فنانة سورية تميزت بصوتها العزب وحبها للغناء منذ طفولتها، فهي صاحبة الصوت الجبلي الذي اهتزت له قلوب الملايين في مصر والعالم العربي، فكانت آخر الأصوات التي تذوب رقة وسحرًا في النفس بعد رحيل كوكب الشرق أم كلثوم والعندليب عبدالحليم حافظ. إنها الفنانة "فايزة أحمد" وُلدت يوم 5 ديسمبر عام 1934 في مدينة صيدا بلبنان لأب سوري وأم لبنانية، ثم عادت مع والدها إلى دمشق التي قضت بها طفولتها. بدأت قصتها مع الفن منذ طفولتها حيث كانت تقدّم أغاني "ليلى مراد وأسمهان" بالمدرسة، فشجّعتها والدتها وأحضرت لها مدرسًا يعلّمها أصول الغناء، ثم تقدمت إلى لجنة اختيار المطربين بإذاعة دمشق، لكنها لم توفق فقررت السفر إلى حلب وتقدمت لاختبارات إذاعة حلب التي نجحت بها وقدمت من خلالها عدد من الأغنيات، وبعد أن ذاع صيتها وطلبت من قبل إذاعة دمشق تشجعت للعودة مرة أخرى إلى بلدها وخاصةً بعد أن تدربت على يد الملحن الكبير "محمد النعامي" بعدها انتقلت إلى القاهرة عام 1954، وتقدمت للإذاعة المصرية التي اعترفت بها لأول مرة كمطربة عام 1959 بعد أن قدمها الإذاعي "صلاح زكي" في أغنية "ابشر غيرك" وأغنية "دموع المحبة". تميزت عن غيرها من مطربين جيلها بعد أن التقت بالموسيقار الراحل "محمد الموجي"، وذلك من خلال أغاني: (أنا قلبي ليك ميال، ياما القمر ع الباب، حيران، غلطة واحدة، "بيت العزّ" والتي أحدثت ضجة كبيرة وحققت لها نجاحًا وشهرة واسعة في مصر حتى حصلت على الجنسية المصرية عام 1965"). ولم يكن الغناء هو فقط مستوى طموحها، بل اتجهت أيضًا إلى التمثيل وقدمت للسينما المصرية 6 أفلام كان أوّلها فيلم بعنوان "يا تمر حنة" ثم "المليونير الفقير"، "امسك حرامي"، "ليلى بنت الشاطىء"، "أنا وبناتي"، "منتهى الفرح". وقدمت "فايزة أحمد" بما يزيد عن 320 أغنية في الإذاعة و80 أغنية في التليفزيون، بالإضافة إلى 6 أفلام سينمائية واستعراض غنائي مسرحي واوبريت إذاعي طويل، ومن أبرز أغانيها: (ست الحبايب، خليكوا شاهدين، يا غالي عليا، وقدرت تهجر، تهجرني بحكاية، خليكوا شاهدين، يا تمر حنة) وغيرها. أما عن التكريمات، فقد نالت خلال مشوارها الفني العديد من الجوائز والتكريمات، حيث حصلت على جائزة أحسن أغنية لعام 1977 عن أغنية "خلّينا ننسى"، كما حصلت على درع الجيش الثاني في 1 مايو عام 1974، وعلى وسام من الرئيس بورقيبة التونسي في يوم 21 سبتمبر 1983. توفّيت "فايزة أحمد" عقب صراع مع مرض السرطان، الذي ترددت الأقاويل أن إصابتها بالمرض جاءت نتيجة لعمليات تجميل أجرتها لنفخ خدودها، حيث كانت من أوائل السيدات اللائي قمن بهذه الجراحة في مصر.
