اعتذرت شركة مايكروسوفت عن التعليقات العنصرية التي نشرها برنامج الذكاء الاصطناعي الخاص بها روبوت الدردشة، تاي Tay، على موقع تويتر مما اضطرها لإيقافه عن العمل. ولكن حتى يكون الأمر واضحا فإن وجهات نظر الروبوت نتيجة المعلومات التي تغذى بها وليس بسبب طبيعته، كما أكد الروبوت على الحقيقة التي نعلمها بالفعل وهي أن الناس على شبكة الإنترنت يمكن أن يكونوا مؤذيين. وتاي هو برنامج ذكاء صناعي على شكل روبوت يجسد شخصية افتراضية لفتاة مراهقة، يتراوح عمرها بين 18 و24 عاما، يمكن الدردشة معها على موقع تويتر التواصل الاجتماعي. وتعرض الروبوت "لهجوم منسق لمجموعة من المستخدمين"، بعد إطلاقه مطلع هذا الأسبوع. وقررت الشركة إيقافه عن العمل تماما بعد 24 ساعة فقط من إطلاقه، حتى يقوم فريق التشغيل بتعديله. لكن بيتر لي، رئيس الأبحاث في مايكروسوفت أكد على أن الشركة تشعر بأسف بالغ تجاه الهجوم غير المقصود والتغريدات المؤلمة، وأنها قررت وقف البرنامج خلال المسقبل المنظور. وقال أمس الجمعة :"تاي لم يعد موجودا على الإنترنت وسننظر في إمكانية إعادته للعمل حال تأكدنا فقط من توقع النوايا الخبيثة بشكل أفضل والتي تتعارض مع مبادئنا وقيمنا." وصمم برنامج تاي ليتعلم من التفاعل مع البشر الحقيقيين على موقع تويتر، لكن بعض المستخدمين استغلوا الفرصة وقرروا تغذيته بمعلومات عنصرية وعدائية.
مايكروسوفت أكدت محاولة بعض المستخدمين إفساد تاي وتغذيته بعبارات عنصرية مما اضطرهم لإيقاف البرنامج فعلى سبيل المثال وجه أحد المستخدمين سؤالا للبرنامج عن ما إذا كان يؤيد الإبادة الجماعية، ولأنه لا يعرف ما هي فإن البرنامج أجاب "نعم أؤيدها"، الأمر الذي أغضب المستخدمين. لكن في الصين تفاعل المستخدمون بشكل مختلف مع برنامج ذكاء اصطناعي مشابه أطلقته مايكروسوفت أيضا للصين تحديدا، وحقق الأمر نتائج أفضل. وقال لي :" تاي ليس أول تجربة لتطبيق بتقنية الذكاء الاصطناعي أطلقته مايكروسوفت، ففي الصين أطلقنا روبوت الدردشة XiaoIce واستخدمه حوالي 40 مليون شخص كانوا سعداء بالحديث معه." وأضاف إن التجربة مع الروبوت الصيني "شجعتنا على إطلاق نموذجا في أمريكا." إفساد تاي وكشفت مراجعة ما حدث مع الروبوت عن أن الجمهور الغربي يتعامل بشكل مختلف تماما عندما يكون أمامه روبوت دردشة يستطيع التأثير عليه، وشكل إفساد تاي إغراءً كبيرا للبعض. وتحدث مسؤول الأبحاث في مايكروسوفت عن هذا موضحا أن نقطة الضعف هذه تعني أن تاي يمكن أن يتحول إلى أمر سيء. وقال :"رغم أننا أعددنا أنفسنا لأنواع عديدة من الهجمات على النظام، إلا أننا أغفلنا هذا النوع الخاص من الهجوم." ونتيجة لهذا غرد الروبوت بالعديد من الكلمات والصور غير المناسبة واعترفت مايكروسوفت بتحملها المسؤولية كاملة "لعدم أخذ هذه الاحتمالية بعين الإعتبار." وأكد لي أن فريقه سيواصل العمل من أجل ضمان أن الروبوت سيمكنه التفاعل بدون إحداث أي نوع من التأثيرات السلبية. وتابع "يجب أن نسمح بالاستخدام بحذر شديد، وفي نهاية المطاف يكون التعلم والتطوير خطوة بخطوة، والقيام بذلك من دون الإساءة إلى الناس في هذه العملية." وستعقد مايكروسوفت مؤتمر المطور السنوي، بيلد Build، الأسبوع المقبل. ومن المتوقع أن يستحوذ تطوير الذكاء الاصطناعي على جانب هام.
