مع اقتراب انطلاق بطولة كأس العالم للشباب التى تستضيفها مصر فى الفترة من 25 سبتمبر حتى 16 اكتوبر، يسعى الجهاز الفنى بقيادة التشيكى ميروسلاف سكوب، للوصول باللاعبين إلى أعلى درجات التركيز، حتى يكونوا جاهزين لتحقيق أحلام الجماهير المصرية والوصول إلى المربع الذهبى على اقصى تقدير، خاصة ان اتحاد الكرة لم يبخل على المنتخب بشىء منذ التعاقد مع سكوب العام الماضى. وفى الوقت الذى يحاول المدير الفنى فرض حالة من الاستقرار على المنتخب فوجىء بمطالبة اندية الأهلى وحرس الحدود وغزل المحلة والإسماعيلى باستعارة لاعبيها الموجودين فى معسكر المنتخب للاستعانة بهم فى مباريات الدورى، وهو مايرفضه سكوب بشده لقناعته بانه سيستهلك الكثير من الوقت لإعادة اللاعبين الذين سيشاركون فى الدورى لوعيهم الفكرى والتكتيكى، لاسيما مع اختلاف طريقة لعب المنتخب مع الأندية، فضلا عن ان موافقته فى الوقت الحالى ستفتح الباب على مصراعيه امام الأندية لإعادة طلب الحصول على لاعبيها من جديد، ولن يعود ذلك بالنفع على منتخب الشباب، بينما ترى الأندية الأربعة أن من حقها ان تستعين بلاعبيها فى ظل الأزمات التى تواجهها من إصابات لعناصرها الأساسية وانه من الطبيعى أن تحصل على اللاعبين الذين تعاقدت معهم من أجل الاستفادة من جهودهم وليس من اجل الحرمان منهم وقت الحاجة إليهم، ويتزعم هذه الأندية الأهلى الذى طلب استعارة مهاجميه محمد طلعت وأحمد شكرى لمدة 48 ساعة فقط للمشاركة مع الفريق فى مباراة اتحاد الشرطة الماضية وتعويض النقص العددى الذى واجه الفريق فى خط الهجوم بعد إصابة الليبيرى فرانسيس وأسامة حسنى وأحمد بلال ومحمد فضل وعماد متعب واقتصار المهاجمين على هانى العجيزى فقط، وهو المأزق الذى دفع الأهلى للتمسك بموقفه فى ضرورة انضمام اللاعبين، مستندا إلى لوائح الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» التى تعطى الحق للأندية فى عدم التخلى عن لاعبيها للمنتخبات الوطنية سوى قبل المباريات الرسمية ب72 ساعة وانهم لايريدون الدخول فى صدام مع سكوب ولكن الضرورة وحدها هى التى تدفعهم لطلب الاستعانة بطلعت وشكرى. ولم يختلف الحال مع فريق غزل المحلة بعدما وصل الأمر إلى قيام شريف الخشاب المدير الفنى للغزل بالتهديد باستدعاء لاعبيه أحمد مجدى وصلاح سليمان عنوة، دون الرجوع لاتحاد الكرة فى حالة السماح للأهلى بضم طلعت وشكرى، معتبرا انه من حقه الاستعانة بلاعبية أسوة بما يحدث مع الاندية الاخرى وانه لن يتنازل عن الحصول على خدمات مجدى وسليمان اللذين يعتبرهما الخشاب أحد العناصر الأساسية لفريق المحلة ويزيد من حدة الأمر دخول الخشاب فى حالة عناد مع الجهاز الفنى لمنتخب الشباب منذ عودته لتولى المسئولية لفريق المحلة نهاية الموسم الماضى بعد ان تفاقمت الازمة بينه وبين الجهاز الفنى بسبب طلبه المستمر للاعبيه فى المباريات الأخيرة من الدورى فى ظل النقص الحاد الذى يعانى منه فريقه لغياب اللاعبين المؤثرين القادرين على تشكيل إضافة حقيقية على أداء الفريق الذى يرغب فى النجاة مبكرا من شبح الهبوط وتجاوز محنة العام الماضى الذى كان فيه الغزل قاب قوسين من الهبوط لدورى المظاليم. وفى الإسماعيلى يرى الجهاز الفنى أن فريقه فى حاجة ماسة للمدافع الصاعد أحمد حجازى بعدما كشفت مباراتا الإسماعيلى فى الدورى وجود خلل فى خط الدفاع يستدعى وجود مدافع قوى لديه القدرة على قيادة الخط الخلفى وعبور عقبة إنبى، والأمر نفسه يتكرر فى حرس الحدود، حيث يعول مديره الفنى طارق العشرى الكثير على مدافعه إسلام رمضان ويرى ان وجوده مع الفريق مؤثر للغاية خلال مباراة طلائع الجيش. ومع اختلاف الدوافع عند الأندية الأربعة تظل الأزمة قائمة وتبحث عن تدخل عاجل من سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة وهانى ابو ريدة المشرف العام على المنتخب لإرغام الأندية على ترك اللاعبين فى معسكر منتخب الشباب وعدم تكرار الأزمة التى راح ضحيتها المنتخب الوطنى قبل مباراة الجزائر فى التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب افريقيا، حينما أصرت أندية الأهلى وإنبى وحرس الحدود على الاحتفاظ بلاعبيها لخوض مباريات الإياب فى بطولة كأس الاتحاد الإفريقى «الكونفيدرالية» وكانت النتيجة خسارة المنتخب الوطنى لمباراته المهمة امام الجزائر 3/1 بعدما فضلت الأندية مصلحتها على مصلحة منتخب مصر.