كتب الأستاذ محمد أحمد تعليقا على موقع «الشروق» تناول فيه ما نشرته حول قصة نشيد نادى شالكة، قبل أيام فى مقال بعنوان: «من السارق ومن المسروق».. وحول ما وجهه إلىّ قارئين من اتهامات بأنى سرقت أفكارا أو كلمات من مقال نشره الأستاذ محمد أحمد فى الزميلة «المصرى اليوم» كان نشره تحت عنوان «هيا بنا نشجع شالكة».. التعليق أعطانى حقى، وهو أمر كبير فى مجتمع لم يعد يعترف فيه أحد بحق الآخر. والتعليق مكتوب بلغة بليغة، وبتواضع الأديب، على الرغم من صغر سن صاحبه، كما يبدو لى. وكنت فكرت حين قرأت التعليق أن أنشره بالكامل، فإنى وجدت فى كلماته تقديرا لشخصى أخجلنى، خاصة أنى لست من محبى «استعراض» كلمات الإعجاب من قراء أو من زملاء، بدءا من بداية الخطاب بالأستاذ الكبير صاحب القلم المستنير، وحتى آخر القصيدة التى تشرف كل كاتب.. وقد رأيت أن الأهم من نشر التعليق أو الرد بتعليق مماثل فى الموقع، هو نشر وتسجيل احترامى وتقديرى لشخص الزميل العزيز.. وتعزيزا لقيم حق الاختلاف وضرورة الحوار وأدبه، والتشجيع على الاعتراف بالخطأ والاعتذار.. وهى قيم باتت مفقودة بين المصريين، وبين الصحفيين، وبين الإعلاميين، وبين المثقفين.. وهى كارثة أن تختفى تلك القيم بين هؤلاء. وجدت أيضا أن نشر تعليقى على تعقيبه فى هذا المقال سيكون أفضل لاتساع شهوده.. والتأكيد بأنى واثق من خلال النص الذى نشره فى مقاله: «هيا بنا نشجع شالكة»، وما جاء فيه من تصريحات للأستاذ الدكتور أحمد المتبولى تختلف تماما عن التصريحات، التى نشرت فى «الشروق»، وأخذت منها نص تعليق الدكتور متبولى فيما كتبته عن نشيد شالكة، وبالتالى لم يأخذ منى محمد أحمد شيئا، ولم أخذ منه شيئا.. وإذا كان هو اعتذر فى تعليقه عن اتهام وجهه لى قراء وهو ليس مسئولا عنه، فإن من حقه أن أوضح له أن جملة «إذا كان هناك من يلام فهو ليس أنا، وإنما هذا الذى كتب..»، وقد أوضحت أنه على الرغم من ذلك فإنى لا يمكن ان أتهم زميلا أو كاتبا أو جريدة زميلة ردا على اتهامى..». وكان ذلك حقيقا وكنت فيه صادقا، ولا أعنى أنه أخذ منى بالنقل أو بالاقتباس لأن اختلاف النصين كان واضحا تماما. إنما أردت فقط أن أبلغ من يطلقون اتهام السرقة أن كيل الاتهامات مسألة سهلة جدا..! ولا أخفى هنا حقا إعجابى بما كتبه الأستاذ محمد أحمد فى مقاله «هيا بنا نشجع شالكة».. إلا أن غضبى لاتهامى بما ليس فى كان شديدا، والآن لعلها فرصة أن أعبر عن تأييدى له فيما ذهب إليه. أنا شخصيا أصبحت محبا لفريق شالكة، كما إذا صدقت قصة أناشيد الأندية الألمانية وتباهيها بألوان الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فإنى سعيد بتلك الأندية، وراجيا أن نبحث فى تلك الأناشيد، التى يعود بعضها إلى أكثر من مائتى عام.. ويبقى أن القصة كلها بالفعل كانت توارد خواطر، فلا سارق ولا مسروق كما علق القارئ مصطفى غريب بحكمة. وأخيرا.. هل يستحق تعقيب الأستاذ محمد أحمد وما جاء فيه من اعتذار عن اتهام هو ليس مسئولا عنه ولم يوجهه.. هل يستحق تخصيص مساحة هذا المقال للتعليق على تعقيبه؟! نعم يستحق.. ويستحق أكثر من ذلك، فإذا كنا نسحب سيوفنا من أغمادها فى وجه أى اتهام، فإنه من واجبنا أن نشهر تلك السيوف من أجل إحياء القيم الأخلاقية التى تموت.. أو ماتت فى مجتمعنا..!