تتجه الإدارة الأمريكية للتحرك نحو تحقيق تسوية للصراع فى إقليم دارفور المضطرب غرب السودان، وذلك من خلال اجتماع شامل لحركات التمرد فى الإقليم من المقرر إجراؤه فى الدوحة مطلع الخريف المقبل بمشاركة حكومة الخرطوم، على أن تستثنى الحركات الدارفورية المسلحة الرافضة للسلام، ومنها حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور، المقيم حاليا فى باريس. وقالت مصادر أمريكية ل«الشروق»: إن سكوت جرايشن الموفد الأمريكى للسودان طلب من الخارجية الفرنسية الضغط على نور للمشاركة فى جهود المصالحة أو إنهاء إقامته فى فرنسا. كما قالت المصادر: إن جرايشن تمكن خلال الأسابيع القليلة الماضية من تحقيق نقلة نوعية فى تنسيق الجهود الإقليمية الرامية إلى تحقيق السلام فى دارفور خاصة الجهود المصرية والقطرية بالإضافة إلى الليبية. ووفقا للمصادر نفسها فإن الإدارة الأمريكية تعمل فى الوقت نفسه على ضمان حسن تنفيذ إجراءات اتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب وذلك حسب مقتضيات اتفاق نيفاشا الموقع بين الجانبين فى يناير عام 2005. من ناحية أخرى، علمت «الشروق» أن حركة العدل والمساواة كبرى حركات التمرد الدارفورية تجرى ترتيبات لزيارة رئيس الحركة خليل إبراهيم إلى القاهرة خلال الأيام المقبلة. وتأتى الزيارة المتوقعة لخليل إبراهيم الموجود حاليا فى طرابلس إلى القاهرة فى إطار الإصرار المصرى على استمرار الانخراط فى جهود تحقيق السلام فى دارفور. وقد تراجع إبراهيم عن موقفه المتشدد بعدم اعترافه بالحركات الدارفورية الأخرى، وذلك خلال لقاء فى طرابلس ضم حركة العدل والمساواة وثمانى حركات دارفورية أخرى بحضور الوسيط المشترك للاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة وعدد من المسئولين الليبيين، أبرزهم عبدالله السنوسى رئيس الاستخبارات الليبية. وقال حافظ عبدالنبى، الأمين العام لجبهة القوى الثورية المتحدة ل«الشروق» من طرابلس: إن الحركات وضعت شرطين للحوار مع إبراهيم، الأول هو اطلاق سراح أسراها لدى العدل والمساواة، والثانى الاعتذار عن كل الهجوم الذى شنه على هذه الحركات حول عدم الاعترف بها. وأضاف عبدالنبى أن إبراهيم اعتذر للحركات الثمانية التى منحته مهلة 48 ساعة ليطلق خلالها سراح الأسرى. من ناحيته، أكد مستشار الرئيس السودانى غازى صلاح الدين مسئول ملف دارفور ل«الشروق» جدية حكومة الخرطوم فى العمل على التوصل إلى تسوية مع الفصائل الدارفورية المتمردة، مضيفا أن «أى حركة دارفورية ستتخلف عن التفاوض ستعزل نفسها». ويتجه العديد من الوسطاء العرب والدوليين حاليا لدعم الموقف الأمريكى المتجه لاستبعاد نور بعد أن يئست من إقناعه بالدخول فى أى مفاوضات خاصة أنه ظل لفترة طويلة رافعا شعار «لا تفاوض ولا حرب» كما أنه مازال يرهن مشاركته فى أى مفاوضات باستتباب الأمن أولا فى دارفور ودفع التعويضات للمتضررين من الحرب، بالإضافة لنزع سلاح مقاتلى «الجنجويد»، وهى المطالب التى ترفضها حكومة الخرطوم.