الأغنية حققت 200« مليون مشاهدة » ولا يعرف مصير خطوته التالية يسعى للاتفاق مع مطربين لتقديم دويتوهات معهم وشيرين عبد الوهاب رفضت المغامرة اشترى مشاهدات لكليب «معلم» ولم يتصور أن يكون ضحية «مارد» اليوتيوب فى العام 1988 أطلق مفجر ثورة الموسيقى وقائد كتيبة التغيير حميد الشاعرى أول ألبومات مطرب شاب - وقتها - يدعى على حميدة حاملًا عنوان «لولاكى»، ألبوم حمل طعمًا مختلفًا وموسيقى كانت تبدو غريبة على أذان المستمع العربى الذى كان يعيش تحت تأثير روعة أغنيات عبد الحليم حافظ ومحرم فؤاد ومحمد رشدى، جيل تأثر كثيرًا بالموجى وبليغ حمدى، كان الوسط الموسيقى فى هذا التوقيت يمر بمرحلة انتقالية فى شكل الأغنية المصرية يقودها رموز هذا العصر محمد منير وعلى الحجار وهانى شاكر ورفاقهم، كان المزاج العام لا ينبئ بظهور موضة موسيقية جديدة وقتها، حيث كانت ثورة حميد الشاعرى على الموسيقى التقليدية فى طور الاكتمال بعدد من الألبومات الصاخبة ذات الفكر الموسيقى الجديد، كان ظهور مطرب ذات مواصفات شكلية غريبة على المجتمع المصرى بشعره الطويل وملابسه الشبابية «الكاجوال» المتمردة على موضة السبعينيات يخرج علينا بموسيقى خفيفة وسريعة الريتم وهو يقول «لولاكى.. لولا لولا لولا» أمر غير متوقع، وكما كان ظهوره غير المتوقع جاء نجاحه بالشكل نفسه، فحقق الألبوم أكبر نسبة مبيعات فى سوق الكاسيت العربية من العام 88 وحتى يومنا هذا ما بين أربعة ملايين وستة ملايين نسخة تقريبًا، لم يخلو بيت فى مصر من نسختين وربما ثلاث من الألبوم، الجميع يحتفل على نغمات الأغنية ويرقص عليها، فى الشوارع، على النواصى، فى الأفراح، داخل أماكن السهر وفى الملاهى الليلية.. نجاح ربما لم يذق طعمه مطرب بعد على حميدة، هذا النجاح استثمره صاحبه خير استغلال فراح يغنى فى كل مكان أغنيته الشهيرة ويتقاضى الأجر الأعلى بين أبناء جيله والأجيال السابقة له، نجاح ظن معه الجميع أن هذا هو المطرب المقدر له الجلوس على القمة دون منافس ودون أى مصدر ازعاج من مطربين لم يحقق أهمهم ربع مبيعات ألبومه، لكن لأن الرياح عادة تأتى بما لا تشتهى السفن غرق صاحب المجد فى ملذات نجاحه لعدة سنوات دون أن يجلس مرة مع نفسه ليخطط شكل عودته بعد كل هذا النجاح وتقدير قيمة التحدى الذى يواجهه ألبومه الجديد بعد «لولاكى» الذى لو حقق مبيعات تصل إلى 2 مليون نسخة سوف يراه البعض ألبومًا فاشلًا - رغم عدم وجود ألبوم فى تلك الفترة يصل إلى مليون نسخة مبيعات وإن حدث فيكون «كسر الدنيا» -، وبالفعل اصطدم المطرب الذى حير الجميع بنجاحه بواقع السقوط سريعًا فى بئر النسيان وكأن شيئًا لم يكن، وكأنه لم ينجح ولم يتربع على القمة ولم يعرف يومًا نشوة الجلوس على عرش المغنين، راح على حميدة ضحية أغنية «كسرت الدنيا» ولم يكررها. وفى العام 2015 وقفت طويلًا أمام نموذج جديد لعلى حميدة، مع بداية العام صدرت أغنية «معلم» للمطرب المغربى سعد المجرد، استمعت للأغنية على اليوتيوب ولم تكن قد حققت المليون العشرين فى المشاهدة وقتها، تنبأت لصاحب الأغنية بالنجاح تحمست له وكتبت عنه وكنت أرى فيه نموذجًا جديدًا لمطرب قادر على منافسة الكبار، مرت الأيام والأسابيع والأغنية فى رحلة صعود واضحة لتتجاوز مع نهاية العام 200 مليون مشاهدة على اليوتيوب فى سابقة هى الأولى من نوعها فى عالمنا العربى، على الرغم من عدم تحقيق أغنيته الأخرى «باغية واحد» لبعض من تلك الملايين، سمعت من بين ما سمعت أن المجرد لجأ لحيلة شراء مشاهدات من اليوتيوب فى بداية بث الأغنية، وإن صح ما قيل فإن الأمر حدث فى البداية لكنه ليس وحده المسئول عن كل تلك الضجة وتخطى الأغنية لحاجز 200 مليون مشاهدة، وإنما كان شراء مشاهدات مجرد دفعة أولية للعمل.. انتظرت طويلًا الخطوة الثانية لصاحب الأغنية فوجدته يحاول التمسح فى شيرين عبد الوهاب ويعلن عن دويتو يجمعه بها، وهنا بالتحديد توقفت طويلًا، فالمطرب الشاب يعيش نفس أزمة على حميدة التى واجهها بعد «لولاكى» فلو طرح أغنية جديدة وحققت 100 مليون مشاهدة فسوف يتهمه الجميع بالفشل لأنه لم يكسر الرقم القياسى الذى حققه سابقًا فى «معلم» على الرغم من عدم وصول أيًا من مطربينا لهذا الرقم من الأساس، إذن كان لابد من وجود «حيطة مايلة» يلقى عليها المطرب الشاب باللوم فى حالة فشل أغنيته الجديدة، فكان لابد له أن يسعى إلى وجود «محلل» يستطيع من خلاله التملص من نجاح «معلم» لكن يبدو أن ذكاء شيرين - وغيرها بالمناسبة لأنى أعرف أنه تقدم بالعرض نفسه لنجم شاب لكنه رفض المغامرة معه - قادها إلى تسويف الفكرة أو إلغاء المشروع كاملًا خوفًا من أن تتحمل وحدها نتيجة الفشل الذى هو فى الأصل نجاح فى حال تحقيقها لمليون مشاهدة على سبيل المثال.. إذن نحن أمام نموذج مطرب بالفعل يعيش أزمة النجاح المبالغ فيه خاصة مع عدم امتلاكه الكاريزما القادرة على صناعة نجم يخشى من منافسته الكبار.. ولعل وقت ظهور الحقيقة ليس ببعيد فبالتأكيد سيحاول صاحب ال 200 مليون مشاهدة العمل خلال هذا العام على أغنية جديدة، وقتها فقط يمكن أن نجلس ونحلل النتائج.. فلننتظر.