لم تكن العاصفة التى حركتها ما أطلق عليه «القائمة الوطنية» مقتصرة على تحريك المياه الراكدة بالتحالفات الانتخابية المزمع عقدها، بقدر ما هزت أركان القائمة نفسها ، ولاسيما بعد ما تعرض له «الجنزورى» من هجوم حاد خلال الأسبوعين الماضيين ، فبين وصفه ب «المبتز» و اتهامه ب « ببعث دولة الأموات» وقفت شخصيات ممن سربت أسماؤهم على أنهم أعمدة قائمته الوطنية، يساندون التيار المهاجم ويطالبون «الجنزورى» بالانزواء عن المشهد السياسى. كان أول القافزين من السفينة، التى أصبح الغرق أقرب مصير لها، بعد رفض كل التحالفات الانتخابية التنسيق معها، الخبير الأمنى اللواء «سامح سيف اليزل» القيادى بتحالف «الجبهة المصرية» الذى يتزعمه الفريق «أحمد شفيق» رئيس الوزراء الأسبق، والذى كان يتولى مهمة التنسيق مع بعض لواءات الشرطة ، للانضمام إلى تحالف «شفيق»، بالإضافة إلى انه كان موكلا له ترتيب قائمة «القاهرة » فى تحالف «الجنزورى» ، الذى ظل «اليزل» صامتاً عن أنباء انضمامه لها ، حتى اجتماعه برئيسى حزب «الحركة الوطنية» و «مصر بلدى» عمودى تحالف«الجبهة» مطلع الأسبوع الماضى بدعوة منه ، ليبحثوا موقفهم من تحالف «الجنزورى» الذى تضمنت قائمته أربعة أسماء من تحالف «شفيق»، لينتهى باعلان رفض التحالف «التنسيق» مع «الجنزورى» ليصبح «صفوت النحاس» و «يحيى قدري» و «قدرى أبو حسين» أول الهاربين من معركة «الجنزورى»، لتبدأ بعدها حملات مكثفة بقيادة «اليزل» على «الجنزورى» اتهمه فيها بأنه يحاول فرض شخصيات سياسية من الحكومات التى ترأسها على الحياة السياسية، بما لا يتناسب مع طبيعة المرحلة، لانتهاء رصيد تلك الشخصيات سياسياً خلال الفترة الماضية . الحملة التى قادها «اليزل» لسحب قادة تحالف «شفيق» من قائمة «الجنزورى» كان أحد أسبابها حسبما كشف مصدر مطلع بتحالف «شفيق»، وجود عدد من لواءات الداخلية السابقين، والذين بينهم وبين «اليزل» خلافات قديمة، بالاضافة الى ما تردد عن اسناد «الجنزورى» الى اللواء «أحمد جمال الدين» وزير الداخلية الأسبق ، ومؤسس جبهة «مصر بلدى» ، مهمة التواصل مع لواءات الشرطة السابقين للانضمام الى التحالف ، بالاضافة إلى ما أثير عن دعم «الجنزورى» ل «جمال الدين» كأحد الأسماء المرشحة لرئاسة البرلمان المقبل حال استجابة «الجنزورى» لمطالب عدم خوضه الانتخابات البرلمانية المقبلة، ولاسيما بعد ان كانت هناك خلافات بين «اليزل » و «جمال الدين» أثناء عملهما لانهاء تدشين تحالف «الجبهة» قبل أن يؤثر «جمال الدين» الابتعاد عن المشهد لفترة يقرأ فيها الحالة السياسية من خارج التحالف .