أسعار اللحوم والأسماك اليوم 27 يونيو    الأرصاد الجوية تكشف موعد انخفاض درجات الحرارة    ليه التزم بنظام غذائي صحي؟.. فوائد ممارسة العادات الصحية    إصابة فلسطينيين اثنين برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحام مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم    غارة إسرائيلية تستهدف مبنى شمال مدينة النبطية في عمق الجنوب اللبناني    يورو 2024| «يلماز» رجل مباراة تركيا والتشيك    7 معلومات عن أولى صفقات الأهلي الجديدة.. من هو يوسف أيمن؟    والدة لاعب حرس الحدود تتصدر التريند.. ماذا فعلت في أرض الملعب؟    هانئ مباشر يكتب: تصحيح المسار    إعلان نتيجة الدبلومات الفنية الشهر المقبل.. الامتحانات تنتهي 28 يونيو    مسرحية «ملك والشاطر» تتصدر تريند موقع «إكس»    دعاء الاستيقاظ من النوم فجأة.. كنز نبوي منقول عن الرسول احرص عليه    جالانت: لا نريد حربا ضد حزب الله لكن بإمكاننا إعادة لبنان إلى "العصر الحجري"    إصابة محمد شبانة بوعكة صحية حادة على الهواء    موظفو وزارة الخارجية الإسرائيلية يهددون بإغلاق السفارات    فولكس ڤاجن تطلق Golf GTI المحدثة    فى واقعة أغرب من الخيال .. حلم الابنة قاد رجال المباحث إلى جثة الأب المقتول    بعد اجتماع اللجنة المرتقب.. هل هناك زيادة متوقعة في تسعير البنزين؟    حظك اليوم| برج الأسد 27 يونيو.. «جاذبيتك تتألق بشكل مشرق»    حظك اليوم| برج الجدي الخميس27 يونيو.. «وقت مناسب للمشاريع الطويلة»    جيهان خليل تعلن عن موعد عرض مسلسل "حرب نفسية"    حظك اليوم| برج العذراء الخميس 27 يونيو.. «يوما ممتازا للكتابة والتفاعلات الإجتماعية»    17 شرطا للحصول على شقق الإسكان التعاوني الجديدة في السويس.. اعرفها    سموحة يهنئ حرس الحدود بالصعود للدوري الممتاز    مجموعة من الطُرق يمكن استخدامها ل خفض حرارة جسم المريض    الكشف على 1230 مواطنا في قافلة طبية ضمن «حياة كريمة» بكفر الشيخ    أشلاء بشرية داخل القمامة تثير الذعر بأوسيم.. وفريق بحث لحل اللغز    "الوطنية للإعلام" تعلن ترشيد استهلاك الكهرباء في كافة منشآتها    منير فخري: البرادعي طالب بالإفراج عن الكتاتني مقابل تخفيض عدد المتظاهرين    هل يوجد شبهة ربا فى شراء شقق الإسكان الاجتماعي؟ أمين الفتوى يجيب    إبراهيم عيسى: أزمة الكهرباء يترتب عليها إغلاق المصانع وتعطل الأعمال وتوقف التصدير    سيدة تقتحم صلاة جنازة بالفيوم وتمنع دفن الجثمان لهذا السبب (فيديو)    محاكمة مصرفيين في موناكو بسبب التغافل عن معاملات مالية كبرى    العمر المناسب لتلقي تطعيم التهاب الكبدي أ    نوفو نورديسك تتحمل خسارة بقيمة 820 مليون دولار بسبب فشل دواء القلب    رئيس قضايا الدولة يُكرم أعضاء الهيئة الذين اكتمل عطاؤهم    الجيش البوليفي يحاول اقتحام مقر الحكومة في انقلاب محتمل    ملخص وأهداف مباراة جورجيا ضد البرتغال 2-0 فى يورو 2024    هيئة الدواء المصرية تستقبل وفد الشعبة العامة للأدوية باتحاد الغرف التجارية    بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم.. والأرصاد الجوية تكشف موعد انتهاء الموجة الحارة    الدفاع السورية: استشهاد شخصين وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلى للجولان    إجراء جديد من جيش الاحتلال يزيد التوتر مع لبنان    وزراء سابقون وشخصيات عامة في عزاء رجل الأعمال عنان الجلالي - صور    لإنهاء أزمة انقطاع الإنترنت.. توصيل 4000 خط تليفون جديد بالجيزة (تفاصيل)    بسبب عطل فني.. توقف تسجيل الشحنات ينذر بكارثة جديدة لقطاع السيارات    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 27 يونيو 2024 في البنوك (التحديث الأخير)    الحكومة تحذر من عودة العشوائية لجزيرة الوراق: التصدى بحسم    "ما علاقة هنيدي وعز؟"..تركي آل الشيخ يعلق على ظهور كريم عبدالعزيز مع عمالقة الملاكمة    خالد الغندور: «مانشيت» مجلة الأهلي يزيد التعصب بين جماهير الكرة    ميدو: الزمالك «بعبع» ويعرف يكسب ب«نص رجل»    انقطاع الكهرباء عرض مستمر.. ومواطنون: «الأجهزة باظت»    مدير مكتبة الإسكندرية: استقبلنا 1500 طالب بالثانوية العامة للمذاكرة بالمجان    عباس شراقي: المسئولون بإثيوبيا أكدوا أن ملء سد النهضة أصبح خارج المفاوضات    حدث بالفن | ورطة شيرين وأزمة "شنطة" هاجر أحمد وموقف محرج لفنانة شهيرة    تعرف على سبب توقف عرض "الحلم حلاوة" على مسرح متروبول    سماجة وثقل دم.. خالد الجندي يعلق على برامج المقالب - فيديو    حكم استرداد تكاليف الخطوبة عند فسخها.. أمين الفتوى يوضح بالفيديو    هل يجوز الرجوع بعد الطلاق الثالث دون محلل؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكاية فارس.. انتصر فى حرب المخدرات.. ويقاوم فى معركة الإيدز
نشر في الشروق الجديد يوم 01 - 12 - 2015

• مستشار منظمة الصحة العالمية: عدد المصابين تضاعف 18 مرة فى 15 عاما من 50 حالة عام 90 إلى 900 حالة العام الماضى
• مدير البرنامج الوطنى لمكافحة مرض الإيدز بالصحة: 9 آلاف مريض يتعايشون مع الفيروس ويتلقون العلاج
• مصدر: الإصابة بالفيروس بين المواطنين مصرى 100% وليس من الأجانب كما كان يعتقد
• مدير برنامج المكافحة بوزارة الصحة: 23 مركزا للمشورة والفحص الاختيارى
• مدير برنامج الأمم المتحدة للمكافحة: نهدف للقضاء على الإيدز كخطر يهدد الصحة العامة فى 2030
سجلت حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية «الإيدز» فى مصر خلال العام الماضى 900 حالة بعد أن كانت 50 حالة عام 1990 بنسبة ارتفاع بلغت 18 مثلا، بحسب منظمة الصحة العالمية،، مما ينذر بكارثة لعدم وجود توعية كافية بخطورة المرض الذى ينتقل عن طريق العلاقات الجنسية والأدوات التى يستخدمها المصاب بالفيروس وبها دم ويستخدمها شخص آخر تعاطى المخدرات بواسطة حقن الهيروين.
وتسلط «الشروق» الضوء على أبعاد القضية وكيفية مواجهتها فى ذكرى اليوم العالمى لمكافحة الإيدز الموافق اليوم 1 ديسمبر، بالحديث مع شاب استطاع التغلب على إدمان الهيروين بعد إصابته بفيروس نقص المناعة المكتسب «الإيدز» عن طريق الحقن الملوثة.
