تغييرات حسام البدرى أضافت قوة حركية.. وشحاتة نظر للدكة فوجد الأغلبية لأصحاب المهام الدفاعيةأهم الفروق بين الأهلى والزمالك غياب الجمهور ترك هذا الانطباع عند الجميع: المباراة دون المستوى، باردة فى جو حار ورطب، صامتة فى وسط صاخب يعيش فى ظلال الجدل، وعاش سنوات يظن أن كرة القدم هى الكرة الأرضية.. لكن هذا الانطباع لم يكن دقيقا مائة فى المائة.. ففى المباراة جرى وصراع وتكتيك.. وكل ما فى الأمر أن الدراما كانت بلا موسيقى. اختار الأهلى الفوز من البداية، وحققه فى النهاية. لا يكفى الاختيار الذى لا تعززه الإرادة أو الأدوات. هذا لا يعنى أن الزمالك اختار الهزيمة. فلا يوجد فريق يختارها. والحقيقة أنه اقترب من الفوز فى مرتين. مرة بواسطة أحمد سمير والثانية بقدم عبدالله سيسيه. لكن فى النهاية وضع أبوتريكة حدا للرقصة الصامتة التى استغرقت 93 دقيقة! فى 144 مباراة رسمية للقمة بكل المسابقات، الدورى، والكأس، وأفريقيا، والسوبر الأفريقى (هناك 6 مباريات ودية أخرى)، فاز الأهلى 58 مرة، مقابل 34 للزمالك و52 تعادلا.. ومؤخرا تفوق الأهلى فى اللقاءات التى جمعته مع غريمه، حتى إن الذين تابعوا مباراة القمة الأفريقية خرجوا منها وهم يرددون: «مرة جديدة للأهلى».. لكنها مرة قد تكلف الزمالك خروجه من البطولة الأفريقية، لاسيما أن فريقى تشيلسى الغانى ومازيمبى بطل الكونغو يتميزان بالسرعة واللياقة والأداء الشرس الذى يترجم إلى سعى محموم نحو مرمى الخصم.. لكن تعادلهما الأخير كان مكسبا للأهلى ثم للزمالك. فوز الأهلى فى نهاية المباراة هو نتيجة عدة عوامل، عند جمعها، يبدو أن فوزه منطقى. ونبدأ بالتغيير. فقد كان مؤثرا.. ترى ماذا أضافت تغييرات البدرى؟ 1 زيادة فى عدد اللاعبين أصحاب النزعة الهجومية. فأصبح الفريق من الدقيقة 60 يضم بركات، أبوتريكة، متعب، وليد سليمان، سيد معوض، عبدالله السعيد. 2 اشتراك السعيد دفع أبوتريكة قليلا إلى الأمام. وهذا كان إضافة أخرى ربما لا تكون ملحوظة. 3 تميز الأهلى بالحركة المستمرة. فطوال الوقت يتحرك بركات، وأبوتريكة ومتعب، وسليمان، ومعوض فى المنطقة التى تقع أمام صندوق الزمالك.. وهى حركة متنوعة، عرضية وطولية، ودائرية أيضا ومع توالى التغييرات أضاف البدرى قوة حركية جديدة، ممثلة فى جدو وذلك بعد 6 دقائق من الدفع بالسعيد. وننتقل إلى تغييرات الزمالك.. هل سلبت من الفريق عناصر قوته وسلبت منه المبادرة الهجومية؟ 1 بداية كان وسط الفريق مكونا من ثلاثة لاعبين مدافعين، وهم موندومو ونور السيد وإبراهيم صلاح، والأخير تخلى قليلا عن نزعته الهجومية مفسحا المجال لأحمد حسن ومحمد إبراهيم.. وهذا منح الأهلى منذ الدقائق الأولى مساحة للهجوم. 2 أحمد جعفر لعب مكان أحمد حسن. وكان إشراك جعفر ضروريا لزيادة قوة الهجوم فى المقدمة.. لكن خروج أحمد حسن أثر سلبا على كفاءة الوسط المهاجم الذى يلعب خلف رأس الحربة. 3 لعب إسلام عوض مكان سيسيه المصاب. ولعب حازم إمام مكان محمد إبراهيم. وقد يكون تغيير أحمد حسن ومحمد إبراهيم بسبب الإجهاد.. وهى فى جميع الأحوال أفضل التغييرات فى ضوء دكة البدلاء.. فلو كان هناك من يمتلكون القدرات الهجومية الواضحة لاعتبر حسن شحاتة غير موفق فى تغييراته. فقد كان هناك على الدكة: جنش، ورحيل، وأحمد توفيق، وقطة.. وكلهم من أصحاب المهام الدفاعية. وحين لعب حازم إمام كان ذلك بهدف إضافة سرعة فى وسط الملعب، فيما كان إسلام عوض اختيارا سليما وفقا للدكة.. ويجب حساب المدرب على ما يظنه من التغيير، وليس ما لم يفعله اللاعب البديل. هذا عن التغييرات التى أجراها البدرى وشحاتة.. لكن هناك فروقا جوهرية بين الفريقين.. فاللاعب الذى يضبط الإيقاع فى الزمالك هو موندمو، فكل كرة تخرج من قدمه، لكنها تخرج «وخلاص» وأحيانا تكون بلافائدة، لا يكسب بها مساحة، وإنما يسكب بها مساحة، ولا يمرر بها تمريرة قاتلة تصنع فرصة تهديف.. وقرينه فى الأهلى هو أبوتريكة.. ضابط الإيقاع وموزع الكرات، وكل كرة تخرج من قدمه تكون إلى الأمام. وبعضها يصنع الفرص. وهكذا كان أحد أهم الفروق بين الفريقين هو الفارق بين موندمو وبين أبوتريكة. وهو الفارق بين مدافع يفسد الهجوم المنافس، وبين مهاجم يبنى هجوم فريقه.. من الفروق الأخرى ما أشرنا إليه بعدد مجموعة الهجوم بكل من الفريقين، فكانت أكثر عددا فى الأهلى.. إلا أن أحد أهم الفروق المؤثرة كان الدور الذى مارسه وليد سليمان بالاشتراك مع سيد معوض، فى مواجهة أحمد سمير. وترجم الانسجام والمهام تلك الكرة التى تصدى فيها سليمان لأحمد سمير فى مركز الظهير سيد معوض. فعندما يتقدم سيد معوض إلى مركز الجناح ينضم إلى الداخل وليد سليمان أو يعود إلى التغطية فى الدفاع.. يقابل ذلك دور نشط وإيجابى من أحمد سمير.. أما عبدالشافى الذى يعد من أخطر لاعبى الزمالك فقد أسندت مهمة إيقافه إلى أحمد فتحى.. وبذلك تفوق الأهلى نسبيا فى الطرفين أيضا بجانب تفوقه فى العمق. من أفضل ألعاب المباراة تلك المناورة التى جرت بين بركات وبين أحمد سمير عند تصدى أبوتريكة للضربة الحرة المباشرة فى الدقيقة 64.. عاد سمير إلى مرماه لإغلاق زاوية مفتوحة، فجرى إليه بركات محصنا من التسلل، فخرج سمير من المرمى لرفع الحصانة عن بركات. وخرج معه بركات. ثم عاد سمير ليستقبل كرة أبوتريكة. ولو لم يعد لأخرج الكرة من المرمى.. تلك تفصيلة صغيرة جدا، توضح كم فى مباراة كرة القدم من تفاصيل؟