلحة بالانفصال على الأرض عن جبهة النصرة، وهو ما يجب أن يحدث خلال أسبوع، مشيرا إلى أن هذا يمثل تحدٍ يجب متابعته بحرص. وفيما يخص المساعدات الإنسانية.. قال دي ميستورا إنه لا يزال هناك ما يجب القيام به من كل طرف معني بالأمر في سوريا، مضيفا أن برنامج الغذاء العالمي، وهو الوكالة الأممية المعنية بإرسال الشاحنات، جهزت بالفعل 20 شاحنة محملة بالمساعدات، لافتا إلى أن الحكومة السورية، التي تسيطر على طريق الكاستلو حتى الآن وحتى يحدث تغيير وفقا للخطة الأمريكية- الروسية، عليها أن تسمح لتلك الشاحنات بالمرور، وعلى أساس إخطار بسيط من الأممالمتحدة للحكومة السورية حول محتوى الشاحنات ودون تفتيش الشاحنات التابعة للأمم المتحدة، ثم يتم تقديم تقرير إلى السلطات السورية عما تم توزيعه في داخل شرق حلب. ونوه إلى أنه على الجانب الآخر يتعين على الطرف المستلم للمساعدات داخل شرق حلب، وهو المجلس المؤقت، أن يقبل حقيقة أن تلك المساعدات هي عاجلة، ووفقا لقواعد الأممالمتحدة وكذلك بناء على الاتفاق الأمريكي- الروسي، وألا يضع أية شروط لاستقبالها، مؤكدا أن شرق حلب هي أولوية للأمم المتحدة لأنها ظلت معزولة ولا تصلها المساعدات لفترة طويلة بعكس غرب حلب التي كان يتم الوصول إليها بانتظام كما تصلها القوافل التجارية أيضا. وقال إن القوافل جاهزة أيضا للمناطق الأخرى المحاصرة المحددة في خطة سبتمبر للأمم المتحدة، ولكن المنظمة الدولية بانتظار خطابات الموافقة من السلطات السورية، والتي عليها أن تقدمها بسرعة حتى يمكن الاستفادة من خفض العنف ليس لشرق حلب فقط ولكن لكل المناطق الأخرى. وتناول في مؤتمره الصحفي آلية المراقبة التي تم الاتفاق عليها بين الولاياتالمتحدةوروسيا، وأكد أن مركز العمليات المشترك في جنيف سيضفي بعض المكونات إليه ذات البعد التكنولوجي بغرض المراقبة. وتابع المبعوث قائلا "مع بدء تدفق المساعدات ودون إعاقة أو شروط من النظام أو المعارضة سيشهد سكان سوريا أنه لا قنابل مع مزيد من شاحنات المساعدات"، مضيفا أنه من المحتمل أن يتبع ذلك اجتماع للمجموعة الدولية لدعم سوريا في نيويورك خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة ويتبعه اجتماع لمجلس الأمن في 21 سبتمبر خاصة لسوريا، والذي يمكن أن يتبعه مؤشرات حول طبيعة العملية السياسية والدعوات إليها. وأكد دي ميستورا أنه وبحسب معلوماته لم تتحرك أية شاحنات للمساعدات من تركيا على عكس ما ذكرته بعض وسائل الإعلام، وأن الأممالمتحدة بانتظار تأكيدات بأن السائقين للشاحنات لن يتعرضوا لأي شئ في طريقهم إلى شرق حلب، مؤكدا أنه لا حاجة إلى خطاب موافقة من الحكومة السورية ولكن سيتم إخطارها فقط بمحتويات الشاحنات.