وترصد رحلته فى التعايش مع المرض، والزواج، أملا فى الشفاء التام ذات يوم، بالإضافة إلى أحدث الإحصائيات بأعداد المصابين والإجراءات الوقائية التى يجب اتباعها لتجنب الإصابة بالفيروس، وضرورة تكاتف الدولة والمجتمع للتوعية بمخاطر الفيروس.
رحلة فارس من التعايش مع الفيروس حتى الانتصار عليه
«كنت أتعاطى المخدرات وأنا عندى 14 سنة، ولم أكتشف أنى مريض بالإيدز إلا عند سفرى إلى الخارج، عند ذلك بدأت أتعاطى الهيروين بشراهة،.. فكانت مأساتى التى أخفيتها عن أمى وأصدقائى».. هكذا أختصر «فارس» مأساته مع فيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، فى حديثه مع «الشروق» تزامنا مع اليوم العالمى لمكافحة الإيدز الذى يحل اليوم.
«فارس» اختار لنفسه اسما «مجازيا» كى يتمكن من الحديث معنا، بالتنسيق مع رئيس الجمعية المصرية لمكافحة مرض الإيدز، سوسن الشيخ، متعللا فى ذلك قائلا: «حتى الآن لا يحظى المتعايش بالقبول من المجتمع على الرغم من الجهود التى تبذل لرفع الوصم والتمييز عن المتعايشين».
ومضى «فارس» فى سرد تفاصيل رحلته، وقال إنه أصيب بفيروس الإيدز عن طريق المخدرات التى كان يتعاطاها وهو فى أولى ثانوى، عندما كان عمره 14 عاما.
وتابع: «بدأت إجراء فحوصات طبية، للعمل فى الخارج، فكانت الصدمة، حيث كشفت التقارير أنى مصاب بالفيروس، فتوقفت إجراءات تعيينه وعاد إلى مصر لتبدأ رحلة المعاناة مع الإدمان ثم العلاج من الفيروس».
وأضاف: «عدت إلى مصر يائسا من الحياة لأنى مريض بأخطر مرض فى العالم، أخبرت والدى وأخى الأكبر، وأخفيت مرضى عن والدتى، وبدأت أتعاطى مخدرات بشكل أكبر بأخذ حقن الهيروين التى كانت السبب فى إصابتى».
وقال إن والده وأخاه كانا يساعدانه فى رحلة العلاج كى يتمكن من وقف التعاطى، ب«ضرب حقن الهيروين، مضيفا: «لكنى كنت أتعاطيها بشراهة لأن حياتى انتهت، فلن أتزوج ولن تكون لى أسرة، والمجتمع سيرفضنى».
أمى عرفت
يقول فارس إنه بدأ رحلة العلاج عندما علمت والدته بأنه مصاب بفيروس الإيدز، وأن حياتها فى خطر وأنه سيكون سببا فى وفاتها، «أفقت وضمير صحى».
وأضاف: قرأت عن المرض وعرفت أنه يضعف جهاز المناعة لدى الإنسان وأنه لا ينتقل من خلال التعامل اليومى للإنسان، وأنا لا اريد أن أموت وأنا أتعاطى المخدرات.
وبدأ فارس رحلة العلاج من المخدرات بعد أن وجد أشخاصا قد تعافوا من التعاطى وخلال فترة العلاج كان محطما كما يقول لإحساسه باليأس من الحياة وألمه خلال توقفه عن التعاطى، مؤكدا أنه نجح فى التعافى من الإدمان بعد عامين من العلاج.
ويرى أن أفضل شخص يستطيع معالجة المدمن هو المعافى من الإدمان، وهو حاليا يعمل معالجا نفسيا لمرضى الإدمان فى مصحات منذ سنة تقريبا.
قصة حب
بعد توقف فارس عن التعاطى، بدأ حياته الجديدة مع فتاة احبها واحبته ليواصل معها مشوار حياته، فصارحها بمرضه وتقبلت الزواج منه، وابلغ أسرتها التى وصفها بأنها كانت مثقفة وسألت عن طبيعة المرض ووافقت على زواجهما منذ عام.
