قال ممثل منظمة الصحة العالمية لليبيا الدكتور سيد جعفر حسين، إن ما يصل إلى مليوني شخص في ليبيا لديهم احتياجات صحية خطيرة وأن حياة الملايين من الذين يحتاجون إلى الرعاية الصحية العاجلة أصبحت في الميزان، وذلك بعد انتشر العنف بسبب الصراع في كل جزء تقريبا من البلاد. وأوضح جعفر في تصريحاته خلال مؤتمر صحفي عقد في جنيف اليوم الخميس- أن منظمة الصحة وشركائها بحاجة إلى ما يصل إلى 50 مليون دولار في العام الجاري لتلبية الاحتياجات المنقذة لحياة حوالي مليوني شخص. وأشار إلى أنه لم يعد بالإمكان الانتظار للحصول على حل سياسي من أجل الاستجابة لحل تلك المشكلات، مشددا على أن هناك حاجة الموارد الدولية وتحرك من المجتمع الدولي لتكثيف الجهود للمساعدة في انقاذ حياة الأطفال والأمهات وكبار السن، والذين هم أكثر عرضة للخطر. وأكد ممثل المنظمة الدولية أن الوضع الصحي في ليبيا يتدهور بسرعة مع عمليات نزوح واسعة النطاق وإغلاق للمرافق الصحية في مناطق النزاع، إضافة إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بتلك المرافق والتي كانت حتى قبل الأزمة تكافح لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكان ليبيا. وقال إن الصورة أكثر قتامة مع تدهور الوضع الأمني جراء القتال، حيث تم إجلاء أكثر من 80 % من جميع موظفي التمريض في عام 2014، كما تواصلت الهجمات على العاملين في مجال الرعاية الصحية، إضافة إلى تضرر أكثر من 20 من المرافق الصحية خلال 18 شهرا الماضية. وحذر الدكتور سيد جعفر حسين، من الخطورة الكبيرة لنقص العاملين الصحيين، إضافة إلى ذلك فإن المستشفيات والمختبرات وبنوك الدم لم تعد قادرة وبشكل متزايد على العمل بسبب ما تواجهه من نقص في الأدوية والمستلزمات الصحية الأخرى، وحيث تم تدمير معظم المستودعات الطبية في شرق البلاد أو تعمل بشكل جزئي بما في ذلك المستودع الرئيسي في بنغازي. وشدد على أن منظمة الصحة ملتزمة بتوفير الرعاية الصحية للجميع بغض النظر عن الدين أو الأنتماء السياسي، ودعا جميع الأطراف إلى ضمان غير مشروط لتسليم المساعدات الإنسانية، وكذلك حركة غير مشروطة للعاملين في مجال الصحة، ولفت إلى أنه منذ نوفمبر من العام الماضي كانت المنظمة قادرة على الوصول إلى ما يقرب من 250 ألف شخص من خلال توفير الأدوية والعيادات المتنقلة والفرق الطبية وتوفير الوقود والمياه الصالحة للشرب. وأكد ممثل منظمة الصحة العالمية لليبيا الدكتور سيد جعفر حسين، في ختام تصريحاته إلى أنه أذا لم يتم الوصول لتقديم المساعدات المتاحة على الفور فإن الملايين في ليبيا سيكونون معرضين لخطر كارثة إنسانية وصحية.
