* أحرقت مديرية التربية والتعليم بالجيزة في 6 أبريل الحالي ما يقرب من 75 كتابا بمدرسة «فضل» للبنين والبنات بالهرم بدعوى أنها «تحض على العنف»، بالإضافة إلى القول بأن المدرسة لها انتماء «إخواني» نظرا لأنها ضمن المدراس التي تم التحفظ عليها بقرار من وزارتي العدل والتربية والتعليم بعد 30 يونيو، إلا أن العديد من المفارقات وراء قصة حرق الكتب، أولها أن محمد فضل مؤسس المدرسة كان عضوا بالحزب الوطني «المنحل» لفترة من الوقت وهذا ما أكده صاحب المدرسة الحالي، مشيرا إلى أن تلك العضوية كانت للتمكن من تحقيق المساعدة لأهالي المنطقة، بالإضافة إلى روايات مدير المدرسة والمدرسين والطلاب أنفسهم الذين تأثروا من عملية حرق الكتب التي أصابت الطالبات بالزعر والاختناق، والتي وصفها العاملون بالمدرسة بأنها غير لائقة بالقيم التربوية والتعليمية، والتي لم يكن القصد منها سوى «الإساءة للمدرسة» خاصة بعد حصولهم على حكم قضائي ببطلان التحفظ على المدرسة في 17 مارس 2015. صاحب المدرسة: حصلنا على حكم ببطلان التحفظ وفي انتظار «تحقيقه» قال عادل فضل مالك مدرسة «فضل» إن المدرسة منشأة منذ 1987 وهي تلتزم بالمهنية وليس لها علاقة إلا بالتربية والتعليم، مشيرا أن قرار التحفظ الصادر ضد المدرسة منذ 2014 كان دون مبرر أو منطق، وهو ما تأكد بعد حصولهم على قرار من المحكمة ببطلان التحفظ وكل ما يترتب عليه من آثار في 17 مارس 2015، مؤكدا أن ذلك يعد السبب وراء قصة حرق الكتب في فناء المدرسة والتي وصفها بأنها لا تليق بالتربية والتعليم. وعن عملية حرق الكتب التي تمت في فناء المدرسة، قال عادل فضل ل«بوابة الشروق» إن عبدالله عراقي ممثل وزارة التربية والتعليم «المدير التنفيذي» في المدرسة جاء لإدارة المدرسة بعد قرار التحفظ في 30 مارس 2014، ومنذ هذا اليوم وهو على دراية بكل الأمور الإدارية والتعليمية، ليضيف مدير المدرسة بأنه يتصرف فقط في الأمور المالية، فيما قال إن عبدالله عراقي كان قد أجرى أكثر من جرد للمكتبة من قبل، مؤكدا أن الهدف من حرق الكتب هو «الإساءة للمدرسة ولعمل شو إعلامي»، خاصة بعد القضية التي كسبناها ببطلان قرار التحفظ "المنتظر تحقيقه" بحسب قوله. وأضاف مالك المدرسة أن الكتب تم حرقها دون إخطار أي من مسؤولي المدرسة، وكان هناك مصورين لتصوير عملية الحرق التي كانت في وضوح النهار، مضيفا أنه سمع الحديث الدائر بين اللجنة التي أشرفت على عملية الحرق حول عرض عملية الحرق في أحد برامج التوك شو، وهو ما يعني «أن الأمر كان مخطط له بغرض الإساءة للمدرسة وتشويه سمعتها»، خاصة أن ذلك لم يحدث مع باقي المدارس المتخفظ عليها. وختم قوله بأن عملية حرق الكتب لم تتوقف أزمتها فقط على الإساءة للمدرسة وإنما ذلك يعد نقطة فارقة في تاريخ مصر لكونه مخالفا لكل القيم التربوية والتعليمية. طالبات: نتضامن مع مدرستنا وعلم مصر فوق رؤوسنا وبينما كان عادل فضل يتحدث ل«بوابة الشروق» دخلت ثلاث فتيات بالمرحلة الإعدادية وهن من اتحاد طلبة المدرسة لتقديم ورقة يتضامنون فيها مع إدارة مدرستهم، وهذا ما أكدته ميار رئيسة اتحاد طلبة المرحلة الإعدادية، قائلة إنهم يحبون مدرستهم ويوميا يحيون علم مصر ويرددون القسم في طابور الصباح، وأضافت الفتيات الثلاث أن علم مصر لم يوجد في فناء المدرسة وإنما في كل الفصول وفي مكاتب المدرسين. مدرسون: حرق الكتب لا يليق بقيم التربية والتعليم أما ممدوح مراجي موجه الدراسات