يعيش فارس حياة زوجية سعيدة كما وصفها ويمارس جميع حقوقه الشرعية بالضوابط الطبية المحددة»، والانجاب سيكون عن طريق التلقيح الصناعى.
طبيب جراح
ويروى فارس أنه ذهب إلى مستشفى حميات الإسكندرية كى يتعالج من الإيدز، وأرسلوا عينات التحاليل إلى معامل وزارة الصحة، وبدأ اجراءات صرف العلاج.
ويقول إنه لم يخف مرضه بالفيروس عن أصدقائه المقربين فى العمل أو أقاربه، مبررا ذلك «مريض زى أى مريض فى الدنيا».
صدمة فارس، كما يرويها، فى عدم وجود وعى لدى بعض الأطباء بالإجراءات الوقائية التى يجب اتباعها مع مريض نقص المناعة، وأنه ذهب إلى مستشفى خاص لإجراء جراحة بسيطة لإزالة «خراج» كان فى ذراعه وأخبر الجراح بأنه مريض بالفيروس، فوجد الطبيب يطلب زيادة السعر لأنه سيقوم بالتخلص من أدوات الجراحة، ووافق فارس، وفى يوم إجراء العملية ودخوله غرفة العمليات جاء مدير المستشفى واعتذر له عن إجراء العملية وأنه يجب أن يذهب إلى مستشفى حكومى.
وأضاف فارس أنه ذهب إلى جراح آخر ووافق على إجراء العملية بدون أن يأخذ مصاريف إضافية عن السعر المحدد بعد أن قام باستشارة زملائه بالمستشفى.
وحكى فارس واقعة حدثت له مع طبيب آخر منذ عدة أشهر بظهور ورم فى ظهره وذهابه إلى طبيب أمراض جلدية وقال له الطبيب أنت لديك شخص فى العائلة مريض بنقص المناعة فقلت له: «أنا وأعطانى علاج وشفيت».
يتصل فارس ببعض زملائه المتعايشين للاطمئنان على صحتهم ويكون معظم حديثهم عن نسب الفيروس والاستجابة للعلاج.
وأنهى فارس حديثه مع «الشروق» بضرورة امتناع الشباب عن تعاطى المخدرات وتجنب العلاقات الجنسية غير الشرعية، والحفاظ على صحتهم، وضرورة مواجهة المتعاطين والمتعايشين بالإيدز بمرضهم ويبدأون فى العلاج.
الأمم المتحدة: القضاء على الإيدز فى 2030
قال الدكتور أحمد خميس مدير برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز إن منظمة الأمم المتحدة الأسبوع الماضى أعلنت أنها تريد فى عام 2030 القضاء على الايدز كخطر يهدد الصحة العامة.
وأضاف خميس إن عدد معدل زيادة الحالات السنوية كبير للأسف، وتشير الإحصائيات العالمية، إلى وجود نحو 36.9 مليون شخص متعايش مع فيروس الإيدز حول العالم، منهم 2 مليون شخص مصابون جدد خلال العام الماضى، و1.2 مليون شخص وفيات مرتبطة بالإيدز فى 2014.
وأشار إلى أن من أهم الانجازات انه تم تحقيق أهداف الألفية بالوصول لوضع 15.8 مليون
شخص متعايش عالميا على برامج العلاج وأن المستهدف كان 15 مليونا بنهاية العام الحالى.
وأوضح خميس أن الاستراتيجية العالمية 20162021 هى رؤية عالمية تهدف إلى صفر حالات جديدة وصفر تميز وصفر وفيات مرتبطة بالإيدز، وتنفذ خلال 5 سنوات قادمة تنتهى فى 2021 وتضعنا على الطريق الصحيح من أجل الوصول إلى الهدف العالمى الجديد فى 2030 بالقضاء على الايدز كخطر يهدد الصحة العامة.
