مخطئ من يتصور أن هناك من سيحارب حرباً بعيده عن حدوده، إذ ليس هناك أي عداء استراتيجى فعلى بين إسرائيل وتركيا، وبين إسرائيل وايران، والواقع يقول ان كل مظاهر العداء بين الدول الثلاثة لا تتعدى بعض التصريحات هنا وهناك، والواقع يقول ايضاً أن طهران لم تساعد حزب الله أو النظام السورى نكاية في إسرائيل، وانما فقط لأن ذلك مرتبط بمشروعها الاقليمى وهو الهلال الشيعي، وهى بمساعدة حزب الله وغيرها من الفصائل كانت تستهدف الدفاع عن نفوذها ومشروعها الأقليمى لا محاربة إسرائيل أو القضاء عليها، أما فيما يتعلق بتركيا فالأمر لا يحتاج إلى تعليق أو تلميح إلى ان الدولتين حليفان استراتيجيان، وهل يوجد ما هو أكبر من التحالف العسكري للتدليل على الشراكة. كانت تدخلات القوتان الاقليميتان يستهدف السيطرة على المنطقة، وكان ذلك يستوجب اخراج مصر من المعادلة لكن ما حدث فى 30 يونيو والاحداث التي تلتها أرسلت رسالة للجميع دولياً واقليمياً مفادها أن العرب لديهم الإرادة للدفاع عن وجودهم الاقليمى، في مواجهة تطلعات دول الطوق المحيط بأقليمنا العربى والمقصود بها ايرانوتركيا وإسرائيل وتابعهم القطرى، واستمرت اللعبة الدولية في استخدام قطع الشطرنج في المنطقة، إلى أن جاءت لحظة 30 يونيو ليبدأ العرب في أستعادة مواقعهم الدفاعية عن مستقبل المنطقة العربية، وبدأ ترتيب البيت من الداخل بدأً من الوضع في سوريا وصولاً لمحاولة استيعاب أسباب الخلاف الفلسطيني. ومنذ ان تم توقيع اتفاق المصالحة بين فتح وحماس والتى كانت برعاية مصرية ... اكتشفت حماس أنها خسرت لكونها ستضطر إلى خوض أنتخابات تشريعية جديدة في ظل انخفاض شعبيتها في قطاع غزة، كما أن عملية تلقيها للمساعدات الدولية ستتم عن طريق السلطة الفلسطينية كممثل رسمي للشعب الفلسطيني، وكذلك ادركت الاطراف الاقليمية التى استفادت من حالة الانقسام الفلسطينى وهى تركياوايران، أن العودة لوحدة القرار الفلسطينى يشكلان خطراً على نفوذهما فى المنطقة وسيؤدى إلى تراجع ادوارهم الإقليمية، خاصة وان القضية الفلسطينية كانت هي المعبر الاستراتيجي لإسطنبول وطهران للنفاذ إلى العمق العربى وحصد شرعية وجود دورهما الاقليمى. الاحداث تدلل على اللعبة ، فمطالبة حماس بوضع معبر رفح تحت اشراف الأممالمتحدة ودول عربية وصديقة كما جاء في نص المطالب الحمساوية العشر للموافقة على التهدئة، هو نفسه الطلب الذى تقدمت به إسرائيل في 9 سبتمبر 2004 وكان الطلب الاسرئيلى يتركز على أن يكون المعبر ثلاثى بين مصر وغزة وإسرائيل في مقابل أن تغلق اسرئيل المعابر الحدودية بينها وبين القطاع بشكل مباشر، وهى نفسها نفس الحلول التي قدمها خيرت الشاطر بإقامة منطقة حرة للتجارة الدولية على معبر رفح، إذ ان حماس تستهدف من مطلبها هذا وضع المعبر تحت اشراف دولى وبالتالي تحت سيطرة الحلف الاقليمى(القطري والتركي والايراني) الذى تنتمى له حماس على معبر رفح ، مما يؤدى إلى فتح المعبر بشكل دائم وإيقاف سيطرة الجيش المصرى على المنطقة الحدودية الفاصلة بجانب أنه بذلك يريد السماح للقوات الدولية أن توسع من نطاق نفوذها على المعبر وربما كان هناك إشارة لقوات تركية قطرية على معبر رفح، كما ذكرت وثيقة المطالب الحمساوية حينما قالت ( السماح لقوات صديقة) وهوما يفتح الباب لما كانت تريده الولاياتالمتحدةالأمريكية من التواجد في سيناء بحجة القضاء على الإرهاب وهنا الربط الجائز.