نظرا للدور الكبير لرجال الإعلام كان مهما التعرف على إجابة للسؤال من خلالهم وتحدثنا مع أحمد شوبير مستشار اتحاد الكرة والإعلامى وصاحب القضية الشهيرة مع روابط الألتراس والذى أكد أن الإجراءات الأمنية ليست مبررا كافيا على الإطلاق لغياب الجماهير عن المباريات خاصة أن منع فئة الألتراس عن حضور مباريات فريق الأهلى بوصفه صاحب الشعبية الجماهيرية لن يزيد على بضع مئات من الألتراس، وهو عدد أيضا مشكوك فيه على حد وصفه وبالتالى لا يمكن اعتباره سببا مؤثرا فى العزوف الجماهيرى. وأرجع كابتن الأهلى والمنتخب الوطنى فى مطلع التسعينيات أسباب العزوف الجماهيرى إلى عامل آخر وهو ابتعاد الروابط الجماهيرية «المحترمة» على حد وصفه عن حضور المباريات مع ظهور «الألتراس» خشية من صدامات لا مبرر لها ولا تخدم ناديهم وعدم توافق الأفكار فى نفس الوقت، مشيرا إلى أن الروابط كان لها دور فعال فى الماضى تجاه تكدس الملاعب بالجماهير فى الفترة بين عامى 2004 و2007. وتابع مستشار الاتحاد: إن هناك عوامل أدت إلى الغياب من وجهة نظر المتابعين للظاهرة وأغلبها تراكمى مثل ابتعاد «الأسرة» بالكامل عن الوجود فى المدرجات بعكس ما كان يحدث فى الماضى وحتى عام 2006 بسبب ظهور الشماريخ والصواريخ وتفشى ظاهرة الهتافات البذيئة مما منع الاسرة الكاملة من الوجود فى المدرجات. وأشار شوبير إلى سبب آخر وهو ارتفاع ثمن تذاكر المباريات فى الفترة الأخيرة بصورة تتعارض مع الحالة الاقتصادية لمشجع الدرجة الثالثة الذى اعتبره شوبير «فاكهة» المدرجات فى مصر ولابد من مراعاته عند تحديد اسعار التذاكر. أرجع خالد الغندور نجم الزمالك فى التسعينيات ومقدم البرامج الرياضية حاليا أزمة عزوف الجماهير عن حضور المباريات فى العديد من الاسباب بدأها بالإشارة إلى تفشى ظاهرة أندية الشركات على حساب الأندية الجماهيرية، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن وجود أكثر من ناد تابع إلى هيئة سبب فى عدم ظهور الجماهير فى المدرجات بالعديد من مبارياتها بعكس الحال فى أندية المحافظات الجماهيرية مثل الإسماعيلى والمصرى والاتحاد السكندرى، وتابع الغندور بالاشارة إلى أن افتقار ملاعبنا فى الوقت الحالى لعدد كاف من اللاعبين الموهوبين كان كفيلا بغياب الجمهور. وأكد ان الجمهور يأتى دائما لمشاهدة اللاعب الموهوب للاستمتاع بما يقدمه ولكن قلة عدد الموهوبين فى مصر حاليا يمكن اعتباره سببا على حد تعبيره فى غياب الجماهير. وتابع الغندور بالإشارة إلى سبب ثالث وهو كثرة الفضائيات الكروية والرياضية وتعدد عدد المحللين والذى كان بدوره سببا فى بقاء المشجع أمام الشاشة لمتابعة المباريات عبر تلك القنوات، ويكمل الغندور برصد سبب رابع يتمثل فى انحصار المنافسة على لقب الدورى العام فى الأعوام الماضية لمصلحة الأهلى فى ظل غياب الزمالك عن الصورة وتراجع نتائجه فى المواسم الاخيرة وتعرضه لأزمته الكبرى فى الموسم الحالى بجانب ارتفاع سعر بيع التذاكر للجمهور العادى فى ظل أزمة اقتصادية تعانى منها البلاد. وأكد الغندور أن تلك الأسباب كانت كفيلة بوجود مدرجات خالية من الجماهير فى العديد من المباريات. وتحدثنا مع إعلامى ثالث هو محمود بكر المعلق الرياضى وعضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق والذى أشار إلى أن الحضور الجماهيرى الضعيف يكون فى القاهرة فقط بسبب الزحام المرورى وارتفاع ثمن التذاكر لأن الحالة الاقتصادية عند أغلب الشعب المصرى ضعيفة وضعف مستوى المباريات وسلوكيات الجماهير غير الجيدة كلها أسباب أدت لزيادة هذه الظاهرة فى الفترة الأخيرة، ورفض بكر تحميل الأمن والفضائيات أى مسئولية وقال إن الأمن يقوم بدورة ووسائل الإعلام يجب أن تساعده فى ذلك بدلًا من الهجوم الحالى غير المبرر، كما أن القنوات الفضائية لا تتحمل المسئولية لأن متعة الذهاب للاستاد لا تلغيها إذاعة المباريات فى القنوات الفضائية.