من غير معارضة يخوض حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان، الانتخابات البرلمانية والرئاسية التى يترشح فيها الرئيس الحالى عمر البشير للمرة الثانية بعد التوقيع على اتفاقية السلام التى قسمت البلاد إلى شطرين. وبحسب أغلب المراقبين، فإن الرئيس البشير سيواصل حكمه للسودان بعد فوزه بأغلبية 68,24% فى أول انتخابات تعددية شهدتها البلاد، عام 2011. أى بعد 21 عاما من الحكم. اعتاد البشير البالغ من العمر 66 عاما، وهو عسكرى محترف تولى الحكم بدعم من الاسلاميين وصدرت بحقه مذكرة توقيف دولية عن المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، على افتتاح خطاباته ذات النزعة الشعبوية برقصة تقليدية ملوحا بعصاه، ومرتديا الجلابية الشعبية السودانية أو الزى العسكرى. إلا أن منتقديه، يعتبرون حكمه، المستمر منذ 26 عاما، لأكبر أفريقى، أوقع البلاد فى حروب أهلية فى الجنوب إلى حين توقيع اتفاق السلام فى 2005، وكذلك نزاع مع حركات التمرد فى دارفور منذ 2003. ليتوج بعد ذلك، بلقب أول رئيس فى التاريخ تصدر بحقه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية، وذلك بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية فى دارفور فى مارس 2009. ولد عمر حسن البشير فى 1944 فى قرية حوش بنقاء التى تبعد 150 كلم شمال الخرطوم وكان تواقا منذ شبابه للانتساب إلى الجيش. وفى 30 يونيو 1989، قاد العميد البشير بدعم من الجبهة الاسلامية، بزعامة حسن الترابى، مجموعة من الضباط لقلب حكومة الصادق المهدى المنبثقة عن انتخابات تعددية. وبتأثير من الترابى، الذى بات اليوم أحد ألد خصومه، أرسى البشير دعائم حكم إسلامى متشدد فى بلد يعد 40 مليون نسمة ويقوم على الانتماء القبلى ومنقسم بين أغلبية مسلمة فى الشمال وأغلبية مسيحية فى الجنوب. وفقا لما نقلته صحيفة الاندبندنت البريطانية. وفى تسعينيات القرن الماضى، باتت الخرطوم مرتعا للتيارات الإسلامية الجهادية كتلك التى قاتلت فى أفغانستان ومنها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذى طرد لاحقا بضغط من الولاياتالمتحدة. لتتدهور على إثره، فى نهاية العقد، العلاقات بين البشير والترابى الذى اقترح فى 1999 مشروع قانون يحد من سلطات الرئيس. لكن البشير رد بعنف وطوق الجيش المجلس الوطنى (البرلمان) الذى كان يترأسه الترابى، ثم أعلن حله. وبعد ذلك، حاول البشير الابتعاد عن الاسلاميين المتشددين وتحسين علاقاته مع جيرانه والمجتمع الدولى، وإقامة شراكات اقتصادية مع الخليج ودول آسيا وخصوصا الصين. وخلال حملته الانتخابية، جاب البشير السودان من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه مقارعا المحكمة الجنائية الدولية. لكن عددا كبيرا من أحزاب المعارضة قاطع الانتخابات التى شهدت مشكلات لوجستية وفنية قبل أن يعلن حزبان رئيسيان شاركا فيها رفضهما نتائجها ويتهما حزب المؤتمر الوطنى الحاكم بالتزوير.