الاجتماعية بالمدرسة وأحد أعضاء لجنة جرد الكتب في المكتبة التي جردت الكتب التي تم حرقها، قال إنه يعمل بهذه المدرسة منذ 22 عاما، وأن عملية حرق كتب في فناء المدرسة لن تحدث في تاريخ مصر لما لها من أثر سيء على القيم التربوية والتعليمية، مؤكدا أن مندوب وزارة التربية والتعليم في المدرسة طلب منهم منذ أكثر من أسبوع جرد كتب المكتبة وإخراج كل ما يتعلق بالدين والسياسة، وهو ما نفذوه بالفعل، ثم جاء مندوب الوزارة ووضع الكتب في صناديق وتركها في مكتبه لأيام حتى أن تم حرقها، مؤكدا أن الكتب لا يوجد بها أي مشاكل وأن بعضها يتحدث عن «نابليون بونابرت»، مؤكدا أن كل الكتب لم تخرج عن لائحة الكتب التي تضعها وزارة التربية والتعليم. وهذا ما أكده كل من محمد مصطفى كمال أحد المدرسين وزينب محمد عبدالحميد موجهة لغة إنجليزية الذين يعملان بالمدرسة من أكثر من 20 سنة، فاتفقا على أن عملية حرق الكتب في فناء المدرسة لا تليق بالتربية والتعليم، مضيفين أنها أحدث زعرا للطالبات، وطالبوا بحكم عدل يحكم في أزمة المدرسة التي خرجت أجيال عملوا بالجيش والشرطة والنيابة وشرفوا أنفسهم ومدرستهم، وأكدا أن الكتب التي توجد في المكتبة لم تخرج عن اللائحة التي تضعها وزارة التربية والتعليم وأن هناك موجهين من الوزارة يأتون لمتابعة الكتب الموجودة، وأضافا أن عبدالله العراقي مندوب الوزارة كان قد أجرى جردا لكل ما يوجد في المدرسة بما فيها "الكراسي" وبالتالي أول ما يطال الجرد هي "الكتب"، وشددا على أن الإدارة دائما ما كانت تطلب منهم التعاون مع مندوب الوزارة الذي ظلت المدرسة في حوزته لأكثر من عاما. ومن جانبه قال محمد مصطفى كمال؛ أحد المدرسين إن شقيقه يمتلك مدرسة وهي أيضا متحفظ عليها، مؤكدا أنه مندوب الوزارة المتواجد في المدرسة دائما ما يحاول في أن تسير الأمور بصورة جيدة، وأَضاف أنه بالنسبة لمدرسة "فضل" فلا يوجد أي دليل على انتماء المدرسة لأي فصيل سياسي كجماعة الإخوان المسلمين كما يقال عنها، مؤكدا أن المدرسة معروفة بسمعتها الطيبة، والتي تأكدت على مدار ما يقرب من 30 سنة، مشيرا إلى الأنشطة المتنوعة التي تقدمها المدرسة وكان أشهرها ماكيت بحجم كبير جدا لمعبد أبوسمبل تم وضعه في فناء المدرسة لتعريف الطلاب بالحضارة الفرعونية، وأن أغلب القيادات الكبيرة في الوزارة أخذوا العديد من الصور الفوتوغرافية بجانب الماكيت الذي تميزت به فقط مدرسة «فضل» والذي سافر إلى دول أوروبية فيما بعد. التربية والتعليم: مدرسة «فضل» أخرجت أجيال لحرق مصر فيما قالت بثينة كشك وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة في مداخلة هاتفية لبرنامج «العاشرة مساء» الذي يقدمه وائل الإبراشي، إن «مدارس فضل ضمن مجموعة مدارس يملكها الإخوان المسلمين وتم التحفظ عليها من وزارتي العدل والتربية والتعليم، لتكون الوزارتين مسؤولتين عن المدارس؛ مالية وإداريا وتربويا»، وأضافت قائلة إن تلك المدارس «خرج منها أجيال سرقت منا وخرجت لتدمر مصر وتحرقها، وأن تلك الأجيال تربت على أخلاقيات غير الأخلاقيات المصرية». وأضافت أنه الآن أصبح في مدرسة فضل علما لمصر وأصبح الطلاب يؤدون تحية العلم التي لم تكن موجودة من قبل، مؤكدة أن «أي كتب تخرب عقول أولادنا وممنوع تداولها في مصر لابد من حرقها وأن نحتفل بحرقها»، وقالت «نريد أجيال تنتمي لمصر، غير الأجيال التي سرقت منا». مداخلة بثينة كشك مع وائل الإبراشي في العاشرة مساء