تصريحات وزير الشباب والرياضة حول البطالة في مصر، والتي دعا من خلالها الشباب، إلى العمل في مصانع الدولة، والجهات الرسمية، والتخلي عن العمل في القطاع غير الرسمي كالكافتيريات والمطاعم، وبيع المناديل في إشارات المرور، مقدرا ما يكسبه بائع المناديل ب150 جنيها يوميا، أكدها بعض باعة المناديل، قائلين للوزير والحكومة: «سيبونا في حالنا». جمال أحمد العطار رجل في العقد الخامس من عمره ، يفترش رصيف ميدان التحرير، موظف بالمعاش، يعاني من إعاقة في قدمه، كان يعمل "نقاشا" بهيئة النقل العام، وتعرض لوعكه صحية أحالته إلى المعاش الطبي لديه من الأبناء 4، ما بين المهندس والطبيبة، الدبلوم الفني، وأصغرهم طالب بجامعة القاهرة تعرض لحادث أفقده بصره. حاول عم جمال اللجوء إلى مجلس الوزراء لمعالجة ابنه الصغير على نفقة الدولة، لكن الجوب كان " ظروف البلد لا تسمح"، فاضطر إلى بيع سيارته وشقته لإجراء عدة عمليات لابنه بتكلفة وصلت لما يقرب من 200 ألف جنيه، لكن دون جدوى فمازال الولد كفيفا والوالد معاقا يبيع مناديل بالعلبة. منذ سنوات، توقف عم جمال عن حسابها، اضطر إلى بيع المناديل في الشوارع كوسيلة لكسب الرزق ولتغطية مصارف علاج ابنه، مكسبه في اليوم لا يتعدى 40 جنيهًا، عن كل باكيت مناديل، يقوم بشرائه من تاجر جملة بتكلفة 5 جنيهات يحتوي على 12 علبة، أحيانا يستطيع بيع كل الكمية في يوم واحد، وأحيانا تظل معه المناديل لأيام عدة تصل إلى أسبوع، وأكثر مبلغ حصل عليه في يوم بلغ 50 جنيها. مثل غيره من الباعة الجائلين، يدافع عم جمال عن الباعة الذين نقلهم المسؤولون إلى جراج الترجمان، حيث توقف رزقهم، لوقوعه في مكان بعيد عن حركة الزبائن، برغم كونه أفضل من التنقل في الشوارع والتعرض للحملات الأمنية و"بهدلة الشوارع" على حد وصفه. وتعليقا على تصريحات وزير الشباب، قال عم جمال " لو بكسب في اليوم 150 جنيها يجي الوزير ياخدهم"، معبرا عن أزمته في عدم توفير أموال لشراء نظارة لعينيه التي تعاني من ضعف شديد في النظر، بعد أن كسرت نظارته نتيجة اعتداء بعض أفراد الأمن في قسم الأزبكية عليه بعد أن قبض عليه لبيعه المناديل في الشوارع. أما خالد إبراهيم 40 عاما، حاصل على دبلوم تجارة، لديه ثلاثة أطفال في مراحل التعليم الابتدائي، يفترش رصيف أحد الأسواق، ولديه خبره في بيع المناديل في إشارات المرور، وعلى الرصيف، تصل إلى 18 عاما، يتفق مع وزير الشباب في أن بيع المناديل تجارة مربحة "بس الحكومة تسيبنا في حالنا". خالد إبراهيم كان يعلم من أصدقائه البائعين أن تجارة المناديل مربحة، حيث يشرح أن كرتونة المناديل ذات الحجم الكبير تحتوي على 18 علبة، يقوم بشرائها بحوالي 75 جنيها، ليبيعها بما يقرب من 90 جنيها، مكسبه اليومي لا يقل عن 200 أو 150 جنيهًا، قابلة للزيادة. "كل ما البيعة زادت كل ما المكسب بيزيد" يؤكد خالد أن أسعار المناديل تزداد بصفة مستمرة كل عام مع بدء الموسم الصيفي، لكن زيادة الأسعار تعني زيادة المكسب بالنسبة له، فهو بائع مستقل يعمل لحساب نفسه ومكسبه عائد له ولأبنائه. ويشير خالد، إلى أن بائعي المناديل في إشارات المرور لا يقل مكسبهم اليومي من 120 أو 150 جنيها، حتى لو كان عملهم لحساب تاجر آخر، فالكل كسبان، حيث أن كرتونة مناديل الإشارات تحتوي على 48 علبه تباع بحوالي 90 جنيها في سوق الجُملة، وتباع بحوالي 120 جنيها في الإشارة، وكل فرد يمكنه بيع ما يصل إلى 10 كراتين في اليوم الواحد "هو وشطارته" على حد وصفه. برغم المكاسب التي يحققها بائع المناديل، الذي لا نية له في الوقت الحالي تغيير مصدر رزقه، إلا أن مشاكله تتلخص في "حملات البلدية"، فمع كل حملة تقوم بها المحافظة والداخلية على الأسواق لطرد الباعة من أماكنهم يتوقف رزقه، حتى يعود مرة أخرى إلى مكانه، ليمارس مهنته بشكل طبيعي.