دعا مؤتمر"نحو استراتيجية جديدة لتفعيل دور الاتحادات العربية في تفعيل العمل العربي المشترك" الذي عقده مجلس الوحدة الاقتصادية العربية والاتحاد العربي لحماية الحياة البرية اليوم الخميس إلى الإسراع بوضع خطة لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي لتحقيق التنمية وبلورة رؤية موحدة عربيا لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية . وأوضح الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية السفير محمد الربيع في كلمته أمام المؤتمر بأن المؤتمر يهدف إلى الخروج برؤى واضحة للعمل العربي المشترك ، مؤكدا أن جامعة الدول العربية كانت سباقة منذ إنشائها خلال العام 1945 والتوقيع على اتفاقية الدفاع العربي المشترك في عام 1950 ودخول اتفاقية الوحدة الاقتصادية العربية حيز التنفيذ عام 1957 ان تكون هناك رؤية متكاملة لدعم العمل العربي المشترك. وقال الربيع في كلمته أن رؤية مجلس الوحدة الاقتصادية العربية تعتمد على استراتيجية عربية مشتركة تقتضي مواجهة التحديات التي تواجه الوطن والمواطن العربي . داعيا إلى ضرورة العمل على اقتحام الفكر العربي الجماعي لتحقيق طموحات وتطلعات المواطن العربي بما يضمن الإرتفاع بمعدلات التنمية ومواجهة غلاء الأسعار الذي يؤدي إلى تآكل الدخل إلى جانب مواجهة الاحتياجات الضرورية وتحسين الخدمات الصحية وتوفير متطلبات التعليم ومتطلبات الحياة المعيشية خاصة في المناطق الريفية . وأكد أن الوطن العربي يحتاج إلى التضامن والتكامل لتوفير الغذاء خاصة مع وفرة الموارد في هذا القطاع، وأشار إلى أهمية الحاجة إلى مراجعة استراتيجية التنمية الزراعية والعمل على إعادة تأهيل وتوجيه الموارد وتحديد الأولويات وتفعيل العمل العربي المشترك في هذا المجال . ودعا الى الاهتمام بتصنيع المنتجات التي لاتصنع في العالم العربي ضمن خطة يتم فيها وضع وتحديد الأولويات ، موضحا أن مجلس الوحدة الاقتصادية العربية تبنى استراتيجية لإنشاء عدد من الاتحادات النوعية باعتبارها خطوة على طريق تحقيق التكامل الاقتصادي العربي وتحسين أداء الوحدات الإنتاجية وتبادل الرؤى في مجل العمل العربي المشترك . وأكد أن هذا المؤتمر خطوة مهمة لإيجاد رؤية موحدة خاصة وان المنطقة العربية تعيش امتحانا صعبا يدركه القادة قبل المواطنين، وما يدور في اليمن وسوريا وغيرهما من الأقطار العربية يجعل الحاجة إلى الاعتصام بالوحدة ضرورة ملحة. وأضاف أن الأمة العربية خلال حقبة الستينيات كانت تواجه عدوا واحدا وفي الثمانينيات كانت مشاكل الحدود المصطنعة واليوم نحارب بعضنا بعضا . وأكد أن مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي والقمة العربية الأخيرة بددت هذا التشاؤم من القدرة على مواجهة الأخطار والنداء الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي " تحيا الأمة العربية " بدد هذه الضبابية ، مؤكدا أن رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي تصدى لهذه المؤامرات العاتية التي كانت تخطط لتفتيت هذه الأمة . وتابع الربيع أن التحالف العربي لمواجهة ما يدور من مؤامرات تحاك ضد اليمن استطاع كسر إرادة القوى الطامعة فيه ، موضحا أن ثورات الربيع العربي ، وأن كانت مطالبها عادلة لمقاومة الظلم والاستبداد لكن هناك من استغلها أسوأ استغلال داعيا إلى ضرورة العمل على إطلاق مشروعات تنفيذية لتحقيق مكاسب اقتصادية ومواجهة من يريدون لهذا الوطن أن ينكسر . من جهتها قالت السفيرة ميرفت التلاوي رئيس المجلس القومي للمرأة انه على الرغم من الصعوبات والمعوقات التي تواجه العمل العربي المشترك إلا أن مجلس الوحدة الاقتصادية العربية استطاع القيام بجهد في دعم الاتحادات النوعية العربية موضحة انه حتى تنهض الأمة لابد من تفعيل إداء المجتمع المدني . ودعت التلاوي إلى الاهتمام بقضايا المرأة مؤكدة التعاون بين منظمة المرأة العربية ومجلس الوحدة