وأكد خميس أن الاستراتيجية الوطنية الجديدة فى مصر التى ستبدأ بداية من ديسمبر الحالى وتنهى فى 2020 تهدف إلى جعل 90 بالمئة من الأشخاص المصابين يتلقون العلاج وخفض الحمل الفيروسى لدرجة تمكنهم من العيش حياة طبيعية بدون ظهور أعراض.
وانتهى خميس إلى أنه لنجاح الاستراتيجية فلابد من وجود التزام سياسى على أعلى مستوى فى أى بلد لعدم وجود صعوبة فى تحقيقها.
المصابون فى مصر
قال الدكتور وليد كمال مدير البرنامج الوطنى لمكافحة مرض الإيدز بوزارة الصحة إن عدد المرضى المتعايشين مع الفيروس ويتلقون العلاج يصلون إلى 5500 مواطن، والعدد التقديرى وفقا لبعض الإحصائيات التى أجريت أخيرا يبلغ نحو 9 آلاف.
بينما أشار الدكتور أحمد خميس مدير برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز إلى أنه فى عام 2011 كان عدد الحالات المصابة بالإيدز فى مصر من 200 إلى 300 شخص والعام الماضى ارتفعت النسبة إلى 900 حالة جديدة وحدث تضاعف فى اكتشاف الإصابات وهذا ممكن أن يؤدى إلى زيادة التوعية وإجراء التحاليل والاكتشاف المبكر أو زيادة الإصابات.
وأضاف خميس إلى أن التقديرات تشير إلى وجود 9 آلاف مصاب وعدد المتعايشين الذين يتلقون العلاج نحو 5 آلاف وهذه الأعداد لا تعكس كل أعداد المصابين لأن هناك أشخاصا لا يعرفون أنهم مصابين لوجود قصور فى التوعية وإجرائهم للتحاليل اللازمة لمعرفة إصابتهم.
وأعرب الدكتور نصر السيد مستشار منظمة الصحة العالمية ومساعد وزير الصحة الأسبق للشئون الوقائية عن تخوفه من انتشار مرض الإيدز بصورة مرعبة ليس كونه طبيبا، لأن عدد الإصابات فى سنة 1990 كان 50 حالة، وفى 2014 وصلت الإصابات الجديدة 900 حالة أى تضاعفت 18 مرة خلال 15 سنة، مشيرا إلى أن الفيروس ينتشر بصورة كبيرة، والأرقام المعروفة بالإصابة تمثل العشر فقط، ويمكن أن يكون هناك 9 آلاف مصاب بمصر فى العام الماضى غير معروف.
التغطية العلاجية
أوضح الدكتور وليد كمال مدير البرنامج الوطنى لمكافحة مرض الإيدز بوزارة الصحة إن البرنامج بدأ من أواخر سنة 1986 ودوره التنسيق والتخطيط لكل الأنشطة المتعلقة بالمرض، بالإضافة إلى تنفيذ أنشطة فى مجالات الوقاية وتقديم الرعاية والعلاج للمرضى والمصابين وتهيئة البيئة الداعمة لهم ومنع الوصم والتمييز داخل المجتمع.
وقال كمال إنه يوجد 23 مركز مشورة والفحص الاختيارى وهما مختصان بتقديم التوعية وخدمة الفحص المعملى وخدمة المشورة وخدمات الإحالة لأى فرد فى المجتمع خاصة الفئات الأكثر عرضة للإصابة من الشباب فى إطار عالٍ من السرية والخصوصية.
أضاف كمال إن وزارة الصحة توفر العلاج المضاد للفيروس مجانا لكل المحتاجين من المصابين فى مراكز العلاج فى 10 محافظات موزعة جغرافيا لخدمة جميع المناطق.
وأشار الدكتور أحمد خميس مدير برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز إلى أنه لابد من زيادة التوسع فى تقديم الخدمات العلاجية لمكافحة الإيدز والذى يوزع مجانا بواسطة وزارة الصحة.
وقال خميس إن التغطية العلاجية ليست على المستوى الذى نريد أن نراه ولكنها فى تزايد وأن العلاج ليس فقط دواء ولكنه منظومة يجب أن يكون فيها مقومات تؤدى إلى جودة جيدة لهذه المنظومة لكى يستمر الشخص على العلاج وعدم توقفه عن العلاج والفيروس يرتد ويزيد نسبته بشكل يصل فيها إلى انهيار تام لمناعته.
وأكد الدكتور نصر السيد، مستشار منظمة الصحة العالمية على أن انتشار فيروس الإيدز فى مصر «ليس مستوردا من الخارج»، كما كان يعتقد، مضيفا: «99.9% من انتشار الفيروس عن طريق المصريين فيما بينهم».
وقال السيد: «مشكلة مرض الإيدز إنه يدخل فى أدق أسرار الإنسان وهى العلاقات الإنسانية وخصوصيات الإنسان»، والعلاج يسيطر على المرض وليس شافيا منه.
الوصم والتمييز
يقول مدير برنامج الأمم المتحدة، يوجد دراسات حديثة أجريت فى مصر عن حياة المتعايشين والوصم الذى يتعرضون له فمثلا كان من ضمن نتائجها طرد متعايش من منزله لأن السكان يرفضوا أن يعيش معهم فى نفس العقار، وكثيرا يفقدون أعمالهم، على الرغم من أن انتقال الفيروس حاجة مش سهلة أو العمل مع المتعايش لا يوجد فيه أى ضرر أو خطر، ولكن غياب الوعى يجعل المتعايشين يعانون بشكل مستمر.
وأضاف أن الاستجابة للإيدز موضوع لا يخص قطاع الصحة فقط ولكنه يمس جميع القطاعات وبدون تضافر الجميع لن يتم أى استجابة وأخيرا المسئولين فى الدولة مهتمين بتضافر الجهود.
وقال مدير البرنامج، الضمان الاجتماعى للشخص المتعايش الذى لا يستطيع العمل ويحتاج دعما وبدون التعاون مع وزارة التضامن لن يتم بشكل جيد، مضيفا أنه بدون التعاون مع وزارة الداخلية لن نستطيع الوصول لكثير من الفئات التى تحتاج للتوعية، ومن خلال وزارة الشباب يتم توعية الشباب فى مراكز الشباب، والاستراتيجية الجديدة تتضمن بأن يكون 90% من الشباب يكون عندهم الوعى الكافى وكيف يحمون أنفسهم من الايدز.
ويضيف أن السيدات فى مجتمعاتنا العربية يكن أكثر عرضة بالإصابة بالفيروس لعدم قدرتهن فى اوقات كثيرة على التفاوض مع ازواجهن للحصول على معلومات كافية عن الموضوع أو القيام بعمل التحليل.
المنح الخارجية
وأوضح الدكتور وليد كمال مدير البرنامج الوطنى لمكافحة مرض الإيدز بوزارة الصحة أنه يوجد عدة جهات أجنبية تقدم دعم لبرنامج مكافحة الإيدز بالإضافة إلى بعض مؤسسات المجتمع المدنى التى تقوم بتقديم التوعية التى هى من أولويات وزارة الصحة.
وأشار الدكتور أحمد خميس مدير برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز إلى أن منظمات الأمم المتحدة مستمرة فى عملها ويتم حاليا وضع خطة لمصر للعمل خلال ال 3 سنوات القادمة، ونوع المساعدة التى تستطيع منظمات الأمم المتحدة تقديمها لمصر.
وأضاف: بدون تضافر كل الجهود وشراكة جميع الجهات لن نستطيع تحقيق أهداف الاستراتيجية ولابد من دعم للشركاء المحليين ووجود جهات مانحة ليس معناه أن الامور حلت ولكن لابد من النظر بعين مختلفة للمنح القادمة لمصر بحيث نستثمر فى استجابة أكثر استدامة ودمج لبعض برامج الوقاية والعلاج.
