• المطربون يلجأون للأرقام الوهمية من أجل التواجد وأشياء أخرى • حلمى بكر: جريمة ترتكب باسم الفن وال 3500 مشاهدة ب100 دولار «يا بلاش» • على الحجار: هناك كتائب تلعب فى الأرقام وحصلت على 12 ألف دولار من فضائية بعد أن وصلت المبيعات فى سوق صناعة الأغنية إلى ارقام متدنية للغاية فى عالمنا العربى وأصبحت الأرقام من وجهة نظر النجوم لا تليق بنجوميتهم وجد الكثيرين منهم ضالتهم فى أمر آخر يمكنهم ان يتحكموا فيه من خلال ارقام نسب المشاهدة على الإنترنت على الموقع الأشهر فى عرض الكليبات (اليوتيوب)، وأصبح كل مطرب يعلن عن الرقم الذى يتناسب مع شعبيته ونجوميته مما يطرح سؤالا مهما جدا هل هذه الأرقام حقيقية بمعنى ان لغة الملايين التى يعلنها كل مطرب على حسابه الشخصى حقيقية ام انها وهم وخدعة جديدة للترويج لأعماله التى يطرحها من وقت لآخر عالميا هناك ارقام ضخمة اعلنت عن اغنية مثل اغنية المغنية البريطانية أديل Hello التى تخطت أعداد مشاهدتها على موقع «يوتيوب» إلى مليار مشاهدة خلال ثلاثة أشهر من طرح الأغنية. وذكرت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية أن أغنية أديل الجديدة حققت مليار مشاهدة على يوتيوب بعد 88 يوما فقط من تحميل الأغنية على الموقع. وأشارت إلى أن هذه النسبة تمثل أسرع مرة وصل فيها فيديو على الموقع إلى مليار مشاهدة خلال مدة قصيرة لتتفوق «Hello» على أغنية «جانجام ستايل» لمغنى الراب الكورى الجنوبى «ساى» التى حققت مليار مشاهدة على يوتيوب بعد 159 يوما من طرحها. وهذه الأرقام لا يمكن التشكيك فيها لأن الأمور هناك تدار بشكل فيه قدر كبير من المصداقية ولا يترك للصدفة أو للكتائب التى يتم استئجارها لرفع نسب المشاهدة، كما يحدث فى عالمنا العربى حيث يلجأ بعض المطربين لشراء مشاهدين وهناك مكاتب تفعل ذلك، كما يقول الملحن الكبير حلمى بكر، والذى أضاف أن ما يحدث فى مصر جريمة فى حق الأغنية فكل نسب المشاهدة غير حقيقية ويفجر بكر مفاجأة بقوله إن الثلاثة آلاف وخمسمائة مشاهدة تتكلف 100 دولار، وبالتالى أى مطرب لو رصد لهذا الأمر عشرة آلاف دولار، وهو رقم ليس بالكبير، فيمكنه ان ينافس أى مغنٍ عالمى. وقال بكر إن لعبة المشاهدات ليست فى الأغنية فقط لكنها تحدث فى البرامج وغيرها لأن كل قناة الآن لها قناة موازية على اليوتيوب ومن صالح أى مقدم برامج وأى قناة ان يكون لديها ارقام كبيرة حتى يصطاد المعلن، وللأسف نحن دائما نستغل التكنولوجيا بشكل خاطئ جدا فى كل حتى وصلنا لما نحن فيه الآن كل مطرب يخرج عليك بأرقام وهو يعلم ان هناك مكتبا يذهب اليه لكى يرفع من ارقام مشاهدة اعماله لذلك اقول للجمهور لا تبهروا بما يردده بعض نجوم الغناء كلها حيل معروفة ومحروقة.
