الشيخ ياسر السري القيادي الجهادي ومدير المرصد الاعلامي الاسلامي المقيم في لندن كشف ل«صوت الأمة» عن شخصية سيف العدل الحقيقية وروي لنا اسرار اللبس الذي حدث بإلقاء القبض علي محمد ابراهيم مكاوي وتطلق عليه أجهزة أمنية اسم سيف العدل ايضا، كما يكشف لاول مرة عن اسرار لقاء الشخصين اللذين يحملان لقب سيف العدل علي الحدود الباكستانية! يقول الشيخ ياسر السري إنه في عام 2004: فض المرصد الإعلامي الإسلامي الاشتباك القائم علي موقع المباحث الأمريكية (إف.بي.آي) حول شخصية سيف العدل القائد العسكري ل"القاعدة" الذي رصدت السلطات الأمريكية 25 مليون دولار لمن يرشد عن مكان وجوده، وعقيد الصاعقة المصري محمد ابراهيم مكاوي الذي تقول السلطات الأمريكية ايضا في مواقعها الأمنية انه سيف العدل، وصحح المرصد الاسلامي "في لندن للمرة الأولي امس التضارب حول شخصية سيف العدل، وبث الصورة الحقيقية لعقيد الصاعقة المصري مكاوي وكنيته (أبو المنذر) . واشار ياسر السري مدير "المرصد الاسلامي" وهو هيئة حقوقية تتخذ من لندن مقرا لها، "انهما شخصان مختلفان تماما، والرابط الوحيد بينهما انهما ضابطان سابقان بالجيش المصري"، وقال السري ان سيف العدل هو محمد صلاح الدين زيدان متزوج من مصرية وهي ابنة القيادي الجهادي أبو الوليد مصطفي حامد من قدامي المجاهدين العرب في أفغانستان والذي عاد مؤخراً إلي مصر ، فيما ان العقيد محمد إبراهيم مكاوي ( أبو المنذر ) متزوج من سيدة باكستانية، وافاد ان استمرار وضع بيانات محمد مكاوي علي اساس انها معلومات عن سيف العدل عملية تضليل اعلامي وجهل او تعمد مقصود من قبل الأمريكيين، وقال المطلوب جمع مزيد من المعلومات عن المطلوبين من قبل المباحث الأمريكية وعدم الخلط بينهما علي اساس الكني او تشابه المهنة. ووصف ما فعلته المباحث الأمريكية بأنه سقطة معلوماتية مكشوفة، حيث إن مكاوي (أبوالمنذر) الضابط المصري قبل ان يتم كشفه وتنتهي خدمته من الجيش المصري، كان يتولي قوة خاصة لمكافحة الارهاب في وحدات تابعة لقوات الصاعقة المصرية، وبعد اعتقال العقيد مكاوي ومحاكمته وتسريحه من الخدمة، اتصل به تنظيم "الجهاد" واستدعاه الي باكستان، لكنه اختلف معهم بشدة، واتهمهم بالايقاع بعناصر التنظيم في عمليات فاشلة وغير مدروسة. العقيد مكاوي شارك في العمليات مع بن لادن ضد الروس لفترة قصيرة في منطقة جلال آباد، وفي معركة مطار خوست، عندما رأي الفوضي ضاربة اطنابها بين العرب والأفغان، اطلق اصطلاحه الشهير لوصف تلك الحرب فقال "هذه حرب المعيز" وهو مثل مصري يضرب للأشياء العتيقة جداً فيقال: انها من أيام حرب المعيز. وكان أبوالمنذر العقيد مكاوي يحس انه بسبب خبراته العسكرية متميز عن كثير من قيادات "الأفغان العرب" الذين كان يعتبرهم جيلا من الهواة، وفشل أبو المنذر في التكيف مع "حرب المعيز" تركها وعاد الي بيشاور، واستمر في حالة توتر وصدام مع الاجواء العربية وفقدان تام للثقة في الأفغان، حتي انتهت الحرب ضد الروس، مكاوي له أصول سعودية، فأبوه كان ابناً لمطوف للحجيج قبل ان ينتقل إلي مصر في الثلاثينيات، حيث تزوج في كفر الشيخ وأنجب ثلاثة ذكور وفتاة، كان أحدهم محمد مكاوي بينما تزوجت أخته من سعودي وسافرت معه. سيف العدل كان ضابطا في سلاح المظلات ، ومكاوي كان عقيدا سابقا في سلاح الصاعقة المصري. ويقول الصحفي المصري مصطفي حامد، الذي كان أحد المقربين من بن لادن الذي يعرف باسم أبو الوليد، وهو من قدامي المجاهدين العرب في أفغانستان، وهو ايضا صهر سيف العدل في مذكراته التي تعرف باسم "ثرثرة فوق سطح العالم"، ان مكاوي من مواليد بداية الخمسينيات، وزوج ابنته سيف العدل وكنيته "المدني" من مواليد بداية الستينيات، وعمل مصطفي حامد أبو الوليد مشرفا عاما علي نسخة مجلة الامارة الاسلامية في أفغانستان الصادرة باسم حركة طالبان المخلوعة حتي سقوطها بفعل الضربات