في استجابة سريعة للتقارير العديدة التي بثتها مواقع الإنترنت عن التعديلات الأخيرة التي طرأت على قواعد استخدام موقع "فيس بوك" الاجتماعي الشهير ، طمأن الرئيس التنفيذي للموقع نفسه زائري الفيس بوك بأن أعضاء الموقع أنفسهم وليس الموقع نفسه هم الذين يملكون ويتحكمون في المعلومات الخاصة لهم على الموقع وليس أي طرف آخر. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير مطول لها يهم كافة مستخدمي شبكة الإنترنت وتحديدا أعضاء موقع "فيس بوك" أن طبيعة هذا الموقع ونظام الدخول إليه والحصول على عضويته واستخدام مميزاته طرحت قضية التوازن المطلوب بين ميزة تبادل المعلومات بين الأفراد وقضية "من الذي يسيطر على هذه المعلومات على شبكة الإنترنت"؟ واندلع هذا الجدل في أعقاب قيام صاحب إحدى المدونات المهتمة بالدفاع عن حقوق المستهلكين في الولاياتالمتحدة بنشر وتوضيح سلسلة من مقتطفات مما اعتبره "لغة غير واضحة" وردت على بعض عبارات "قواعد الاستخدام" ، والتي ذكر أن الأغلبية العظمى من زائري مواقع الإنترنت يوقعون عليها دون الاطلاع عليها بشكل دقيق ، وبالتالي فهم لا يعرفون التبعيات القانونية والأخلاقية المترتبة على استخدامهم لبعض المواقع ومن بينها بياناتهم وصورهم الشخصية على الفيس بوك. وتمنح تلك الصفحات التي تسمي نفسها "شروط الخدمة" رخصة للشركات للاحتفاظ ببيانات العملاء ، وبدون دراية العملاء غالباً ما تعطي تلك الصفحات حقوقا كثيرة للشركات التي تدير المواقع. وقد قام موقع "فيس بوك" خلال الشهر الحالي بتغيير شروطه ، وأزال إمكانية أن يلغي أحد مشتركيه حسابه من عليه قائلاً إنه يمكن استدعاء جميع البيانات التي تم مسحها. ومن جانبه ، قال مارك زاكلابرج المدير التنفيذي لموقع "فيس بوك" إن مبدأ المحافظة على رغبات المشترك كيفما يريد لم تتغير أبداً ، ولكنه لم يعلق على تغيير الشروط السالف ذكرها. ولم تكن التغييرات المذكورة في شروط العضوية ظاهرة أو ملحوظة بالشكل المطلوب ، وبمنتهى البساطة ، يمكن القول إن تلك الشروط تعتبر أن من حق فيس بوك صاحب ال175 مليون مشترك استخدام أي بيانات عليه كيفما يشاء. وقالت المدونة نفسها إن حوالي 300 ألف مستخدم اتفقوا على عبارة واحدة وهي أن "فيس بوك أصبح يمتلكنا". وإزاء هذه المشكلة ، سارع القائمون على إدارة موقع "فيس بوك" إلى التأكيد على أنهم لا يسعون إلى أي شيء من ذلك القبيل على الإطلاق ، ولكن إذا قام صاحب أي حساب بإغلاق حسابه ، فإن هذا لا يعني أن تعليقاته السابقة على صفحات أصدقائه سيتم إلغاؤها ، بل على العكس ستظل موجودة وسيكون واضحاً أيضاً أن صاحبها لم يعد من مشتركي فيس بوك.