ستكون مباراة العودة صعبة مع أورلاندو إذا لعبها الأهلى «بصدر مفتوح» بدون تنظيم، لأن نتيجة الذهاب تمنح الفريقين فرصا متساوية، ولأن أورلاندو يلعب خارج أرضه كما يلعب على أرضه.. الأهلى لعب مباراة كبيرة هناك. ونجح فى سلب أورلاندو أهم أسلحته وهى المساحات العريضة التى يقفز من خلالها هذا الفريق إلى ملعب خصمه بتمريرات طولية وبسرعات العدائين من لاعبيه. وصحيح أن أورلاندو تفوق هجوميا بعد ثلث الساعة الأول التى فاجأه فيها الأهلى بالهجوم والضغط. إلا أن بطل مصر عرف كيف يتعامل مع ضغط منافسه الشرس والمستمر. وكانت هناك ثغرات وفرصة أو فرصتان لأورلاندو. ●● أجرى محمد يوسف تعديلا مهما فى التشكيل حين دفع بأحمد فتحى فى الوسط كلاعب ارتكاز مساند لعاشور. وكان ذلك فهما لقدرات وسط أورلاندو مفتاح هجماته.. كما أنه وضع لاعبا قويا بدنيا وسريعا بالجرى وبالحركة والمناورة لمواجهة سرعات لاعبى أورلاندو. وهو تعديل موفق خاصة أن شريف عبدالفضيل نجح كظهير أيمن. وأعتقد أن يوسف سوف يحافظ على وجود فتحى بالوسط فى مباراة العودة. لكن ذلك ليس تحديدا لنجم المباراة. فالنجوم كانوا معظم لاعبى الأهلى بدءا من شريف إكرامى ومحمد نجيب الذى تعرض لنقد شديد بسبب مباراة غانا، فرد على النقد بأداء مميز. وكذلك جمعة ثم سيد معوض بجانب عبدالفضيل. وتألق أبوتريكة بقيادته، ورؤيته للملعب. واختياراته وتمريراته فيها لمسة ريشة زيدان.. وهى واحدة من أفضل مبارياته الأخيرة. أما وليد سليمان فهو مزيج من المهارة والسرعة وذكاء الثعلب المصرى.. يحسب ايضا لعبدالظاهر أنه سجل هدفا صحيحا وأحسن التصرف. وأنه شغل دفاع أورلاندو وأرهقه.. ●● فى هذه المباراة ترى قدر التناقض فى أداء فرق الكرة الإفريقية. فالأهلى كان سيئا للغاية حين لعب مع القطن الكاميرونى بالجونة. وأورلاندو كان رائعا حين لعب مع الترجى فى رادس. وأسباب الاختلاف فى الأداء تكمن فى الظرف الذى لعب فيه الأهلى مباراة القطن وكانت بعد مذبحة غانا مباشرة. بينما ارتكب الترجى أكبر خطأ حين سمح للاعبى أورلاندو بالمساحات. وهذا لم يسمح به الأهلى فى جنوب إفريقيا.. لم يسمح بالتنظيم الدفاعى والمساندة والدفع بخط حماية أول مكونا من عبدالله السعيد ووليد سليمان وعبدالظاهر ثم أبوتريكة. يليه الخط الثانى المكون من فتحى وعاشور ثم الخط الثالث رباعى الدفاع.. فيما كان الهجوم من خطين. الأول أبوتريكة وعبدالظاهر. والثانى وليد سليمان وعبدالله السعيد.. بالحساب كان بالفريق خمسة خطوط.. (خمسة وخميسة) ؟! ●● الأهلى هو الأهلى بالتاريخ وبالبطولات والحاضر والتربية. وأحسن وصف لأداء الفريق فى مباراة الذهاب مع أورلاندو كان لشادى محمد فى جريدة الوطن: «الأهلى يتعادل مع أورلاندو بقوة الشخصية».. وهذا صحيح. قوة شخصية الفريق تستمد من قوة اللاعبين وثقتهم فى أنفسهم وقبل ذلك وبعده من قراءة المدرب الجيدة واستعداده للقاء بالمذاكرة والتفكير. نعم المذاكرة والتفكير. ففى كثير من المباريات لفرق أخرى تبدو كل مباراة امتحانا من خارج المقرر يستحق الشكوى؟! ●● أخيرا: المباراة لم تنته. البطولة لم تحسم. الفرص متساوية. لقاء العودة قد يكون أصعب.. الهدف الذى ألغاه مساعد الحكم كان يمكن أن يكون هدف اللقب..؟!