تدمن الحكومة عادة سيئة هي «الصفقات السرية» التي تبرمها في السر ليقينها أن الشعب المصري لا يقبل بها، وأنها ليست في صالحه، وقد علمت «صوت الأمة» أن الحكومة تعاقدت مؤخرا مع شركتين إسرائيليتين للتنقيب عن الغاز في شمال سيناءالكارثة التي تورطت فيها الحكومة - برغبتها - جاءت في محاولة منها لإقناع الطرف الإسرائيلي بزيادة سعر الغاز المصدر إليه.الاتفاق تم بين وزارة البترول المصرية ووزارة البنية التحتية الإسرائيلية، ومن خلالها تم منح شركة «اكسبلوريشن» الإسرائيلية حق التنقيب عن البترول والغاز بشمال سيناء، وهناك مفاوضات أخري مع شركة «ميرهاف» لمنحها نفس الحق.يأتي ذلك في وقت تفرض فيه وزارة البترول سياجا من السرية علي الاتفاقية المبرمة مع الحكومة الإسرائيلية.وبذلك ترتكب الحكومة مخالفة دستورية بإبرامها اتفاقية مع شركتين إسرائيليتين دون عرضها علي مجلس الشعب حسبما يلزمها الدستور ولكن هذا ليس غريبا علي الحكومة فقد فعلت ذلك من قبل في اتفاقية بيع الغاز والتي مازالت تواجه احتجاجات ورفضا شعبيا عارما لها.ويؤكد الدكتور إبراهيم يسري أحد أعضاء اللجنة الشعبية لمعارضة تصدير الغاز المصري لإسرائيل أن الاتفاقية الجديدة خطيرة للغاية فهي تتيح لإسرائيل تواجداً في سيناء مما يمثل خطرا أمنيا وخوفا علي ثرواتنا المعدنية والطبيعية، ولذا فالمطلوب إنهاء التعامل مع إسرائيل تماما وليس إبرام اتفاقيات جديدة معها.ومن ناحيته يري محمد أنور عصمت السادات - وكيل مؤسسي حزب الإصلاح والتنمية - أن الاتفاقية الجديدة تعد تفريطا وإساءة كبيرة لمصر وكرامة المصريين.مضيفا: للأسف إن من يتفاوض ليس الحكومة وإنما شركة غاز شرق المتوسط «IMG» ويتفاوض عنها حسين سالم وهو أكبر المساهمين فيها، وهو معروف بعلاقاته بإسرائيل وإبرام كل الصفقات مع إسرائيل، والحكومة متعاقدة مع هذه الشركة وتبيع بدورها لإسرائيل ولا أستبعد أن تكون الصفقات لرفع سعر الغاز المصدر لإسرائيل.ويضيف السادات: المشكلة الحقيقية أننا في الوقت الذي نعاني فيه بسبب الأزمة المالية العالمية نجد تعمدا لإخفاء الحقائق عن المواطنين. وهذا الوضع غير مقبول علي الإطلاق وسنقوم بكل أنواع الاحتجاجات الممكنة وعمل محاكمة شعبية لكل رءوس الدولة، فنحن وراءهم حتي نفضحهم أمام الشعب، فساعة الحساب ستأتي لا محالة والتاريخ لن يغفر لهم ويبدو أن النظام افتضح أمره ولذلك تملكهم الرعب وأرادوا اخفاء الحقائق عن الشعب وهذا أسلوب الضعفاء، ولكننا لن نسكت عن نهب ثروات الشعب وبيعها للأعداء.