أكد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب إدانة جميع إعمال الإرهاب وممارساته بكافة أشكالها ومظاهرها وأيا كان مرتكبوها وحيثما ارتكبت وأيا كانت أغراضها، والتصميم على مكافحتها، واقتلاع جذور الإرهاب وتجفيف منابعه المالية والفكرية، وفقا لميثاق جامعة الدول العربية والاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب والاتفاقيات العربية الأخرى ذات الصلة. كما أكد المجلس، في قرار أصدره اليوم الجمعة في ختام أعمال دورته ال145 برئاسة مملكة البحرين بشأن" الإرهاب الدولي وسبل مكافحته"، على أن جميع التدابير المستخدمة في مكافحة الإرهاب يجب أن تتفق مع قواعد القانون الدولي بما في ذلك القانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني ، ودعوة الدول الأعضاء إلى توعية السلطات الوطنية المسؤولة عن مكافحة الإرهاب بأهمية هذه الالتزامات. وشدد المجلس على أنه لا مجال لربط الإرهاب بأي دين أو جنسية أو حضارة، وتعزيز الحوار والتسامح والتفاهم بين الثقافات والشعوب والأديان. ودعا المجلس الدول العربية التي لم تصدق على الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب والاتفاقيات العربية ذات الصلة بمكافحة الإرهاب إلى إتمام إجراءات التصديق عليها، وإيداع وثائق التصديق لدى الأمانة العامة . وطالب المجلس بضرورة تضافر الجهود المحلية والإقليمية والدولية لتعزيز قدرات العاملين بالجهات المعنية بمكافحة الإرهاب في الدول العربية . وكلف المجلس الأمانة العامة للجامعة العربية بمواصلة إعداد قا ئمة باحتياجات الدول العربية في مجال بناء قدراتها بشكل متكامل لتنفيذ الصكوك القانونية العربية والدولية وتقديم المساعدة القانونية وتعزيز قدرة موظفي العدالة الجنائية والمكلفين بإنفاذ القانون . كما كلف المجلس إدارة الشؤون القانونية بالجامعة العربية مواصلة تعاونها وتنسيقها مع مكتب الأممالمتحدة الإقليمي المعني بالمخدرات والجريمة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالقاهرة مع الدول العربية الأعضاء للعمل على بناء القدرات الوطنية في مجال مكافحة الإرهاب في إطار دعم تنفيذ المرحلة الثانية للبرنامج الإقليمي للدول العربية لمنع ومكافحة ال جريمة والإرهاب والتهديدات الصحية وتعزيز نظم العدالة الجنائية بما يتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان (2021 - 2016) والذي وضع بالشراكة بين المكتب وجامعة الدول العربية. وأكد المجلس على مواصلة التعاون القائم بين جامعة الدول العربية وأجهزة المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بمكافحة الإرهاب. ودعا المجلس الدول إلى الامتناع عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم الصريح أو الضمني إلى الكيانات أو الأشخاص الضالعين في الأعمال الإرهابية، ورفض كل أشكال الابتزاز من قبل الجماعات الإرهابية من تهديد أو قتل الرهائن أو طلب فدية. كما دعا المجلس الدول العربية إلى تجريم تنقل مواطنيها أو إرهابيين أجانب من أراضيها للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية، والعمل على وضع النظم القانونية والإجراءات الإدارية المناسبة لمعاقبة هؤلاء المقاتلين، والحد من الخطر الذي يمثلونه لدولهم الأصلية، والدول التي يعبرونها، والدول التي يسافرون إليها. وأكد المجلس على أهمية حماية ضحايا الأعمال الإرهابية وتقديم الدعم لهم ولأسرهم لمساعدتهم على تحمل مصابهم وآلامهم. وقرر المجلس تحديد يوم 22 أبريل من كل عام يوما عربيا للتوعية بآلام ومآسي ضحايا الأعمال الإرهابية في المنطقة العربية ودعوة الدول العربية إلى التعاون لمنع الإرهابيين من استغلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والانترنت للتحريض على دعم أعمالهم الإرهابية وتمويل أنشطتهم والتخطيط والإعداد لها، ووضع آلية وطنية للتعامل مع المواقع الالكترونية ذات الصلة بالتنظيمات الإرهابية. ورحب المجلس بما صدر عن أعمال ورشة العمل العربية الأولى بشأن "ظاهرة الإرهابيين الأجانب في المنطقة العربية (المخاطر - التحديات )" والتي عقدت بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية يومي 29 و30 ديسمبر 2015. وأكد المجلس ضرورة تعظيم الاستفادة من إمكانيات مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب المنشأ في نيويورك بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين، ومركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات في فيينا والمركز الدولي للتميز لمكافحة التطرف في أبو ظبي والمركز الأفريقي للبحوث والدراسات في مجال مكافحة الإرهاب بالجزائر. وأخذ المجلس علما بالتقرير والموافقة على التوصيات الصادرة عن فريق الخبراء العرب المعني بمكافحة الإرهاب في اجتماعه التاسع عشر بالقاهرة يومي 24 و25 فبراير 2015 والطلب إلى الأمين العام للجامعة العربية متابعة الموضوع وتقديم تقرير بشأنه للمجلس في دورته القادمة. ورحب المجلس بالانتصارات التي حققها الجيش العراقي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، ودعم الحكومة العراقية في جهودها الرامية إلى مكافحة الإرهاب بما يمكنها من بسط سيادتها وسيطرتها على الأراضي العراقية كافة، وفي تحسين أوضاع النازحين وإعادة إعمار المناطق المحررة من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي.