ما الذى تبقى من مهرجان الإسكندرية السينمائى فى دورته الخامسة والعشرين؟.. سؤال طرحته على نفسى وعلى عدد من الذين تابعوا فعالياته ونحن نلملم أوراقنا لمغادرة المدينة التى لا تنام، والتى شهدت دورة كان البعض يعول عليها الكثير خاصة أنها مع بداية تولى إدارة جديدة لشئون المهرجان.. بدأ المهرجان رافعا شعار «ليس فى الإمكان أفضل مما كان» فجاء حفل الافتتاح باهتا وأعقبه عرض فيلم أكثر تواضعا من الافتتاح نفسه وهو الشىء، الذى أغضب رئيسة المهرجان الناقدة خيرية البشلاوى، التى اشتكت من ضعف مستوى فيلم الافتتاح للناقد رفيق الصبان، وقد حدث ذلك أثناء مشاهدتها للفيلم وبصوت مرتفع استطاع العدد القليل، الذى لم يتجاوز أصابع اليد الواحدة من الذين حضروا عرض الفيلم أن يسمعوه، وقد بدا عليها الضيق، وكانت الجلسة على ما يبدو للفضفضة أكثر منها للمشاهدة فعبرت عن غضبها من حفل الافتتاح والتنظيم والفيلم التركى «تضميد الجراح»! رد فعل خيرية البشلاوى وما عبرت عنه سرا لرفيق الصبان كان علنيا فى كواليس المهرجان فلم يكن هناك حديث فى اليوم الأول إلا عن الأحلام، التى تبخرت فى متابعة دورة جديدة مختلفة، ومع ذلك ظهر حزب آخر من الذين يرون النصف الممتلئ من الكوب ودعونا للانتظار وإعطاء الفرصة للمهرجان ورفعوا شعار القادم أفضل والحقيقة أننى ملت إلى هذا الحزب، وكدت أنضم إليه غير أن تصريحات ممدوح الليثى رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما، التى أطلقها بعد الحفل الضعيف الذى أحيته المطربة رحمة أعادنى إلى المربع صفر فقد أكد عدم مسئوليته عن الحفل وأنه مسئول عن كل شىء فى المهرجان عدا هذا الحفل! المهم أن المهرجان استمر وهو يرفع شعارا جديدا هو «لا يجب البكاء على اللبن المسكوب» فقد مر اليوم الأول، وبدأت الفعاليات الحقيقية وانتشرت إنفلونزا سوء الإدارة والتنظيم، التى تهاجم المهرجانات المصرية مجتمعة ولم يجد أحد لها أى علاج حتى الآن.. فقد شهدت أيام المهرجان العديد من المشكلات الخاصة بالتنظيم بداية من الندوات، التى كانت تسودها العشوائية وليس انتهاء بالعروض والأفلام، التى احتار فى وصفها البعض فرغم روعة فيلم بابا عزيز ومكانة مخرجه الذى تم تكريمه من قبل المهرجان فإن النسخة التى عرضت لم يكن بها ترجمة إنجليزية أو عربية وإنما ترجمة فرنسية وأغلب الذين شاهدوا الفيلم لم يستطيعوا متابعته، إضافة إلى ما حدث فى ندوة الفيلم الجزائرى التى امتدت لأكثر من ساعة حتى إن البعض طالب بإنهاء الندوة بصورة مؤسفة وذلك لتأخر عرض فيلم «الهائمون».. أما ندوة المخرج الفلسطينى رشيد مشهراوى فلم تستمر سوى خمس دقائق بسبب عدم الحضور الذى كان السمة الرئيسية لأغلب ندوات المهرجان باستثناء ندوة فيلم لمح البصر التى اكتظت بالحضور. وربما كان حضور الناقدة خيرية البشلاوى رئيسة المهرجان لأغلب ندوات المهرجان ومتابعتها أغلب أفلامه وتحليلها كناقدة لهذه الأفلام هو الدور البارز لها فقد كانت مثل رمانة الميزان أثناء الفعاليات، التى كانت تتأثر بصورة كبيرة فى غيابها لمسة وفاء: من إيجابيات المهرجان القلية تظاهرة لمسة الوفاء، التى تحسب لإدارة المهرجان بمناسبة الاحتفال بربع قرن على بداية المهرجان بتكريم الرؤساء السابقين، وعلى رأسهم الناقد الراحل كمال الملاخ.