حذرت منظمة الصحة العالمية من تنامي ظاهرة الانتحار، مؤكدة أن الأعداد ارتفعت بشكل كبير حيث إن شخصا واحدا ينتحر كل أربعين ثانية. وانتقدت المنظمة في تقرير لها -غطى 172 دولة واستغرق إنجازه عقدا كاملا- التغطيات الإعلامية المكثفة لحوادث انتحار المشاهير موضحة أن ذلك يقدم الانتحار كحل للهروب من المشاكل التي يعانيها الشخص مما يشجع الفئات الهشة على الإقدام عليه. وقال مدير الصحة النفسية بالمنظمة شيخار ساكسينا -خلال تقديمه التقرير بجنيف السويسرية الخميس- إن الانتحار صار مشكلة صحية حقيقية حيث إن عدد ضحاياه كل سنة يفوق عدد ضحايا الحروب والكوارث الطبيعية. وأضاف أن نحو 1.5 مليون يلقون حتفهم كل عام في أحداث "عنيفة"، نحو ثمانمائة ألف منهم نتيجة قتل النفس عمدا. وبحسب التقرير، فإن أعلى نسب الانتحار سجلت بوسط وشرق أوروبا وآسيا. وأظهر التقرير أن نسبة الذكور الذين يقدمون على الانتحار هي ضعف نظيرتها لدى النساء، كما أوضح أن بعض الدول شهدت تسجيل معدل انتحار كبير لدى من يبلغون عقدهم السابع من العمر، بينما دول أخرى يعتبر فيها الانتحار السبب الثاني للوفاة لدى الفئة التي يتراوح عمرها ما بين 15 و29 عاما. ووجهت ألكسندرا فليشمان التي ساهمت في تحرير التقرير، انتقادا لاذعا للطريقة التي يغطي بها الإعلام حوادث انتحار بعض المشاهير، والذين كان آخرهم الممثل الأميركي الشهير روبين ويليامز. وذكرت رئيسة الجمعية الدولية للوقاية من الانتحار إيلا أرنسمان أن خمسة أشخاص نجوا من حوادث انتحار في السابق أكدوا أنهم عاودوا التفكير في الأمر بعد مشاهدتهم للتغطية الخاصة بحادثة انتحار الممثل ويليامز. وشددت أرنسمان على أهمية عدم تزيين وجه قتل النفس عمدا، لأن ذلك يؤثر سلبا على الفئات الهشة، محذرة من أن أقرباء المنتحر يعتبرون الأكثر معاناة من الحادثة.