الأمريكية في نوفمبر 2001 . وقال ياسر السري ان مكاوي حصل علي شهادة الثانوية العامة، والتحق بصفوف الكلية الحربية وتخرج في وقت مبكر مثل غيره عام 1972، بسبب دواعي حرب 1973، وعمل ملازماً تحت الاختبار في سلاح المشاة، ثم تلقي تدريبات "صاعقة" نظراً لما يتمتع به من مؤهلات بدنية، أهلته بعد ذلك للترقي لرتبة عقيد في سلاح الصاعقة المصري. وكشف السري ان العقيد مكاوي كان يسكن فوق شقة اللواء الراحل زكي بدر وزير الداخلية المصري الأسبق في عمارة بشارع صلاح الدين بميدان الجامع بمصر الجديدة، وبينما كان اللواء الراحل بدر عائداً من محافظة أسيوط الي القاهرة، حيث يسكن في شارع صلاح الدين في حي مصر الجديدة، كانت اجهزة الأمن تقوم باجراءات أمنية معتادة لفحص سيرة وتاريخ جيران الوزير، حماية له ولأمنه، وفي الوقت نفسه، قد قدم "عرض ودي الي مكاوي" ان يترك شقته، لحاجة الوزير لها، لكن مكاوي لم يكن من الحصافة بحيث يقبل، ويخرج من المكان رغم انه عرض عليه توفير شقة بديلة متصوراً ان سيرته الكاملة لن تكشف. ويقول : "كان مكاوي ذا ميول اسلامية ولم يتم الوصول الي أي معلومات في شأنه، الي ان جري فحص كل ملفاته بمقتضي ضرورات فرضها القدر، وحينها تبين لأجهزة الأمن حقيقة ميوله فتم اعتقاله بعد ذلك بعام وبالتحديد في مايو عام 1987". في البداية، واجه مكاوي اتهاماً في القضية الرقم 401 لعام 1987 حصر أمن دولة عليا، غير انه لم يثبت عليه بدليل قاطع التورط فيها، فأفرج عنه، ثم ألقي القبض عليه مجدداً في يوليو 1987 علي ذمة القضية نفسها، وافرج عنه مجدداً في نوفمبر1987 لعدم ثبوت الأدلة، وبناء علي هذا أحيل مكاوي إلي التقاعد من وظيفته الأساسية كضابط في القوات المسلحة المصرية، وعقب افلات مكاوي من الاعتقال، وعدم ثبوت الادلة ضده، قام في يوليو 1988 برفع قضية ضد وزارة الداخلية واللواء بدر، مطالبا بتعويض قدره مليون جنيه، لأنه كما يقول اعتقل دون وجه حق، وفي الوقت نفسه كان يقوم بتصفية املاكه في مصر ومنها غادر إلي السعودية، وعن طريق إحدي مؤسسات الاغاثة الاسلامية سافر الي بيشاور، حيث صار اسمه الحركي (أبو المنذر). وينقل سيف العدل في مذكراته التي نقلها صهره أبو الوليد عن المرة الاولي التي شاهد فيها مكاوي بقوله: "كنا في الايام الاخيرة من شعبان، الثاني من أبريل 1989، وشاهدت الحشد العربي وقد بدأ من طورخم بعد نقط الحدود الباكستانية بأمتار قليلة، ثم في المزارع الجماعية، وحتي وصلنا الي جبل سمر خيل من واجهته المقابلة للطريق، وفي احضان شعابه الأولي وهناك قابلت أبوالمنذر (محمد مكاوي) للمرة الأولي"، واعرب عن اعجابه بتحليلات مكاوي العسكرية في مجلة "منبع الجهاد" التي كانت تصدر ابان ذلك. وقال انها تحليلات عميقة في مجال تخصص مكاوي العسكري وتناوله لمعارك أفغانستان المهمة في جلال آباد وكابل وغيرهما والتوجه السياسي المصاحب لتلك الكتابات". ويتحدث أبو الوليد في مذكراته عن مكاوي وسيف العدل باعتبار انهما شخصيتان مختلفتان تماما، ويقول احاط الشباب العرب بسيارتنا متضاحكين، كانوا جميعاً يعرفونني وكنت أعرف بعضهم فقط، كان مهندس الكمين هو "سيف العدل" الذي كنت أراه لأول مرة، كانت عيناه الآسيويتان الضيقتان تنطقان بالذكاء الماكر، وجسده نحيف قوي مليء بالحيوية، أقدم ضاحكاً يحيينا، واظنه كان آسفاً لكوني لم اظهر أي انفعال يدل علي الانزعاج، ولكنه كان شامتا للغاية في اخواننا الأفغان الذين خرجوا ضاحكين بخجل من تحت السيارة وقد تلطخت ثيابهم بالطين، وتبللت بالماء، ثم اصطحبنا سيف الي غرفتهم في أعلي التل". ويقول مصطفي حامد عن سيف العدل في مذكراته :"انه زوج ابنتي حاليا لذلك سأضع بعض رسائله في كتابي السري ". ويتحدث سيف العدل في بعض الرسائل المنشورة في كتاب "ثرثرة فوق سطح العالم " عن دور المخابرات الباكستانية ازاء العمليات العسكرية التي دارت في خوست او المطار .