«الفول المدمس» الوجبة التي اشتهر بها المصريون في العالم، ويُعد الطعام الشعبي الرسمي ويُطلق عليه البعض «مسمار المعدة»، وفي شهر رمضان المعظم يتصدر «الفول» قائمة الأكلات الشعبية على مائدة السحور، ويوجد العديد من المطاعم الكبري التي تقدم وجبة الفول بطرق مختلف، إلا أن هناك عدد من عربات الفول البسيطة تفوقت في شهرتها على تلك المطاعم، وترصد «صوت الأمة» أشهر عربات الفول خلال السطور التالية: سعد الحرامي اكتسب خبرته على مدار ثلاثون عامًا، استطاع خلالها جذب أعداد كبيرة من الزبائن من خلال عربته البسيطة، في شارع «شامبليون» بمحيط نقابة الصحفيين، عم «سعد الحرامي» اللقب الذي أكسبه شهرة كبيرة، منذ عقود طويلة ترجع إلى عام 1979 عندما كان يلعب مع الفنان الراحل فريد شوقي لعبة «الدومينو» بأحد مقاهي وسط البلد، وتغلب حينها علي «وحش الشاشة» بالخداع، فأطُلق عليه لقب «الحرامي»، وعلى الرغم من أن هذا اللقب يعد منفرًا إلا أنه اشتهر بالأمانة الشديدة في مهنته بالإضافة إلى شخصيته المحبوبة. الجحش «الجحش» من أشهر عربات الفول في مصر، وعلى الرغم من وجود مطاعم كبرى إلا انه اكتسب شهرة واسعة بفضل وجبة الفول البلدي بالزيت الحار والزبدة التي استطاع من خلالها الاستحواذ على نسبة هائلة من الزبائن، على الرغم من تقديمها في أطباق بلاستيكية ويجلس الزبائن كراسي خشب في الشارع مكتوب على ظهرها «الجحش»، وفرش الترابيزات بورق الجرائد، وهو موجود في شارع جانبي بجوار مسجد السيدة زينب بوسط القاهرة. مدير حسابات «محمد حبيب» خريج كلية تجارة انجلش وعمل محاسب فى شركة كبيرة فى محافظة الإسكندرية، استطاع أن صل بإجتهاده إلى منصب مدير الحسابات فى الشركة، وبعد وفاة والده اضطر أن يترك العمل ويذهب إلى محافظة القاهرة، وذلك حتى يكون بجانب والدته، عمل بعدها «طباخ» في أحد الفنادق رغم رفض والدته لتلك الوظيفة نظرًا لكونها لا تتناسب مع مكانته العلمية والمهنية التي كان عليها. شكل شيك ونظيف قرر «محمد» أن يشتري «عربة فول» ليعمل عليها تحت منزله، وجلب عددً من الشباب للعمل معه، وأصبح أشهر صاحب عربة فول فى شارع النزهة بمصر الجديدة، وذلك بعد أن قدم وجبة الفول ب«شكل شيك ونظيف ويحترم الناس اللي هتأكل» على حد وصفه، مؤكدًا انه لابد من المحافظة على نظافة المكان وملابس العاملين على العربة وعدم تدخين السجائر أثناء العمل وارتداء جوانتي بلاستيك، هذا المشهد جعل والدة «محمد» تفتخر به بعد رفضها لإشتغاله بأي وظيفة لا تتناسب مع مكانته السابقة. محروس وجود تلك العربة بأحد أرقى الأحياء بمنطقة وسط البلد، جعل الأجنبيات وبنات البلد يترددن عليها لتناول وجبة الفول بحي «جاردن سيتي» الهادىء الذي جعلهن يجلسون لتناول وجبتهن دون مضايقات تتسبب لهم في احراج أو ازعاج، كما تشهد الشوارع الجانبية للمنطقة الهادئة ليلًا عادةً طوابير من الزبائن المترددين على عربة «محروس» لتناول وجبة السحور في رمضان. خالد ومبي وفي شارع الوحدة بمنطقة إمبابة اكتسب «خالد ومبي» شهرة واسعة، وذلك نظرًا لتقديمه وجبة «الفول المدمس» فائقة الطعامة وبسعر هو الأرخص على الإطلاق بين عربات الفول والمطاعم الأخرى المنافسة له بالمنطقة، مما جعله يستحوذ على أعداد كبيرة من أهالي المنطقة يترددون عليه لتناول وجبة الفطار ليبدءوا بها يومهم، وفي رمضان لتناول السحور.