واضاف كنت اتمنى ان يهتم كل مطرب بالأغنية التى يقدمها وليس بعدد المشاهدين وانتشار الأغنية يكون بجودتها وليس بشىء آخر حتى الآن اعمال الكبار مازالت تبيع وحتى عندما تم وضع التراث على اليوتيوب وجد اقبالا كبيرا من الجماهير وهذا يعنى ان الجيد سوف يجد صدى ولو بعد مائة عام من طرحها. المطرب على الحجار قال لا يمكن أن يشكك أحد فى الأرقام التى تعلن لكن هذه الأرقام لا تعكس اعجابا بالعمل ربما ادخل لمدة دقيقة ولا أستكمل المشاهدة وهنا دخولى تحول إلى رقم وبالتالى فالأرقام بالضرورة لا تعكس قيمة العمل واعجاب الناس به بدليل ان هناك اغانى خليعة قد تجد مشاهدة اكبر، وقال الحجار وانا اتفق تماما مع ما يقال ان هناك كتائب تستأجر لرفع نسب المشاهدة وهناك مطربون يطوعون معجبيهم لخدمة هذا الغرض وهذا تطور لما كان يحدث فى الماضى فى البرامج التى كانت تقدمها الشاشة التليفزيونية والإذاعة، حيث كان كل مطرب يدفع معجبيه للاتصال بالبرنامج لطلب اعماله وكان هناك مطربون يرسلون معجبيهم لشراء المقاعد خلال الحفلات أى أن الظاهرة موجودة منذ فترة ولكنها تتطور حسب مقتضيات العصر. وأضاف الحجار أن السعى وراء نسب المشاهدة له شق فنى وآخر تجارى الفنى حتى يظهر المطرب انه فنان مرغوب فيه والشق التجارى ان قناة الفنان عندما يصل الزوار لأرقام كبيرة تجد الشركات المعلنة تسعى للإعلان عليها وهنا يمكنه ان يواصل المشوار دون ان يحتاج للمنتج، موضحا: حصلت أخيرا على 12 الف دولار من إحدى القنوات الخاصة بعد أن عرضت اغنية لى وعندما ارسلت لجوجل عن طريق مدير قناتى على الإنترنت تم انذار القناة ومنحها مهلة اسبوع وألا سيتم ايقافها وفعلا اتصلت القناة بى ودفعت، وقال الحجار ان مدير قناتى صمم على استكمال الإجراءات رغم ان المسئولين عن قناة اصدقائى لأن الأمر تكرر من قبل ووجدت ان كلامه منطقى واضاف على كل هذا يدور فى اطار الأسباب التى تجعل هناك اهمية للغة الأرقام على الإنترنت. وأضاف على الحجار ان لغة ارقام مبيعات السى دى والكاسيت كانت افضل للمطرب وكانت تحقق العدل للجميع لسبب بسيط ان الشركة والمطرب لا يمكنه شراء الألبومات من الأسواق وفى نفس الوقت البيع يحقق هدوءا نفسيا للمطرب لأنه يشعره أولا بأول بقيمة ما يقدمه حتى ولو انحازت المبيعات لأعمال دون المستوى فى بعض الأحيان. أما الموسيقار صلاح الشرنوبى فقال إن الشىء الحقيقى والوحيد الذى يعبر على نجاح الأغنية هو حجم ترديدها فى الشارع، فى الماضى الأغنية التى تجد قبولا من الناس كنت تجدها تذاع فى المقاهى فى الفضائيات وعندما كنا نسافر إلى الخارج كنا نجدها ايضا تتردد بين الناس وهذا هو المعنى الحقيقى للنجاح اما ما يحدث الآن فهو كما تقول امورا ترويجية مع الأسف الشديد واضاف صلاح ان هناك متخصصين فى السوشيال ميديا كل مهمتهم رفع نسب المشاهدة وتنشيط صفحات وقنوات الفنانين على اليوتيوب، وهناك طريقتان لتنشيط الأولى هى الاستخدام الحقيقى والواقعى والعادل وهذه لها ثمن والأخرى لا تعتمد على الحقيقة أى أنها تزيف الواقع وتعطيك ارقاما مضروبة لكى تدفع أصحاب الصفحة لمنطقة معينة من الأرقام حتى يبدو وكأنه مؤثر بفنه وهذه لها ثمن آخر. وأضاف صلاح أن الواقع الآن تغير تماما والحسابات اختلفت تماما واصبح اسم المطرب لا يقاس بالبيع لكنه يقاس وفقا لمنطق العصر ولغة الديجيتال بمعنى كم يساوى فى الرينج تون وكم يساوى فى القناة الخاصة به والتى يطلقها مع احدى شركات الاتصال كل هذه الأمور هى المتحكمة فى الأمر، اما الفن فلم يعد له اهتمام سواء من المطرب أو الشركات أو أى شخص لذلك سوف تجد كما هائلا من الأغانى الإباحية هى التى تتصدر المشهد وهى التى يدعمها المنتج والمعلن والإذاعات والفضائيات كل هذا من اجل نسبة المشاهدة لذلك اقول عليه العوض وربنا يستر لأن وفقا لهذا المنطق فالقادم لن يكون افضل على الإطلاق.