الإجراءات الوقائية
طالب مستشار منظمة الصحة العالمية، نصر السيد، الأطباء بضرورة تطبيق الإجراءات الوقائية فى التعامل مع المرضى سواء مصاب بالإيدز أو غير مصاب لأن الإجراءات واحدة، مشيرا إلى أن معدلات انتشار العدوى بفيروس سى فى المراكز الطبية الحكومية قلت بنسبة من 80 إلى 90 فى المئة عما كانت عليه منذ 10 سنوات.
وقال إن إجراءات مكافحة العدوى فى كثير من المراكز وبعض المستشفيات الخاصة دون المستوى لأن المراكز الصغيرة هدفها الرئيسى الربح مثل المستوصفات المنتشرة، مؤكدا على ضرورة تطبيق الأطباء لإجراءات مكافحة العدوى مع المرضى أصبح حياة أو موت وليس مع مريض الإيدز فقط، وخاصة الأطباء الذين يتعاملون مع سوائل الجسم.
وقال الدكتور نصر السيد، استوردنا فى مصر كل وسائل التكنولوجيا والمعدات الحديثة لعلاج الأمراض ولم نستورد وسائل مكافحة العدوى، وفى أفريقيا لا يوجد انتشار لفيروس سى لعدم وجود أدوات طبية لنقل الفيروس، ولم نطبق وسائل وإجراءات العدوى وهذا سبب انتشار الفيروس ووجود نحو 10 بالمئة من المصريين لديهم فيروس سى.
ودعا الدكتور وليد كمال مدير برنامج مكافحة الإيدز بوزارة الصحة، المواطنين بكسر الحاجز النفسى والتوجه لإجراء التحاليل اللازمة للتأكد من صحتهم، مشيرا إلى تخصيص خط ساخن للاستفسار عن أماكن إجراء التحاليل وتقديم جميع الاستشارات التى يحتاجها المواطنون على هاتف: 023315280108007008000
دور المجتمع المدنى
قالت سوسن الشيخ رئيس الجمعية المصرية لمكافحة مرض الإيدز إن الجمعية تهدف إلى ترسيخ الحقوق الإنسانية للمتعايشين والتمتع بكل الخدمات الصحية والاجتماعية، مشيرة إلى أن الجمعية تكفل للمرضى الحق فى الحياة كمواطنين لهم حق فى التعلم والعمل وذلك بالتنسيق مع البرنامج الوطنى لمكافحة مرض الإيدز بوزارة الصحة وبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز.
وقال الدكتور نصر السيد مستشار منظمة الصحة العالمية إن الهدف من الاحتفال باليوم العالمى للإيدز هو مكافحة المرض وليس المريض.
استراتيجية
حددت استراتيجية برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز 10 أهداف رئيسية خلال الخمس سنوات القادمة لمكافحة انتشار المرض.
1: الوصول إلى 90% من الأشخاص المتعايشين لكى يعرفوا حالتهم من الإصابة بعد إجراء التحاليل ويبدأون بالعلاج، و90% من الاشخاص الذين بدأوا العلاج يصلون إلى مرحلة انخفاض «الحمل الفيروسى» ويتعايشون معه سنوات طويلة بدون ظهور اعراض.
2: الوصول إلى صفر حالات جديدة بين الأطفال الذين يولدون من أمهات متعايشين مع الفيروس وهذا هدف يمكن تحقيقه لو أن الأمهات لديها الوعى الكافى بحالتهن من الإصابة بأخذ العلاج المناسب والولادة تكون قيصرية وعدم الرضاعة الطبيعية وسيولد طفل غير مصاب بالفيروس.
3: الوصول إلى توعية 90% من الشباب كى يكون لديهم معرفة ومهارة تمكنهم من تفادى الاصابات الجديدة.
