إستوقفتى المداخله التى أجراها الكابتن أحمد شوبير فى برنامج صدى الملاعب الذى يقدمه الدكتور عمرو عبد الحق فى حضور الصديقان أيمن بدره وطارق رمضان ، وفجر شوبير قنبلة كعادته فى قضية الالتراس وحضور الجماهير لمباريات الدورى المتبقيه ، وأكد على أن الدورى بدون جمهور حتى ولو كان الحضور مشروطاً ، وهنا ألقى بسؤال مهم أمام المشاهدين والضيوف ، أعلم جيداً أنه يعرف إجابته، عندما قال كيف كان حال جماهير الدورى الإنجليزى المعروف عنهم الشغب ويطلق عليهم الجماهير الدمويه أو مايسموا ب "الهوليجانز" وكيف اصبحوا بعد ذلك من أفضل الجماهير فى الدوريات العالمية ، وهنا تركنا شوبير نضرب كفاً بكف لنحاول معرفة السببب وكيف ربط شوبير ظاهرة الهوليجانز الإنجليزية بجماهير الألتراس المصرية ، مع إن الفارق كبير بين الجمهورين فى كل شىء ، وهنا فقط وكأن الزمن توقف بى عند محطة هامه من رحلاتى الخارجية لأعيد ذكرى حديثى مع ديفيد دين أحد مهندسى دورى المحترفين الإنجليزى أثناء حضورى لمؤتمر عالمى عن الأمن الرياضى فى ملاعب العالم الذى اقيم فى الدوحه تحت إشراف المركز الدولى للأمن الرياضى ،وكان ذلك فى أعقاب أحداث بورسعيد المؤسفه منذ ثلاثة أعوام ، تحدثت مع الرجل كثيراً ولكن أهم ما فى جاء فى حديثى معه هو ماقاله لى رداً على سؤال وجهته كيف قضيتم على ظاهرة الهوليجانز وقد قرأت عنها الكثير .؟ فرد على بإبتسامه رسمت على وجهه علامات الإرتياح وكأنه كان ينتظر هذا السؤال ، فقال لى بالفعل ظاهرة الهوليجانز كانت أكثر القضايا التى تؤرقنا فى إنجلترا ، وبحثنا فى حلول لها كثيره إلا اننا إتفقنا على أن ندرس الظاهرة أولاً ثم نجد الحل السحرى للقضاء عليها وهذا أخذ من الوقت ما يكفى ، وفى النهاية قررنا أن نسير على خطين متوازيين خط نرفع فيه شعار التوعيه والتعريف بقيمة الرياضة والإستمتاع بكرة القدم وإحترام المنافسين وهو بالمناسبة كان صعباً ولكنه غير مستحيل والخط الآخر قمنا بتشريع قانون لشغب الملاعب يكون رادعاً لكل من يخرج عن النص وكانت العقوبات متفاوته ولكنها قاسية ، ومن وجهة نظرى أهم ما جاء فيه هو حرمان المشاغب من دخول الملاعب نهائياً وتشجيع فريقه سواء داخلياً وخارجياً ويوضع فى القائمة السوداء وهو أقصى عقاب لمشجع كرة قدم ، وبالتدريج إستطعنا أن نجعل من هؤلاء المشجعين نموذجاً للتشجيع المثالى فى المدرجات وبالمناسبة ليست كل الجماهيرالإنجليزية بهذا السلوك . تذكرت هذه القصه وأنا أحاول أن أربط ما حدث فى مدرجات إنجلترا بما يمكن أن نفعله هنا فى مصر للقضاء على ظاهرة بعض شباب الألتراس الذين يسيئون للجميع ويفتعلون المشاكل ويتم إستغلالهم فى أمور أخرى لنشر الفوضى داخل وخارج الملاعب ، ,إيقنت بأننا مازلنا ندور حول انفسنا فى دائرة مغلقه ، فمنذ مذبحة بورسعيد الشهيرة لم نتحرك لعلاج الظاهرة أو حتى برامج توعيه وتثقيف للجماهير بخطورة ما يتم فعله ، ومرت الأيام والسنين ومازلنا نطالب بعودة الجماهير دون أن نقدم ضمانات لعدم تكرار تلك المأسآه ، وكأننا لم نتعلم الدرس وكأننا أيضاً بعيدين عما يحدث فى العالم الآخر. ياعالم قبل أن تفكروا فى عودة الجماهير فكروا أولاً فى دراسة هؤلاء الشباب نفسياً ووضع حلول جذريه لإنهاء شغب الملاعب مع وضع تشريعات قانونية للحد من الظاهرة ومعاقبة المخطئين أما أن نترك هؤلاء ثم نعاقب النادى على جماهيره فلابد وان يتم تكرار الشغب لأن الجانى لم يعاقب بل "نطبطب" عليه و" نتودد" له .. فهل وصلت الرساله ..؟! جمال نور الدين [email protected]