اندلعت اشتباكات ومطاردات في الشوارع الرئيسية والفرعية في عدد من البلدات والمدن بين قوات الشرطة والأكراد من أنصار حزب الشعوب الديمقراطية ومنظمة حزب العمال الكردستاني (بي.كيه.كيه) تزامنا مع الاحتفال بعيد النيروز رغم الإجراءات الأمنية المكثفة التي اتخذتها قوات الشرطة في أنحاء تركيا تحسبا من وقوع عمليات إرهابية وفوضى وأعمال شغب. وذكرت محطة "خبر تورك" الفضائية اليوم الإثنين أن قوات الأمن ألقت القبض على 137 شخصا في مدينة اسطنبول بعد أن نظمت جماعات من أنصار منظمة "بي.كيه.كيه" تظاهرات وقامت بإلقاء عبوات المولوتوف والألعاب النارية، ورفع لافتات غير قانونية موالية للمنظمة الانفصالية وزعيمها السجين عبد الله أوجلان، وإشعال إطارات السيارات، ونصب حواجز وسط الطرق في مناطق مختلفة من المدينة بحجة الاحتفال بعيد النيروز. ومن جانبها، استخدمت قوات الشرطة كميات كثيفة من قنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفرقة المتظاهرين، كما تمكنت من ضبط عدد كبير من عبوات المولوتوف ومواد أخرى قابلة للاشتعال وكمية من البنزين. وفي سياق متصل، ألقت قوات الأمن القبض على 15 شخصا من أنصار منظمة بي.كيه.كيه في مدينة "أضنة" بجنوبي تركيا على إثر تنظيمهم مسيرة غير مرخصة من مكتب المحافظ، واستمرت المطاردات وسط الشوارع الرئيسية والفرعية حتى ساعة متأخرة من الليلة الماضية. كما ألقت قوات الشرطة القبض على 15 شخصا على إثر رفض أنصار المنظمة بى كى كى الانفصالية الانصياع للتعليمات بفض الاحتفالات غير المرخصة في بلدة "سيفرك" التابعة لمحافظة "أورفة" بجنوبي تركيا، فيما شهدت مدن "بطمان، "وسييرت"، و"هكاري"، و"دياربكر" حالات مماثلة من الاشتباكات والاعتقالات والمطاردات في الشوارع. يشار إلى أن عيد النيروز أو النوروز، وأصل تسميته من "نيو" أي "جديد" و"روز" أي "يوم"، يقال أنه يعود إلى الديانة الزرادشتية أو المجوسية، التي ظهرت في بلاد فارس (إيران الحالية)، فالشعوب الإيرانية والكردية وعدد من الطوائف كالإسماعيلية والعلويين والبهائيين يحتفلون بهذا العيد في 21 مارس من كل عام، ويعتبرونه عيدا مقدسًا، ويصادف هذا العيد أول أيام السنة الفارسية والكردية، ويصادف كذلك حالة الاعتدال الربيعي، حيث تكمل الأرض دورتها حول الشمس، ويقوم الإيرانيون والأكراد بالاحتفال بهذا اليوم بإقامة الطّقوس المختلفة، فيلبسون ثّيابا مزركشة وزاهية الألوان ويخرجون للمتنزهات للاستمتاع بجمال الطّبيعة حيث الخضرة والماء.