الاقتصادية العربية، وأضافت إن هدف هذه المنظمة خلال الفترة الماضية تركز على التمكين الاقتصادي للمرأة العربية والحفاظ على المنتجات الحرفية والتراثية لها وعرض منتجاتها في الفنادق الكبرى والمطارات . ودعت إلى وضع المرأة ضمن الفئات المستهدفة من مشروع الأربعة ملايين فدان حتى تتمكن من خلق جيل محب لوطنه ،موضحة أهمية أن يتم وضع السياسات الاقتصادية وفقا لاحتياجات المجتمع وضرورة الاهتمام بالنهوض بالمرأة العربية ومحو أميتها وتقويتها ودعمها حتى تعتمد على نفسها . ونقل السفير مجدي راضي مساعد وزير الخارجية تحيات وزير الخارجية سامح شكري للمشاركين في المؤتمر داعيا إلى أهمية تفعيل العمل العربي المشترك والاهتمام بدور الاتحادات النوعية لتفعيل هذا العمل . ووجه راضي عدة رسائل إلى المؤتمر أولها ضرورة التركيز على تحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول العربية ضاربا المثال بتجربة الاتحاد الأوربي واتحاد الدول الأمريكية التي استطاعت التغلب على المصاعب التي واجهتها . وقال إن التحدي الذي يواجه المنطقة العربية هو محاولات التمزيق من الداخل وتمزيق الهوية الداخلية لكل بلد واللعب على ما أوجدته القوى الخارجية من اختلافات . وأكد أن التجربة المصرية قدمت درسا يدل على وعي الشعب المصري الذي دفع جيشه إلى التدخل حتى يحافظ على الهوية المصرية ، داعيا إلى العمل على أن يكون التحدي الذي تواجهه الأمة العربية هو الوقود لتحقيق التكامل الاقتصادي . وأضاف إن الدرس الذي شاهدناه مؤخرا في قمة شرم الشيخ العربية حيث اتفقت الدول العربية على تكوين قوة عربية مشتركة يؤكد أن التكامل الاقتصادي أصبح ضرورة من أجل البقاء خاصة وأن التحديات كبيرة . وأوضح راضي أن رسالته الثانية للمؤتمر تؤكد أن هناك تشابكا حقيقيا للمصالح العربية وتوازن حقيقي للموارد ، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن التجارة البينية العربية تضاعفت ثلاث مرات إلا أنه مازال هناك الكثير الذي يجب تحقيقه والبحث عن المصالح المشتركة . وقال إن القطاع الخاص أصبح يشكل القاطرة التي تقود التنمية الاقتصادية إلى جانب دور المجتمع المدني والاتحادات النوعية موضحا أنها هى الأدوات الحقيقية لتحقيق التكامل الاقتصادي . ودعا إلى انشاء قاعدة بيانات للمنتجات العربية وتوثيق المعارف التقليدية العربية ، موضحا أن وزارة الخارجية تتعاون مع الاتحادات العربية ويجري التنسيق مع المجموعة العربية في العديد من القضايا منها التنمية المستدامة والبيئة وقضايا تغير المناخ وغيرها من المجالات . يعقد ضمن فعاليات المؤتمر ثلاث جلسات عمل تتمحور حول البرامج والتدخلات الإصلاحية لتفعيل دور الاتحادات العربية والرؤى المستقبلية لمشروعات العمل الاقتصادي العربي المشترك والأطر الاستراتيجية لدفع العمل الاقتصادي العربي المشترك ومن جانبه قال الدكتور رضا أبو حطب أمين عام الاتحاد العربي لحماية الحياة البرية أن الأحداث المتلاحقة التي تشهدها المنطقة العربية تفرض على الجميع أن يقدم رؤاه لتحسين ظروف المواطن العربي من خلال الآليات المتاحة والإطار المؤسسي للاتحادات العربية النوعية. وأضاف إن المرحلة الراهنة تقتضي شحذ الهمم وإعطاء العمل العربي المشترك دفعة كبيرة لتحقيق تطلعات المواطن العربي . من جهته أشار الدكتور بهاء حلمي بدر رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي لحماية الحياة البرية الى ان هذه المرحلة تحتاج الى مشاركة جادة لدعم المجتمع العربي ومنظماته المدنية والاتحادات النوعية . وقال إن الاتحاد العربي لحماية الحياة البرية يضم 150 عالما يقدمون دراسات نوعية تخدم المواطن العربي في هذا المجال ، داعيا إلى ان يكون للمواطن العربي نصيب في الاستثمار في مشروعات قناة السويس ، كما دعا إلى إنشاء أسطول عربي لتنمية التجارة العربية حتى لا يكون نشاط النقل البحري حكرا على الشركات العالمية .