أصبحت جلسات مجلس نشنت يا فالح، الشهير بالحاج سيد حصانة، وخدلك سبحة وسواك.. وركب أخوك وراك، تجلي الصدر وتمنع الكحة، وعلي رأي أم كلثوم.. الجلسة حياة الروح.. يشوفها العليل تشفيه.. وتداوي كبد مجروح.. احتار الأطبا فيه، يعني المواطن الجبلة، اللي مراته شايلاه في قفة، وسارحة بيه علي القهاوي، يشوف الجلسة من هنا، يقوم يبرطع ويرقص ولا حصان أحمد شفيق من هنا وأصبح بعض النواب يذهبون الي الجلسة، وكأنهم رايحين للمصوراتي ياخدوا صورة بالألوان، وهما قاعدين علي الكرسي، والمحروقة الحصانة واقفة جنبهم وماسكة الطربوش بإيد، والإيد التانية علي كتفه، عشان الولاد وأهالي الدايرة، يعرفوا ان تعبهم مارحش هدر وأخدوا الحصانة بالتبعية وبعض النواب يذهب الي الجلسة وكأنه ذاهب الي يهود خيبر، غازيا فاتحا مجاهدا، اما أن يؤمنوا ويتركوا عبادة الأصنام، وإما يقرأ عليهم عدية ياسين، عشان ربنا يسخطهم ويسلط عليهم القمل والجراد والفالج والعياذ بالله. أصبحت جلسات مجلس الثورة كما يحلفون علي المصحف، مع أن الثورة نفسها كشفت رأسها قدام الخلق، وأعلنت أنها لاتمت بصلة قرابة ولا نسب ولو حتي من بعيد، لمجلس «العين صابتني ورب العرش نجاني»، ومش ناوية تتجوز ولا تتنيل علي عينها اليومين دول خالص، لحد ما تربي العيال، أو تحطهم في أي ملجأ يتعلموا صنعة بدل خدمة البيوت، وعلي رأي المثل.. أخرة خدمة الغز علقة، أصبحت الجلسات أجدع من أفلام الحاج شارلي شابلن الصامتة، وأروع من المسلسلات الدينية الناطقة، بتاعة صبأت يا ابن الحلوف، وهانرزعك علي قفاك.. لحد ما تبطل تشوف.. وفي الجلسة الأخيرة المخصصة لتعديلات قانون انتخابات الرئاسة وقف أحد الأعضاء.. وقال: أنا أول مرة أتكلم يا ريس من يوم ما دخلت المجلس اسم النبي حارسه وصاينه لدرجة أنهم في البيت قالولي ما تقعد تتفرج علي الجلسات في التليفزيون معانا، وضحك الأعضاء طبعا.. ثم قال أنا موافق علي التعديلات وعندما شكره الكتاتني قال بخيبة أمل.. بس كده؟! فضحك الأعضاء مرة أخري، وجلس سيادة النائب وهو يبتسم فالمهم أنه ظهر في التليفزيون والأولاد شافوه واطمنوا علي صحته، وأهالي الدايرة اللئام هايحطوا في عينهم حصوة ملح بعد كده، وكان أحد الأعضاء قد أعلن في جلسة سابقة أنه أول مرة يتكلم برضه لدرجة أنهم في البيت بيفتكروه بيزوغ ويضحك عليهم ويقولهم أنا رايح المجلس.. أتصور واتمجلس يعني الحكاية.. اسعي اسعي.. وخدلك صورة ستة في تسعة. ثم كان المشهد الأكثر روعة.. والسادة الأعضاء يقبلون مصطفي بكري.. الذي صرخ في محمد أبوحامد.. اسكت ليبرالي، وكأن بتوع الآداب بيقفشوا الليبراليين من علي القهاوي اليومين، ويباركون له ان ربنا نصره علي البرادعي العميل الأمريكي وبطانته!! وفيالجلسة المسائية أعلن مناضل من مجاهدي خلق.. أن تعليم اللغة الانجليزية في المدارس كفر، لأنها لغة الكفار الفرنجة، ولم يحدد مولانا النائب الملا، رضي الله عنه وأرضاه، وألهمنا الصبر والسلوان، ما إذا كانت اللغة الصينية أيضا حرام، لأن النسوان بتوعهم، بيسرحوا علي البيوت وكل واحدة شايله شوال علي ضهرها، وموس حلاقة في أيدها، وبيحلقوا للرجالة من غير محرم؟! ولا هي حلال بلال لأنهم يصنعون السبح والسجاجيد للإخوة المؤمنين وفوانيس رمضان اللي بتنور وتغني لأولاد الإخوة المؤمنين؟! كما لم يحدد مولانا ما هي عقوبة حامل اللغة الانكليزية، وشاربها وساقيها، يعني يتجلد علي جتته التخينة في ميدان التحرير، عشان يعرف أن الله حق؟! ولا يرجموه بكسر الرخام لحد ما يفتحوا نافوخه؟! ولا يقطعوا لسانه، لا يعرف انكليزي ولا عربي، ويفضل يهوهو ويمأمأ ولا أراكم الله مكروها في عزيز لديكم أيها النواب المحترمون .