أعادت الكارثة الإنسانية التي أعقبت مباراة المصري والأهلي بإستاد بورسعيد بعض الذكريات الأليمة التي عاشها البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي أثناء شبابه عندما عاصر الديكتاتور الحاكم لبلده أنطونيو دي أوليفيرا سالازار الذي تولى مقاليد السلطة 48 عامًا حتى أسقطه انقلاب عسكري في 25 أبريل عام 1974. وكشف مانويل جوزيه في حوار مطول لصحيفة "جورنال دي نوتياش" البرتغالية عن أنه عاصر أحداثًا مشابهة لما تم في مأساة إستاد بورسعيد عندما كان لاعبًا في سن العشرين، حيث اقتحمت الجماهير أرض الملعب اعتراضًا على ركلة جزاء، مضيفًا أن هذه الواقعة تكررت كثيرًا في ملاعب البرتغال عقب نجاح ثورة 25 أبريل في بلاده. وألمح المدرب البرتغالي أن الأنظمة السياسية الديكتاتورية هي القاسم المشترك لما عاصره عندما كان لاعبًا أو مدربًا سواء في البرتغال أومصر، مضيفًا: "تتعمد هذه الأنظمة نشر الجهل بين فئات عديدة حتى تتمكن من السيطرة على مقاليد الأمور بأفضل طريقة ممكنة .. ولكن يبقى الفارق أن ما حدث في بورسعيد كان أشبه بجريمة مدبرة قبل انطلاق المباراة". وتابع: "كل ما يحدث في الكرة المصرية له توابع سياسية، فالشعب المصري يمر في الوقت الحالي بذروة أحداث الثورة، والأيام مليئة بالأحداث، وما تم في بورسعيد قد يعود إلى أن الأهلي يتمتع بشعبية جماهيرية كبيرة، وأعتقد أن الكرة في مصر أحد الأدوات التي يتلاعب بها رجال السياسة .. لا مفر من ذلك". وأضاف جوزيه: "أعتقد أن الجناة الذين ارتكبوا أحداث بورسعيد لديهم صلة وثيقة بالنظام الديكتاتوري السابق في مصر .. وليس الشعب المصري الذي يتسم بصفات جيدة، فهو مسالم وطيب للغاية إضافة أنني لا أنسى أن ما يقرب من 50% من هذا الشعب دخله يبلغ دولار يوميًا". وتطرق الساحر البرتغالي لذكرى أخرى بائسة أيام الديكتاتور سالازار، قائلاً: "لقد تسبب هذا الرجل في تشريد عائلتي، حيث تم القبض على والدي واعتقاله لاتهامه بالشيوعية، مما أجبر والدتي على البحث عن عمل عندما كان أخي في التاسعة، بينما توجهت للإقامة مع أحد أقاربي لصغر سني لأنني لم أتجاوز 4 سنوات". وتحدث مانويل جوزيه عن بعض الأمور الجانبية في علاقته بلاعبي الأهلي، قائلاً: "لقد أخبرني اللاعبين بأهمية الصلاة، وكانوا يؤدونها بين شوطي المباريات، في البداية كان الأمر يشعرني ببعض الارتباك". وواصل: "تفهمت دور هذه الشعائر الدينية في حياة اللاعبين لدرجة دفعتني إلى تغيير مواعيد التدريبات، لتقام يوميًا في الصباح، حتى يتمكن اللاعبون من أداء الصلوات الخمسة بانتظام". وانتقل جوزيه للحديث عن علاقته بالإعلام، موضحًا أنه لا يحب أن يرى أمامه مسجل الصوت الذي يلازم الصحفيين، مشيرًا إلى أنه يملك العديد من المواقف الطريفة، لكنه يؤمن بمبدأ أن المدرب كالعملة بوجهين، يود إظهار جانب واحد فقط. وختم المدير الفني للأهلي حديثه المطول مع الصحيفة البرتغالية، مبديًا دهشته من الشعبية الجارفة التي يتمتع بها في مصر، قائلاً: "أشعر أنني مثل ميسي وكريستيانو رونالدو"، وأضاف بسخرية: "عندما تواجهك مشكلة في مصر، فأبلغهم أنك برتغالي .. وقتها ستزول كل العوائق فورًا".