نظم عدد من الأطباء ببعض مستشفيات القاهرة والمحافظات، وقفات احتجاجية صامتة للمطالبة بمحاكمة أمناء الشرطة المعتدين على طبيبي المطرية، وحماية المستشفيات من الاعتداءات عليها. يأتي ذلك تنفيذا لقرار الجمعية العمومية الطارئة للأطباء، التي انعقدت يوم الجمعة 12 فبراير الماضي. وشاركت في الوقفة الاحتجاجية بالقاهرة مستشفيات المطرية التعليمي، والزاوية الحمراء، والعباسية للصحة النفسية، ومنشية البكري، والمنيرة، فيما خلت بقية المستشفيات من الوقفات الاحتجاجية. في الوقت نفسه، لم تبدأ الوقفات الاحتجاجية في كل المستشفيات في ميعاد محدد، حيث بدأت وقفة المستشفى المطرية في التاسعة والربع صباحا، فيما بدأت وقفة مستشفى المنيرة في الثانية عشرة ونصف ظهراء، وتفاوتت مواعيد البدء في المستشفيات الأخرى. وقالت منى مينا وكيل نقابة الأطباء، والتي شاركت في وقفة «المطرية»، في تصريحات ل«الشروق»، إن الوقفات لم تبدا بالمستشفيات في ميعاد محدد لأن النقابة العامة للأطباء لم تحدّد ساعة معينة لبدء الوقفات وتركت تحديد الموعد للأطباء حسب ضغط العمل بكل مستشفى. ورفع الأطباء عدد من اللافتات منها «كرامتنا خط أحمر»، و«العدل أساس الملك»، و«كرامة المريض من كرامة الطبيب»، و«حاتم لازم يتحاكم»، و«هي فوضى». وقال محمد شوقي محمد مدير مستشفى المنيرة العام، إن المستشفى يعاني يوم السبت من ضغط شديد بالعمل، حيث يوجد بعياداته الخارجية ما لا يقل عن ألفي مريض، لذا تقرر تأخير ميعاد الوقفة الاحتجاجية بضع ساعات حتى يقل ضغط المرضي. وأضاف أن المستشفى ترك الخيار للأطباء للمشاركة في الوقفة الاختجاجية، في ظل تعليمات النقابة العامة للمطالبة بحماية المستشفيات من التعديات عليها وحماية الأطباء أثناء العمل. من جانبه، قال أحمد شوقي عضو مجلس نقابة أطباء القاهرة، والذي شارك في وقفة «المنيرة»، في تصريحات ل«الشروق»، إنه حتى الآن لم يرد الرئيس أو وزير الصحة على مطالب الأطباء بمحاكمة المعتدين، مضيفا أن القانون لا يأخذ مجراه وهناك "بطئ شديد" في الإجراءات ولا يدري لمصلحة من يحدث هذا. وتابع شوقي: "عدد الأطباء المشاركين في الوقفات ليس كبيرا، لأنها مجرد وقفة رمزية". أما خالد سمير عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، والذي شارك في وقفة الأطباء بالعباسية، فقال إنه تم التنبيه على الأطباء بأن تكون الوقفات صامتة، ومنع أي لافتات تحمل شعارات سياسية، وأن تكون الوقفة بحد أدنى 30 دقيقة، و بحد أقصى ساعة، على أن تكون هناك مرونة في مواعيد الوقفات تبعا لما يراه الأطباءفي كل مستشفى حتى لا يتأثرأى مريض . وأضاف «سمير»، في تصريحات ل«الشروق»، أن الأطباء بعثوا برسالة من خلال وقفاتهم وهي إصرارهم على تطبيق القانون بالمساواة على الجميع، والدفاع عن كرامة المواطن المصرى، هذا بالإضافة إلى جرس الإنذار الذي وجهوه يوم الجمعية العمومية لما وصلت إليه انتهاكات البعض للقانون. وتابع: "عدم التحرك بالسرعة المطلوبة وتطبيق القانون، بعث برسالة خاطئة أدت إلى ما حدث في حادثة الدرب الأحمر، إلا أن تصريحات الرئيس ووعده بصدور تشريع خلال 15 يوما لإعادة الانضباط والمحاسبة يفتح باب الأمل من جديد لعودة العدالة". وفي سياق متصل، شهد مستشفيي بولاق الدكرور وبولاق أبو العلا العام، تجاهلا لقرار الجمعية العمومية للأطباء بدعوتها كل المستشفيات بتنظيم وقفة احتجاجية لمدة ساعة بدون شعارات سياسية. وقال عامر أحمد وكيل مستشفى بولاق الدكرور ل«الشروق»، إنه لم يتم تنظيم أي وقفات بالمستشفى ولا نعلم عنها شيئا، مضيفا أنه لم يصل أي فاكسات من نقابة الأطباء حول تنظيم وقفات من عدمه. فيما امتنع مدير مستشفى بولاق أبو العلا العام، عن مقابلة محرر «الشروق» لسؤاله عن حيثيات الوقفة الاحتجاجية، بتنفيذها من عدمه، بينما أجاب مدير مكتبه أنه لن يكون هناك أي وقفات احتجاجية، ولم يتواصلوا مع نقابة الأطباء بشأن ذلك. وقال دكتور بمستشفى بولاق أبو العلا، رافضا ذكر اسمه، إنه ضد الإضراب وتعطيل العمل حتى لا يتأذى المريض، ونتسبب في تدهور حالته أو وفاته، متوقعا عدم تنفيذ كل الأطباء لهذا القرار بالمستشفيات.
