سادت حالة من الاستياء والغضب بين القضاة وأعضاء النيابة العامة، بسبب ما وصفوه ب«تقصير» الجهات الرسمية في تأمين القضاة، الذي أدى إلى اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، وقبله شهداء العريش، واستهداف عدد من القضاة الذين ينظرون قضايا يحاكم فيها متهمون إخوان أو من جماعات تكفيرية؛ حتى وصلت المطالبات إلى إقالة اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية ومحاكمته. وقال مصدر قضائي، إن "هناك قصورًا شديدًا في التأمين من جانب وزارة الداخلية لموكب النائب العام؛ ولم تكن هناك سيارات شرطة تؤمن النائب العام، وما كان يوجد هو طاقم حراسة خاص به فقط مما أدى لاغتياله، كما أنه ليست هناك أي إجراءات احتياطية وتدابير لتأمين طريق النائب العام أو منزله، لدرجة قيام الإرهابين بزرع عبوات ناسفة دون أن يلاحظهم أحد". وأضاف المصدر، أن "القضاة وأعضاء النيابة العامة غاضبون بسبب الحادث الإرهابي وما وصفوه ب«التقصير» في تأمين نائبهم العام"، مشيرا إلى أن هذه الحادثة تعد الأكثر إرهابا بعد حادثة اغتيال الرئيس أنور السادات، موضحًا، "بعد كل حادث إرهابي يطال القضاة، فإنهم يطالبون بزيادة التأمين، ولكن لا يحدث شيء"، على حد قوله. وفي سياق متصل، قرر نادي قضاة مصر برئاسة المستشار عبد الله فتحي، فتح النادي بمقره الرئيسي بشارع شامبليون بوسط القاهرة يومي الأربعاء والخميس، لتلقي العزاء في الشهيد المستشار هشام بركات، وتلاوة القرآن الكريم، وإقامة حفل تأبين للشهيد في ختام اليوم الثاني، يتحدث فيه زملائه وأبنائه ممن لهم شرف العمل والتعامل معه، وسيعلن النادي في حفل التأبين عن عدة قرارات، أولها طلاق اسم الشهيد المستشار هشام بركات على القاعة الرئيسية الجديدة بالنادي النهري. كما قرر النادي تشكيل لجنة من القضاة وأعضاء النيابة العامة لإعداد كتاب ذهبي عن السيرة العطرة للشهيد الغالي يتضمن سيرته الذاتية والعمل الذي اضطلع به منذ التحاقه بالسلك القضائي حتى رحيله، وكلمات وشهادات من شرفوا بالعمل معه في حقه، ومخاطبة مجلس الوزراء لاطلاق اسم الشهيد على ميدان رايعة ليصبح اسمه ميدان الشهيد هاشم بركات ليظل اسمه خالدًا، كما أعلن النادي القضاة إلغاء حفل الافطار السنوي الذي كان مقرر له يوم الجمعة القادم حدادا على هذا المصاب الجلل. وقال المستشار أحمد عبد الفتاح عبد المعطي عضو مجلس ادارة نادي القضاة مدير نيابة السنبلاوين، موجها حديثه للمتورطين في اغتيال النائب العام الشهيد المستشار هشام بركات، "أيها الخونة المجرمون، إننا مستمرون في أداء واجبنا نحو وطننا وديننا وعملنا ورسالتنا يا عديمي الوطن والدين.. نحن لا نخشاكم ولا نخشي إلا الله، ويوجد 15 ألف قاض ووكيل نيابة جاهزون ومستعدون للتضحية من أجل الوطن، فاغتالونا جميعا لو استطعتم ولن تستطيعوا، فانتم أجبن وأخس خلق الله".
