موسكو تلوح بخيار «الفيدرالية».. وكيرى يتحدث عن إجراءات أمريكية وروسية للتعامل مع انتهاكات «وقف الأعمال العدائية» بعيدا عن أعين الصحافة مستشار وزير الدفاع السعودى: ناقشنا خطط التدخل البرى قبل أسبوعين.. وباحث: سوريا التى نعرفها انتهت.. والاستقرار لن يكون سيد الموقف بين الفيدراليات المقترحة بعد أيام من تحذير وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، من صعوبة منع تقسيم سوريا إذا لم يتوقف القتال والذى تلاه هدنة تخللها بعد الأعمال العسكرية، أعلنت روسيا، أنها تأمل بأن يتوصل المشاركون فى المفاوضات السورية إلى فكرة إنشاء جمهورية فيدرالية. وقال نائب وزير الخارجية الروسى، سيرجى ريابكوف، خلال مؤتمر صحفى عقد فى وكالة «روسيا سيجودنيا»، أمس الأول، إن «روسيا ترى إمكانية اتفاق المشاركين فى المحادثات السورية على إنشاء جمهورية فيدرالية، فى حال رضيت جميع الأطراف السورية بهذا النموذج». وأضاف ريابكوف: «لا أستطيع تقييم فرص إقامة دولة فيدرالية فى سوريا، لأن عملية تحديد معالم سوريا المستقبلية لم تبدأ بعد»، حسب وكالة «سبوتنيك» الروسية. وتابع :«فى حال أدت المحادثات والمشاورات ومناقشة مستقبل سوريا، التى نأمل أن يستأنفها المبعوث الأممى ستيفان دى ميستورا فى القريب العاجل، وإن رأى المشاركون أن هذا النموذج هو الأنسب بالنسبة لهم للحفاظ على سوريا دولة موحدة وعلمانية ومستقلة وذات سيادة، فمن سيتمكن معارضة ذلك؟». من جانبه، قال الباحث فى مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، محمد جمعة ل«الشروق»، أمس، إن «سوريا ذات الحدود الواضحة التى كنا نعرفها قبل اندلاع الثورة لن نراها مرة أخرى»، مشيرا إلى أن ذلك السيناريو الروسى أفضل نسبيا مقارنة بسيناريوها أسوأ متوقعة. وأضاف جمعة، أنه حتى إذا نشأت هذه الفيدراليات «فالاستقرار لن يكون سيد الموقف، بل ستكون فيدراليات هشة، العلاقة بين مكوناتها أقرب إلى الصراع وليس التعايش المشترك». وأشار جمعة إلى أن شمال سوريا بدأت يشهد بالفعل ثلاث مناطق حكم ذاتى كردية تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطى، «وهو المغزى من دعم أمريكا لما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية، والتى عمودها الفقرى ميليشيات كردية». وأضاف أن السيناريو الأسوأ من هذا سيكون تقسيم سوريا نهائيا إلى كيانات منفصلة، مستدركا «ولا أستبعد أن تنتهى هذه الفيدراليات بالتقسيم أيضا»، متوقعا ألا يعتادوا على العيش معا فى سلام فى ظل أنظمة فيدرالية، بالتالى ستكون العلاقات أقرب للصراع. إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، أنه اتفق مع نظيره الروسى سيرجى لافروف، على وضع آلية يتم بمقتضاها ضمان اقتصار العمليات العسكرية التى ينفذها الطرفان فى سوريا، على استهداف جبهة النصرة وتنظيم داعش فقط. وقال كيرى «اتفقنا أنه فى حين كانت هناك بعض الانتهاكات التى أُبلغ عنها من كلا الجانبين والتى نأخذها على محمل الجد ونعتبرها خطيرة جدا، إلا أننا لا نريد مقاضاتها بشكل علنى فى الصحافة»، حسب شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية. وأضاف كيرى، الذى لوح بخطة أمريكا البديلة أو الخطة «ب» فى حال لم تنجح الجهود السياسية لحل الأزمة السورية، على أن فريق عمل مجموعة دعم سوريا، تستمر فى عقد اجتماعات منتظمة فى جنيف وعمان، فى محاولة لتعزيز الامتثال لوقف النار فى سوريا. يُذكر أن موسكو نفت أى علم لها بخطة واشنطن البديلة، مؤكدين على أهمية التركيز الجهود على الاتفاق الذى ترأسته الدولتان. بدوره، قال نائب وزير الخارجية الروسى، ميخائيل بوجدانوف لرويترز، أمس، إن بلاده لم تنتهك وقف الأعمال القتالية فى سوريا وإنها لم تتلقَ أى شكاوى من المعارضة السورية، مضيفا «لا ننتهك أى شىء. توقفنا عن قصف أى أحد منذ بدء وقف إطلاق النار.» وأشار إلى أن القصف الروسى استمر ولكن «ليس فى مواقع المعارضة». وفى سياق أخر، كشف المستشار العسكرى لوزير الدفاع السعودى، العميد الركن أحمد عسيرى، أن وزراء دفاع التحالف الدولى الذى تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم «داعش» بحثوا إمكانية التوغل بريا فى سوريا قبل نحو أسبوعين، لكنهم لم يتخذوا قرارا حتى الآن. وقال عسيرى لوكالة رويترز، أمس الأول، «لقد نوقش الأمر قبل نحو أسبوعين فى بروكسل على المستوى السياسى، لكن لم تتم مناقشته كمهمة عسكرية»، مضيفا أنه «بمجرد تنظيم هذا واتخاذ قرار بشأن عدد القوات وكيف سيتم إرسالها وإلى أين سيتم إرسالها.. سنشارك». وأكد عسيرى أن بلاده مستعدة الآن لقصف تنظيم «داعش» من قاعدة إنجيرليك الجوية فى جنوبتركيا، حيث وصلت أربع مقاتلات سعودية الأسبوع الماضى، موضحا أن المقاتلات لم تشارك حتى الآن فى أى هجمات. وعلى الصعيد الإنسانى، أعلنت الأممالمتحدة، أن وقف الأعمال القتالية فى سوريا، يتيح الفرصة لتوصيل المعونات إلى نحو نصف مليون سورى يعيشون تحت الحصار، إلا أنها أكدت ضرورة «نجاح المفاوضات» مع الأطراف المتحاربة.