• الحكام الأجانب ضرورة لمباراة القمة. ليس ذلك طعنا فى كفاءة حكامنا، ولا هذه الجملة الأخيرة هروبا من إقرارى لأهمية الحكم الأجنبى، فهذا رأيى منذ زمن بعيد، لأن مناخ كرة القدم لم يتغير، إذ تسيطر عليه العناصر ذاتها التى سيطرت منذ 30 عاما، والعناصر ممثلة فى إدارات أندية، وفى إدارة اتحاد، وفى إدارة إعلام. والأخيرة تشعبت وتطورت وامتدت إلى مواقع وصفحات إلكترونية وتويتر، وفيس بوك، وحسابات تصفى حسابات. • لماذا الحكم الأجنبى ضرورة لمباراة القمة؟ • الإجابة: لأن العناصر التى تدير اللعبة وتسيطر عليها لاتحتمل الشك فى قرار حكم مصرى بتلك المباراة، لكنها تغض النظر عن جريمة حكم أجنبى باعتبار أنه محايد، ولو أننا فى بعض الأوقات الماضية كنا نسمع من إدارات أندية أن الحكم الإيطالى زملكاوى لأن رجل الأعمال أبورجيلة كان من خمسين سنة ينتمى للزمالك، بينما كل حكم يأتى من النمسا أو من ألمانيا مثلا يكون أهلاويا، لأن صالح سليم لعب فى النمسا قبل نصف قرن، أو لأن تسوبيل وهولمان دربا الأهلى.. والله حدث ذلك، وحين يحدث مثل ذلك، فإنه يكفى لتصور درجة الهزل والتخريف فى قصة إدارة مباريات الأهلى والزمالك، وكيف أنه حين يفوق التخريف الحدود يكون الحل هو الحكم الأجنبى..؟ • الحكم الأجنبى ضرورة، لأن محيط كرة القدم فى مصر يشهد الآن احتقانا بعدما هدأت الأحوال، ولأن هناك من يحيط بأصحاب القرار ويغذى فيهم كلمات من نوع : «حق النادى.. حق الجماهير.. كن قويا.. كن أسدا. كن كما السيف فى مواجهة من يظن أنه السيف؟!» هكذا تكبر كرة الثلج، وتهبط من فوق التل، وحين تصل إلى السفح، تكون قد أصبحت كرة نار.. فالمدربون والإداريون واللاعبون والإعلام يشوهون الحكام، ويشتعل الجمهور بالكراهية لهم، وهم أصلا رجال يحب الجميع أن يكرههم، ويعلق عليهم فشلهم وخيبتهم الثقيلة.. فلو لم يكن الحكم سيئا فإن السىء سيكون المدرب أو اللاعب أو المدير أو المجلس، ولايوجد واحد من هؤلاء يعترف بأنه كان هو السىء وسبب الخسارة..؟ • الحكم الأجنبى ضرورة للقمة، لأن الجمهور يصدقه، والإدارات تصدقه، والجميع يصدقه، حتى لو خرف فى قرار.. وإذا كان التحكيم المصرى وقع فى أخطاء، فهذا يحدث فى مباريات وبطولات أهم ألف مرة من الدورى. مثلا فرنسا ذهبت لكأس العالم بلمسة يد لتيرى هنرى الذى اعترف بالخطأ، ومع ذلك ذهبت فرنسا وخرجت اسكتلندا.. • للأسف الحكم الأجنبى ضرورة، لأن مناخ الكرة المصرية سىء. وليس لأن الحكام المصريين سيئون حتى لو وقعوا فى أخطاء.. • فى سياق الاستعانة بالحكام الأجانب، يبقى أن رغبة الأهلى فى إسناد جميع مبارياته القادمة لحكام أجانب، هو مبالغة فى الطلب، ومبالغة فى تحميل الحكم المصرى سوء أداء الفريق، وسوء إدارة جاريدو لبعض المباريات وبناء تكتيكاته على تريزيجيه أولا، واختياره للتشكيل أحيانا بطريقة: «بلاها سوزى.. خد ناديا» .. والأهلى طوال تاريخه أكبر وأقوى من أخطاء الحكام لو أخطأوا؟!