4: الوصول إلى 90% من المواطنين بالخدمات المتعلقة بالصحة الانجابية والوقاية من فيروس الايدز.
5: نشر ختان الذكور الطبى التطوعى كوسيلة فعالة فى تقليل احتمالية الاصابة بالفيروس.
6: لابد أن تصل جهود الوقاية نسبة 90 % ووجود الوقاية للشخص بمعرفة أماكن إجراء التحاليل فى أماكن خالية من الوصم وتتسم بالشفافية وتكون فى سرية.
7: التركيز على السيدات والبنات وأنه لابد من التخلص من عدم المساواة بين الجنسين والتخلص من العنف القائم على النوع الاجتماعى وكثير من الابحاث قالت أخيرا إن هناك علاقة مباشرة بين تعرض السيدات والبنات للإصابة بالفيروس وبين العنف القائم على النوع الاجتماعى.
8: التحدى الكبير بالوصول إلى 90% من الأشخاص المتعايشين يكون صفر تمييز فى المنشآت الصحية وأماكن العمل والتعليم، والأطفال المتعايشين مع الفيروس فى مصر، على أن يتم التمييز ضدهم فى أماكن الدراسة، والشخص المتعايش كى يحصل على خدمة طبية.
9: لابد من أن يستثمر العالم 30 مليار دولار خاصة فى البلاد التى دخلها متوسط أو أقل من المتوسط، وكثير من الأحيان غالبية البرامج التى تعمل على العلاج معتمدة على المنح الخارجية وهذا ليس فيه أى نوع من الاستدامة وإذا لم نستطع توفير موارد داخلية من موازنة الدولة لأنه فى حالة حدوث أى انقطاع فى المنحة القادمة للبلد فإن آلاف المواطنين الذين يتلقون العلاج حياتهم ستتعرض للخطر وهذا مؤشر خطير جدا لازم التفكير فيه بشكل قوى لأن بدون زيادة الاستثمارات الداخلية ممكن أى جهة مانحة تسحب استثماراته.
10: إلحاق 75% من الأشخاص بشبكات الضمان الاجتماعى سواء معاشات أو أى مشاريع أخرى تعمل على تمكين غير القادرين.
نداء وتحذير
وجه الدكتور نصر السيد مستشار منظمة الصحة العالمية نداء وتحذيرا للآباء والأمهات من وسائل الاتصال الحديثة واصفا إياها بقنبلة موجودة فى البيوت ولابد من مراقبة الأبناء على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، كما وجه نداء للأسر وأئمة المساجد والكنائس، والمدارس لها نداء عاجل فلابد من:
توعية المواطنين من خطورة شبكات الدعارة التى يتم ضبطها من وقت لآخر، بأنها عامل رئيسى لانتشار الفيروس.
وأشار إلى أن ترسيخ القيم الدينية والترابط الأسرى يحدان من منع انتشار فيروس الايدز فى مجتمعاتنا.
وأشار إلى أن انتشار وسائل الاتصال الحديثة سيؤدى إلى انتشار الأمراض المنقولة جنسيا بصورة مرعبة خلال ال 10 سنوات القادمة، وأنه خلال عمله لمدة 35 عاما فى الطب الوقائى فإنه مرعوب من انتشار الإيدز، وعودة مرض الزهرى مرة أخرى وانتشار العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج التى تؤدى للإصابة بالمرض.
وطالب المؤسسات الدينية فى مصر ممثلة فى الأزهر ووزارة الأوقاف والكنائس بزيادة جرعة التوعية لحسن استخدام التكنولوجيا الحديثة وأن يتواصلوا مع أبنائهم.
وقال إن الإيدز فيروس ديمقراطى لا يفرق بين الغنى والفقير والاناث والذكور والمتعلم وغير المتعلم لأنه يصيب أى شخص وهو مرتبط بالسلوك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.