• العصائر والمياه المعدنية والمربى والحلوى ومنتجات الألبان أبرز منتجات المصانع غير المرخصة • ضبط حوالي 30 مصنعا وآلاف المنتجات الغذائية الفاسدة خلال 4 شهور • التموين: بعض المضبوطات كانت تفوح منها رائحة كريهة.. والتفتيش مستمر كشفت تقارير الرقابة التموينية بمحافظة قنا، عن ضبط آلاف المنتجات الغذائية بداخل ما يقرب من 30 مصنعا لإنتاج العصائر والمياه المعدنية والمربات والحلوى ومنتجات الألبان وغيرها من المواد الغذائية، غير صالحة لاستخدام الآدمي، خلال الأربعة أشهر الماضية بمركزي نجع حمادي وقوص اللذين يعدان من أكثر الأماكن التي تنتشر بها المصانع الغذائية غير المرخصة. مصانع الأغذية انتشرت بمحافظة قنا، خاصة بداخل القرى التي غالبا ما تغيب عنها الرقابة، جعل من المحافظة وقراها سوقا خصبا لترويج السلع الغذائية، التي تقل في أسعارها عن السلع الأصلية، فالبعض يستخدم علامات تجارية مشهورة لبعض المنتجات من أجل ترويج هذه السلع. الشروق اجرت استطلاعًا لآراء المواطنين بقنا حول انتشار المصانع الغذائية غير المرخصة بقرى ومراكز المحافظة. قال حسام عوض أحد مواطني المحافظة، إن "هناك الكثير من المنتجات الغذائية متداولة في السوق وتحمل علامات تجارية معروفة غير صالحة لاستخدام الآدمي، ورغم ذلك تلقى قبولا كبيرا نظرا لانخفاض أسعارها عن المنتجات الأصلية، فضلًا عن انتشار ما يطلق عليه «مصانع بير السلم» بالمحافظة عقب ثورة 25 يناير، الأمر الذي جعل الكثيرون يقومون بتصنيع المواد الغذائية داخل منازلهم وهذا منتشر في كثير من قرى نجع حمادي". وأضاف علي محمود مواطن آخر من محافظة قنا، أن "أكثر المنتجات المتداولة بداخل السوق هي العصائر والمياه المعدنية، ومعظم هذه المنتجات تباع بأسعار رخيصة وتروج بالقرى خاصة للأطفال"، مشيرا إلى أن ارتفاع نسبة البطالة وقلة سوق العمل، هي من أكثر الأسباب التي دفعت بالبعض إلى فتح مصانع غذائية داخل منازلهم، خاصة في ظل التعقيدات الحكومية والروتين في حالة القيام بمشروعات رسمية"، على حد قوله. بدروه، قال الدكتور أحمد خيري المدرس بكلية إعلام قنا، إن "ظاهرة الأغذية الفاسدة تأتى انعكاسا لبعدين، أحدهما أخلاقي والثاني إداري حكومي، فالبعد الأول بحاجة إلى إصلاح اجتماعي لاصلاح الذمم، بالإضافة إلى التقصير الحكومي في الرقابة؛ فليس كافيا اكتشاف المصانع بل يجب منع وجودها من الأساس"، بحسب وصفه. وأشار خيري إلى أن "التعقيدات الإجرائية في إصدار تراخيص المؤسسات الصناعية وصعوبتها، جعلت البعض يلجأون للعمل في الخفاء"، موضحًا أنه "يجب تفعيل دور المؤسسات الرقابية في الدولة والتنسيق فيما بينهم وتوعية المواطنين بأهمية المبادرة بالابلاغ عن هذه المخالفات التي كانت سببا قويا في انتشار الأمراض السرطانية والفشل الكلوي وغيرها من الأمراض. وتابع، "هذه الأغذية المجهولة عبارة عن سموم قاتلة، يتناولها المواطن في شكل غذاء، ويجب أن تستيقظ الدولة لخطورة ذلك حتى نتجب ويلات مستقبلية تهدد صحة المواطنين أنفسهم"، على حد قوله. ومن جانبه، أوضح أحمد عبدالعليم وكيل وزارة التموين بقنا، أن "الرقابة تقوم بشن حملات مستمرة لمتابعة الأسواق وضبط المتلاعبين". وأضاف، "منذ يناير الماضي وحتى نهاية أبريل، تم ضبط الكثير من المصانع الغذائية غير المرخصة، منها 3 مصانع لإنتاج المعسل و4 مصانع لإنتاج العصائر والمربى و10 مصانع لإنتاج المخللات ومصنعين لمنتجات الألبان، ومصنع للمياه المعدنية وآخر للملح، كما ضبطت الآلاف من زجاجات المياه المعدنية و30 ألف عبوة عصير ومربى و2 طن مخللات و20 طن ملح، وجميعها ثبت أنها غير صالحة للاستهلاك الآدمي وبعضها كانت تفوح منه رائحة كريهة".